المحتوى الرئيسى

بعد فيديو «عساكر» ووصفها لمصر بـ «دعم الإرهاب».. دبلوماسيون يطالبون «الجامعة العربية» بردع قطر

11/28 15:19

لا تكف دولة قطر عن شن هجومها الضاري على الدولة المصرية، والتكشير عن أنيابها بين الحين والآخر كلما سنحت لها الفرصة أو تهيأت لها الظروف، وكأنها اتخذت من نفسها سلطانًا على كل ما هو مصري، فتُقحم نفسها فيما ليس لها به شأن من حيث «دس أنفها» في الداخل المصري بابتزال كبير، والتعبير عن آرائها بتبجح مطلق عما كان يجب أن تفعله أو لا تفعله السيادة المصرية حيال كل قضية مثارة أو موقف متخذ.

كان آخرها ما صرح به وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لوكالة «رويترز» يصف فيه مصر براعية الإرهاب من خلال قوله: «مصر تؤيد النظام السوري، ودعم الأسد يعادل دعم الإرهاب، لأنه يقف على قدم المساواة مع داعش».

هذه التصريحات المسئولة من جانب وزير الخارجية القطري والتي أرادت هتك الموقف السيادي للدولة المصرية، لم تكن وحدها التي أثارت استياء الداخل المصري حكومة وشعبًا، بل كان للفيلم الوثائقي التي بثته قناة الجزيرة تحت عنوان «العساكر.. حكايات التجنيد الإجباري في مصر» له وقع أكثر امتعاضًا، ما جعل الكثير من الدوائر الإعلامية وعدد من الشخصيات البرلمانية تطالب بالرد على هذه التدخلات من جانب الدولة بطرد السفير القطري.

 بمجرد عرض البرومو الخاص بالفيلم التسجبيلي «عساكر» حتى انهالت عبارات الشتائم، والحض على القطيعة المصرية القطرية، منها ما قاله النائب البرلماني، عماد جاد، في مداخلة هاتفية على برنامج «هنا العاصمة» المذاع على قناة «سي بي سي» إن أقل رد تستحقه الدوحة هو طرد سفيرها من مصر، معتبرًا أن الطرد ليس نوع من التصعيد ولكنه نوع من الثأر للكرامة المصرية ورد مساوي للوقاحة التي ارتكبتها قطر في حق مصر، على حد وصفه،  مؤكدًا أن قطر تمول الإرهاب وتحمل العداء لمؤسسات الدولة المصرية.

لم يكن الموقف الرسمي أقل حزمًا من الموقف الشعبي، حيال الانتهاكات العديدة التي شنتها الدوحة تجاه مصر خاصة حيال الجيش المصري، حيث هاجم المتحدث باسم الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، هذا الفيديو الوثائقي الذي نشرته قناة الجزيرة قائلًا: « هو عمل مفضوح وركيك يستهدف زعزعة ثقة المواطن المصري في جيشه الوطني».

وأكد أبو زيد خلال مداخلة هاتفية له على قناة «أون تي في»، أمس الأحد، أن محاولة قطر في التشكيك في الجيش المصري مكتوب عليها الفشل قبل أن تبدأ.

المتحدث باسم الحكومة المصري، السفير حسام جاويش، وصف الموقف القطري حيال كل ما هو مصري بعد ثورة 30 يوليو بـ «المخزي».

ولفت جاويش في تصريحات صحفية إلى أن الحكومة المصرية سبق لها أن أعلنت عن انزعاجها من موقف الدوحة في دعم الجماعات الإرهابية وخاصة «الإخوان المسلمين».

دبلوماسيون: مصر لن تطرد السفير القطري

ورأى عدد من الدبلوماسيون وخبراء السياسة أن مصر لن تلجأ إلى تصعيد الأمور بينها وبين قطر إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية ولكنها ستطالب الجامعة العربية بمساءلة قطر حول الانتهاكات التي مارستها بحقها بدءًا من ثورة 30 يوليو وحتى الوقت الراهن، مشددين على ضرورة تجفيف منابع الدوحة عن طريق حصارها إعلاميًا وغلق مراكز البحوث القطرية التي تعني بالشأن المصري.

حسن: مصر لن تلجأ إلى التصعيد

وفي سياق ما سبق، قال رخا أحمد حسن، السفير الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن انتهاج دولة قطر لخط الهجوم المتواصل على مصر غير مقبول على الإطلاق خاصة وأنها دولة عربية شقيقة.

وأكد السفير الأسبق أن محاولة الحط من شأن الجيش المصري يدعو للدهشة، كما أن وصف الموقف المصري تجاه الشأن السوري بالإرهابي يتعارض مع مبادئ العلاقات بين الدول والتي لا تبيح التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى.

وأضاف حسن في تصريح لـ «اليوم الجديد» أن مصر تكافح الإرهاب من ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن كما أنها تحملت أعباء وأضرار بالغة في سبيل محاربتها للإرهاب.

وحول إمكانية طرد السفير القطري ردًا على الموقف المعادي لقطر تجاه مصر، أوضح حسن أن مصر ليس من أسلوبها التصعيد، لافتًا إلى ضرورة أن تتقدم  الخارجية المصرية بمذكرة احتجاج لدى السفارة القطرية في مصر، والسفارة المصرية بالدوحة.

كما طالب عضو المجلس المصري للشئون الخارجية بضرورة أن تساءل الجامعة العربية دولة قطر عن فيلمها التسجيلي الذي استهدف الحط من شأن الجيش المصري، وسؤالها أيضًا عن تصريح وزير الخارجية على أية أساس وصف مصر بأنها تدعم الإرهاب.

وشدد حسن على أن تأييد مصر للنظام السوري جاء بناء على أساس أنه النظام الشرعي المعترف به دوليًا، مبينًا: «نحن ندعم الجيش السوري والنظام السوري حفظًا لوحدتها، وللحد من فاعلية المنظمات الإرهابية بها».

وأشار السفير الأسبق إلى ما اتخذته الجامعة العربية من طرد سوريا معتبرًا أن هذا القرار غير سليم حيث أنها لم تطرد من أية منظمة أخرى بما فيها منظمة الأمم المتحدة.

فهمي: الدولة سترد على قطر باجراءات ردع مختلفة

من جانبه، قال طار فهمي، الخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط وعضو شبكة مراكز الأبحاث الاستراتيجية بواشنطن، أن الدولة ستتعامل مع قطر بإجراءات ردع مختلفة قد تصل إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفير.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل