المحتوى الرئيسى

محمد عبد الهادي يكتب: مستقبل التعليم يبدأ من رياض الأطفال  

11/28 20:09

الرئيسيه » رأي » محمد عبد الهادي يكتب: مستقبل التعليم يبدأ من رياض الأطفال

يتميز النظام التعليمي بأنه محدد للحراك الاجتماعي ومصدر للتنشئة، وتعد السنوات الأولى في حياة الطفل من أهم مراحل حياته، فهي الأساس الذي تبنى عليه الحياة المستقبلية للأجيال المقبلة، وهو مفهوم مستقبلي بإمتياز. باعتبارها فترة حاسمة تتكون من خلالها المفاهيم الأساسية للطفل بما يساعده على مسايرة التطور والاتصال مع الآخرين وفهم تجاربهم مع متطلبات الحياة الاجتماعية، والتركيز على الملامح المميزة للأفراد والكائنات الحية والأشياء والأماكن والعلاقات فى البيئة المحيطة به بمختلف متغيراتها.

تؤكد أهداف التنمية المستدامة العالمية على هدف التعليم الجيد بمرحلة رياض الأطفال، حيث حدد مؤتمر قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة  في سبتمبر 2015 هدفه الرابع؛ “ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع” ومن مؤشراتها:  ضمان أن تتاح لجميع البنات والبنين فرص الحصول على نوعية جيدة من النماء والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم قبل الابتدائي حتى يكونوا جاهزين للتعليم الابتدائي بحلول عام 2030. كما تشير خطة التنمية المستدامة العربية ما بعد 2015 إلى انخفاض جودة التعليم، وبتحويله إلى هدف يصبح توفير التعليم الجيد والتعلم مدى الحياة للجميع من أجل التنمية المستدامة.

أما إستراتيجية التنمية المستدامة (رؤية مصر – 2030): الأهداف والمؤشرات؛ فقد أوردت هدف تعزيز موارد التنمية البشرية، والوصول فى عام 2030 إلى تعليم عالي الجودة ومتاح للجميع، ويشترط ذلك وجود نظام تعليمي كفء وفعال. وحددت الخطة الاستراتيجية للتعليم هدف التوسع كما ونوعا، لتعليم رياض الأطفال.

لذا فأب توجه لإصلاح التعليم لا بد أن يبدأ من مرحلة رياض الأطفال باعتبارها أساس للاستمرارية في المستقبل، وبالتالي التنمية المستدامة، وتعد مرحلة رياض الأطفال نظام فرعي من نظام التعليم ما قبل الجامعي في مصر، ويتاح للمدارس الحكومية ومدارس اللغات التجريبية والقطاع الخاص والجمعيات الأهلية إنشاء روضات.

يتكون النظام التعليمي من عناصر؛ القائمين بالتعليم، التلاميذ، المناهج التعليمية وطرق التدريس، المكان (المرفق التعليمي من مبنى وتجهيزاته)، المدة الزمنية التي يستغرقها التعليم (سنة ممتدة، فصول دراسية، ساعات معتمدة، فضلا عن زمن الحصة الواحدة)، ومعينات وأدوات التدريس والتكنولوجيا المتطورة.

في ضوء ذلك، يستوجب تحقيق التوازن بين الإتاحة والتوسع في رياض الأطفال، وذلك بأن تشغل مرحلة رياض الأطفال، اهتمام وزارة التربية والتعليم، وتخضع لمقاييس مهنية وعلمية بوضع معايير محددة لإنشاء الروضات وشكل المكان من حيث المساحة والتهوية والمرافق، على أن تكون جهة الرقابة للتربية والتعليم، فضلا عن إقرار الرقابة الشعبية من أولياء أمور الأطفال المستفيدين من الخدمات، والارتقاء بمستوى معلمات رياض الأطفال وكافة العاملين في الروضات، ووضع ضوابط لتسعير الخدمة التعليمية لرياض الأطفال لتحقيق العدالة التعليمية وتكافؤ الفرص والقضاء على الفجوة النوعية بين البنين والبنات، ولا بد من تحقيق المشاركة بين مقدمي الخدمة التعليمية ومتلقيها، والعمل وفق المساءلة الاجتماعية لضمان تحسين مستوى أداء رياض الأطفال وحصول الأجيال القادمة على حق التعليم الجيد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل