المحتوى الرئيسى

انفراد.. ننشر بالتفاصيل القصة الكاملة للضباط المتهمين بمحاولة اغتيال السيسي

11/28 19:50

ونكشف لغز انضمامهم لمجموعة العشماوي..وحقيقة سفرهم سوريا والعراق

“447 أمن دولة” القضية الأشهر في تاريخ دوائر “محاكمات الإرهاب” بمصر

الصدمة التي فجرتها وسائل إعلام مصرية وأجنية بإعلانها كشف أجهزة سيادية لخلية إرهابية خطتت لمحاولة اغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي في إبريل الماضي – وضمت خمسة ضباط شرطة لم نكد نتجاوزها حتى فوجئنا بتفاصيل مذهلة حول حقيقة انتماءاتهم السياسية وطبيعة الأفكار التي اعتنقوها

البداية كانت عندما تعارف أربعة ضباط منهم على بعضهم البعض خلال فترة دراستهم بكلية الشرطة، إذ كانوا خريجي دفعة واحدة ( 2012) ، وتوطدت العلاقة فيما بعد التخرج بعد أن صادف الحتاقهم جميعا بقطاع الأمن المركزى بالقاهرة - قطاع احمد شوفى – وخلال هذه الأثناء تعرفوا على زميلهم الذي يسبقهم بدفعتين، بعد أن سمعوا عن التزامه الأخلاقى وتدينه الذي اشتهر به وسط ضباط القطاع.

ارتبط الخمسة - ملازم أول حنفى جمال محمود 26 سنة ، ملازم أول إسلام وئام 26 ، ملازم أول محمد جمال الدين 26 سنة ، ملازم أول خيرت سامى عبد الحميد 26 سنة، نقيب كريم حمدى 29 سنة – بصداقة حميمة وحدت أسلوبهم وسلوكهم الأخلاقي والمهني في التعامل مع الجنود والعساكر حيث كانوا يتأففون من الشتائم والسباب ويطلبون من مرؤسيهم عدم التلفظ بأية شتائم أثناء تأديه مهمات العمل ..

عام ونصف العام كان قد مر على الحاق الضباط الخمسة بقطاع الامن المركزى، حتى تم اتخاذ قرار فض اعتصام رابعة العدوية، وأسند إليهم مهمة النزول ضمن قوات الامن المركزى المكلفة بالفض، المفاجأة أنهم بالفعل قاموا بتنفيذ المهمة المسندة لهم، وشاركت خمستهم في فض الاعتصام غير أنهم رفضوا تماما استخدام السلاح أو اطلاق الرصاص الحى على المتواجدين داخل الاعتصام.

مر يوم فض اعتصام رابعة العدوية بسلام، لكن رفض الامثال لأوامر التعامل بالرصاص الحي لم يكن ليمر ، خاصة أن المشهد تم أمام اعين أحد كبار قيادات اجهزة الأمن السيادية في ذلك الوقت ، إذ نقل لقيادته رفضهم إطلاق الرصاص الحي وإضرارهم على المشاركة في الفض عن طريق التأمين فقط ودون تنفيذ باقي الأوامر ، وعليه تم استدعاء الخمسة لجهاز امنى سيادى ومناقشتهم وتوجيه اللوم لهم لعدم تنفيذ الاوامر

أيام فقط مرت على واقعة استدعائهم ثم صدر قرار نقلهم وأيعادهم فى أول حركة تنقلات إلى محافظات نائية، وبالفعل تم نقل حنفى جمال واسلام وئام الى قطاع أمن مركزى اسيوط ، ونقل خيرت سامى إلى أمن مركزى الوادى الجديد ، ونقل محمد جمال وكريم حمدى إلى امن مركزى الشرقية .

فى يوم 30 ابريل 2016 انقطع الضباط الأربعة - باستثناء النقيب كريم حمدى- عن العمل بشكل مفاجئ وتزامن انقطاعهم جميعا فى يوم واحد ، واستمر الانقطاع لمدة اسبوع كامل لم تتمكن فيه جهة عملهم من الوصول إليهم ولا معرفة مكان إقامتهم رغم إخطارهم رسميا على مقار سكنهم المسجلة لدى وزارة الداخلية ، بالتغيب عن العمل بدون مبرر .

وفى يوم 8 / 5 /2016 وقعت حادثة الاعتداء على ميكروباص يقل مجموعة من الضباط والأمناء تابعة لمباحث حلوان، نتج عنها اغتيال تسعة من قوة وحدة مباحث حلوان كان من بينهم معاون مباحث القسم، ومن هنا انتشرت شائعات تورط الضباط الخمسة في الاعتداء على ميكروباص المباحث، وذاد من اشتعالها عدم تمكن أحد سواء من الداخلية أو أقارب الضباط من تحديد مكانهم ، ثم نفخ في رمادها الإعلان عما حدث منهم أثناء فض الاعتصام ، وما قيل عن سحبهم للذخيرة من الجنود .

الغريب أن جهة لم تحدد مسئوليتها عن نشر تلك الأخبار ولم يعرف حتي الآن طبيعتها ومصدرها ، إذ إن قصة فض رابعة وامتناعهم عن استخدام الذخيرة الحية واقعة لا يعرفها إلا الجهات التى حققت فيها .

بعد فترة تبين بعد ذلك عدم صحة شائعات تورطهم في الاعتداء على قوة مباحث قسم حلوان حيث ظهرت قضية ” ميكروباص حلوان” فى نيابة أمن الدولة ولم تضم قائمة المتهمين أى ضباط.

