المحتوى الرئيسى

ثلاث طرق لتحسين صحة الطفل

11/28 15:05

خطا المجتمع الدولي في الخمس عشرة سنة المنصرمة خطوات كبيرة في مجال تحسين صحة الطفل، ولكن مع وفاة ملايين الأطفال تحت عمر الخامسة كل عام بسبب أمراض يمكن الوقاية منها وعلاجها مثل الإسهال والالتهاب الرئوي فإن المهمة هي أبعد ما تكون عن الاكتمال.

يعتقد معظم الناس أن الملاريا أو حتى مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" هي من أكبر قاتلي الأطفال، ولكن في واقع الأمر يعد الإسهال والالتهاب الرئوي من أكبر التهديدات لحياة الأطفال، وذلك منذ 30 عاما، أي الفترة التي بدأنا فيها متابعتة المرضين.

وطبقا للتقرير المتعلق بوضع الالتهاب الرئوي والإسهال لسنة 2016 (Pneumonia and Diarrhea Progress Report) الذي نشر مؤخرا، تسبب المرضان في وفاة 1.4 مليون طفل خلال السنة الماضية، وربع تلك الوفيات حدثت لأطفال تقل أعمارهم عن خمسة أعوام. وأوقع المرضان أكبر خسائرهما في جنوب آسيا ومنطقة جنوب الصحراء الأفريقية.

قد يبدو التعامل مع أكبر قاتلين للأطفال عالميا مهمة صعبة للغاية، ولكن لدينا كل المعرفة التي نحتاجها للقيام باستجابة فعالة، ونحن بالفعل نعرف الفيروسات وأنواع البكتيريا والطفيليات التي نحتاج لاستهدافها والتدخلات التي يمكن أن تنجح والبلدان الأكثر حاجة لها.

وتحدث 72% من حالات وفيات الأطفال بسبب الالتهاب الرئوي في 15 بلدا، وهي البلدان التي يركز عليها تقرير الالتهاب الرئوي والإسهال.

ويشير تحليل الجهود الوطنية الذي خلص إليه التقرير إلى أنه رغم أن معظم تلك البلدان قد أحرزت بعض التقدم خلال السنة الماضية، فإن التحسينات في بعض من أكبر البلدان كانت قليلة، وهناك بلدان قليلة لم تحرز أي تقدم، علما بأن معظم الوفيات تحدث في أول سنتين من عمر الطفل.

ومن أجل تغيير ذلك تحتاج الحكومات لتعزيز جهودها لمكافحة الالتهاب الرئوي والإسهال، بما في ذلك التحقق من أن للأهل القدرة على الوصول للمعلومات التي يحتاجونها لحماية أطفالهم، ومن الأهمية بمكان أن ينهض المواطنون العاديون لمساءلة حكوماتهم.

الأخبار الجيدة أن هناك ثلاثة تدخلات يسيرة يمكن أن تحدث فرقا كبيرا، وهي:

وهي إجراء ممتد منذ زمن طويل وبلا تكلفة، علما بأن الاكتفاء بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل من أسهل الطرق لمنع كل من الإسهال والالتهاب الرئوي.

ويحتوي حليب الأم على جميع المغذيات التي يحتاج إليها الطفل، بالإضافة إلى الأجسام المضادة التي تعزز من أنظمة المناعة لديه، مما يعني الحماية ضد المرض والمساعدة في تسريع العلاج.

ويقدر التقرير أعلاه أن حوالي نصف حالات الإسهال وحوالي ثلث الالتهابات التنفسية يمكن تجنبها من خلال الرضاعة الطبيعية، ولكن معدلات الرضاعة الطبيعية الحصرية في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل تبقى منخفضة، وفي 10 من 15 بلدا قيمها التقرير كان أقل من نصف الأمهات يكتفين بالرضاعة الطبيعية.

ولزيادة معدلات الرضاعة الطبيعية تحتاج الحكومات للتحقق من أن الأمهات يتلقين الإرشادات والمساعدة التي يحتجن إليها، ويعني هذا تدريب العاملين في القطاع الصحي وتأسيس شبكات دعم على مستوى المجتمعات المحلية، مثل مجموعات الأمهات، والاستثمار في حملات تغيير السلوك، وخلق ثقافة الترحيب والتشجيع للرضاعة الطبيعية.

ثانيا: تحسين نوع المياه والصرف الصحي والنظافة

التدخل الحاسم الثاني هو تحسين نوع المياه والصرف الصحي والنظافة في المنازل والمجتمعات المحلية، وعالميا طبقا لليونيسيف فإن حوالي 2.4 مليار شخص لا يصلون إلى الصرف الصحي الحديث، و663 مليون شخص لا يصلون إلى مصادر المياه الآمنة، وما يزال العديد من الأطفال يفتقرون لمياه الشرب النظيفة، ودورات المياه الأساسية، وممارسات النظافة الجيدة.

وللمياه السيئة ونقص أنظمة الصرف الصحي التي يمكن التعويل عليها في التعامل مع الفضلات البشرية دور كبير في نشر الأمراض. وطبقا لليونيسيف فإن عملا يسيرا مثل غسل اليد بالصابون يمكن أن يخفض معدلات الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي بأكثر من 40% و25% على التوالي.

وعبر الاستثمار ليس فقط في الأنظمة لتوفير مياه شرب نظيفة وصرف صحي، بل أيضا في برامج التعليم التي تشجع على ممارسات أفضل في مجال النظافة واستخدام دورات المياه، سوف تتمكن الحكومات من كسر الحلقة المفرغة من الإسهال وسوء التغذية التي تسبب ضررا صحيا وإدراكيا كبيرا لا رجعة فيه. والأطفال الذين تساعدهم تلك الحكومات سوف يكونون أكثر قدرة على الذهاب للمدرسة ولأن يكبروا ليصبحوا بالغين أصحاء ومتعلمين.

التدخل الرئيسي الثالث هو التطعيم، فاللقاحات تمثل التدخل الأكثر تأثيرا من حيث التكلفة لمنع أمراض الأطفال، وهي موجودة بالفعل فيما يتعلق بمعظم الأسباب البكتيرية الأكثر شيوعا وراء الالتهاب الرئوي (Pneumococcus and Hib "Haemophilus influenzae type B") والأسباب الرئيسية وراء الإسهال (فيروس روتا)، ولكن نصف أطفال العالم يعيشون في مناطق لا يتوفر فيها لقاح المكورات الرئوية من خلال برنامج التطعيم الوطني و15% فقط من الأطفال في المناطق الأكثر فقرا في العالم يستطيعون الحصول على لقاح فيروس روتا.

ويعني توفير الحكومات للقاحات من خلال برامج التطعيم الوطنية أن بإمكانها حماية جميع الأطفال من الأمراض التي يرتفع خطر تسببها بمضاعفات أو الموت. وستكون هناك حاجة كذلك لبذل الجهود للتحقق من استفادة العائلات من خدمات التطعيم، بما في ذلك تثقيف الآباء بأهميتها.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل