تحليل.. "العساكر" يستهدف إخراج الجيش المصري من معادلات القوة بالشرق الأوسط

العساكر.. فيلم مهزوز يستهدف التشكيك في قدرات الجيش المصري لإخراجه  من معادلات القوة في الشرق الأوسط، لن تجد في فيلم العساكر الذي أذاعته قناة الجزيرة القطرية سوى محاولة فاشلة للنيل من القوات المسلحة المصرية ووحدتها، وتشويه قيمة الالتحاق بها وطريقة العمل في وحداتها القتالية وكذلك التقليل من شأن وجودها في الصناعات غير العسكرية عبر مشاهد تمثيلية مفبركة وشهادات لأشخاص مهتزين نفسيًا لم يلتحقوا بالخدمة العسكرية في الجيش المصري بالأساس.

ويأتي توقيت الهجوم على الجيش المصري في وقت خلاف سياسي حاد بين مصر من جانب وبين قطر والسعودية على خلفية رفض مصر المشاركة في معارك الحرب في سوريا واليمن وإعلان مصر دعمها للجيش الوطني السوري، فضلا عن إدانه مصر للجماعات الإرهابية المسلحة المدعومة من الدولتين

يحاول الفيلم تصوير الجنود المصريين بمظهر غير المؤهلين على خوض المعارك العسكرية او استخدام الأسلحة الحديثة مع التركيز على تعمد إهانتهم وربط ذلك بالخسائر البشرية في معارك سيناء، وهى رسالة موجهة للخارج أكثر من الداخل المصري لإعطاء انطباع مغلوط عن قوة الجيش المصري والأدوار المستقبلية التى يضطلع للقيام بها فى حفظ أمن دول الشرق الأوسط.

 و يعتبر الجيش المصري من أقدم الجيوش النظامية في التاريخ، بدأ أول حروبه من أجل توحيد مصر على يد الملك مينا عام 3400 ق.م.، وعلى مدى هذه القرون خاض العديد من الحروب والمعارك الكبرى على مدى العصور بدءاً من العصر الفرعوني ومروراً بالعصور البطلمية والرومانية والإسلامية وحتى العصر الحديث وشارك فى عهد محمد على فى معركة تأديب الحركة الوهابية فى الحجاز وكذلك تأديب السلطان العثمانى والجيش التركى فى معركة قونية .

وكانت حرب 6 أكتوبر لتحرير سيناء نقطة مفصلية فى تاريخ القوات المسلحة، أعادت الاعتبار للعسكرية المصرية ووضعتها على خريطة القوة العسكرية فى الشرق الأوسط ، وهو الأمر الذي أثار حفيظة دول فى مجاورة فى المنطقة مثل قطر، فرغم ثروتها الهائلة لم تتمكن من بناء جيش حقيقي طوال السنوات السابقة ولذلك لديها حقد شديد على مصر التى رغم أزمتها الاقتصادية تمتلك واحدًا من أقوى جيوش العالم، فالجيش المصرى يحتل المرتبة الـ 13 بين عالميا والمرتبة الأولى عربيا وأفريقيا بحسب موقع "جلوبال فايرباور"، يحتل المرتبة السادسة عالميا من حيث عدد الدبابات، إذ لديه 4767 دبابة، كما أنه الثالث عالميا من حيث امتلاك المدرعات إذ بحوزته قرابة 19 ألف مدرعة ، بالاضافة الى تحلى جنوده بشىء غير موجود فى اى جيش فى العالم وهو العقيدة والشهادة ، وهى اشياء على غير موجودة فى الجيوش التى تقوم بتنجنيس مواطنين من دول اخرى للاحاقهم بجيوشها.

 فكرة التجنيد فى مصر قائمة على تدريب أكبر عدد ممكن من الشعب المصرى على أعمال القتال واستخدام الاسلحة خاصة مع وجود دولة إسرائيل على الحدود الشمالية والتى تقوم بتجنيد كامل مواطنيها ليصبح تحت السلاح 15 مليون إسرائيلى فى ظرف زمنى قياسى وهو ما يفرض على مصر الاستعداد باحتياطى يوازن التحرك الإسرائيلى ، كما تفرض طول الحدود المصرية واتساعها تحديات على القوات المسلحة المصرية تدفعها الى الاستعانه باعداد اكبر من الجنود المدربين ، ولا توجد اى احصائيات رسمية او غير رسمية تتحدث عن تجنيد الجيش المصرى لاى مرضى كما لا يسمح الجيش المصرى بالتحاق الشواذ جنسيا ولذلك يتم الكشف الطبى الدقيق للتاكد من سلامة المتقدم للتجنيد فى الجيش المصري.

قطعا الالتحاق بالجيش ليس نزهه ، والقسوة فى التدريب تحمى الجندى فى المعركة وهذا امر تعرفه كل جيوش العالم ، والقسوة هنا لاتعنى الاهانة بل الشده والحسم لتحقيق الانضباط فى التدريب ، كما ان نظافة المعسكرات مسئولية كل افراد الوحدة العسكرية ، والمحافظة على ذلك جزء من ضرورات المعيشه فيها ، ام الالتحاق بمكاتب القاده فيتم عن رغبة لدى المجند وليس فرضا عليه . كما ان المتابع للعمليات فى سيناء او دوريات حرس الحدود أوالاشتباكات المسلحة المختلفة يجد ان نوعية السلاح الذى يتم التدريب عليه هى التى تستخدم فى الاشتباك مع العناصر الارهابية ، كما تكشف قطع الغيار التى يطلبها الجيش سنويا ان هناك استخدام للاسلحة الحديثة لانه لايوجد قطع غيار للاسلحة القديمة وان هناك استهلاك يجرى وهو ما يدحض شهادة الخبير الامريكى الذى ظهر فى الفيلم.