النقيب كريم مجدي في نيابة أمن الدولة

في أوائل يونيو الماضي شوهد النقيب كريم مجدي بنيابة أمن الدولة خلسة، كان يجلس على الأرض ويشير للمحامين والمتهمين على كتفه – في إشارة إلى كونه ضابطا – ومتهما في القضية 447 فى نيابة امن الدولة، وأثار وجوده ضمن المتهمين ريبة كل من شاهده إذ كان يأتي إلى مقر النيابة بحراسة خاصة معزولا عن بقية المتهمين ويظهر معهم فقط عند الدخول إلى غرفة التحقيق.

منعت قوات الأمن أي تواصل للضابط - الذي لم يعرف عن قضيته أي شئ – حتي محاميه لم يتواصل معه ولم يعرف شيئا عن التهم الموجهة له أو القضية التي انضم إليها ، ولم تكن الصورة واضحة لأقاربه أو زملاءه في القضية نفسها، إذ لم تكن واقعة ( محاولة اغتيال الرئيس ) قد اذعيت وكان اللبس دائرا حول ما إذا كانت تلك القضية هى قضية ميكروباص حلوان ام لا ، حتى ظرت القضية 513 الخاصة بمكيروباص حلوان منفصلة عن القضية المتهم فيها النقيب كريم مجدي .

ذكر محضر التحريات فى القضية 447 أن الضباط الخمسة تعرفوا على أحد الضباط الملتحين المفصولين من الخدمة وهو الرائد محمد السيد الباكوتشى ودار بينهم مناقشات كثيرة وتبدلت أفكار بعضهم نحو قناعة كاملة بالفكر الجهادى الذي يقم على تكفير نظم الحكم الديمقراطية والنظام الحالى في مصر .

وقالت التحريات إنه في خلال تلك الفترة كان الضابط كريم حمدى يدعو أدقاءه الأربعة لحضور دروس دينيه بأحخد مساجد مدينة الشروق.

و تعرفوا خلاله على الدكتور على ابراهيم حسن وهو طبيب اسنان قالت التحريات إنه قام باستقطابهم وضمهم الى خلية جهادية واتخذوا من عيادته الخاصة مقرا لعقد اجتماعاتهم حيث قاموا بالتخطيط لعدة عمليات اغتيال منها اغتيال محمد ابراهيم وزير الداخلية ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى اثناء مشاركتهم فى مهمات تأمينهما ، وذلك من خلال عملهم في قطاع الامن المركزى.

المشهد فى جلسة تجديد الحبس

بعد الإعلان عن القضية 447 ومحاولة اغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسى والملحقة بقضية ولاية سيناء 502، بالإحالة الى القضاء العسكرى، كانت جلسة تجديد الحبس للقضية يوم 26 - 11 الماضي امام الدائرة 28 جنايات برئاسة المستشار حسن فريد والمنعقدة بمعهد أمناء الشرطة .

حضر الجلسة الضابط كريم مجدي والطبيب على ابراهيم ومعهما ستة اخرون فى ذات القضية ، وبدأ دفاع المتهمين ” احمد حلمي ” مرافعته بإثبات قيام نيابة أمن الدولة بمنعه من ممارسه عمله واخفائها معلومات القضية وطبيعة الاتهام حتي عن المتهمين أنفسهم، وطالب بحقه فى الاتصال بموكليه ومناقشتهم فى المسند اليهم وانه لا يطلب اخلاء السبيل لانه مستحيل ولكن يطلب لقاء موكليه فاستجابت المحكمة لطلبه وسمحت له بلقاء موكليه .

الحديث الذي دار بين المتهمين ودفاعهم لفت نظر المستشار حسن فريد الى وجود ضابط شرطة ضمن المتهمين في القضية فطلب من الضابط كريم حمدى التقدم نحو المنصة ودار بينهما الحديث التالي :

المستشار حسن فريد : انت راجل ضابط ولك شأنك وشغلك ومنصبك ازاى تعمل كده ؟

النقيب كريم مجدي : عاوزنى اتكلم

بدا كريم مترددا فى الكلام تبدوا عليه علامات الخوف ، لكنه حكى للمحكمة قصة اصدقائه الاربعة وتغيبهم عن العمل وقال إن جهاز امنى سيادى قام بالقبض عليه عقب تغيبهم وانهم طلبوا منه معرفة مكان هؤلاء الضباط فلما اجابهم بانه لا يعرف مكانهم قاموا بتعذيبه .

سأله المستشار حسن فريد: واشمعنا أنت! فأجاب : احنا الخمسة كنا صحاب وكنا بنبات مع بعض فى استراحة واحدة وبنروح شغلنا مع بعض فالامن مقتنع انهم قالوا لى مكانهم وانى اعرفه ولما قلت انى ماعرفش قالوا لى حانلبسك قضية وتقضى عمرك كله فى السجن.

في تلك الأثناء طلب الدكتور على – المتهم الثاني في القضية - التحدث للمحكمة فوافقت واستدعته للمنصة، فحكى عما حدث له داخل الجهاز السيادى وما تعرض له من تعذيب وقال انهم طلبوا منه ان يقول ان هؤلاء الضباط كانوا خلية جهادية وانهم اجتمعوا عنده فى العيادة وقالوا له لو قلت كده حانخليك شاهد إثبات ونسيبك تروح وتحت تأثير التعذيب اضطر للموافقة ، وزاد عليها باعترافات عن خلية السعودية ظنا منه ان ذلك سيمنعه من التعذيب – بحسب ما قال- .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل