قصائد خارج نفاق المجاملات

قدّم الكاتب فارس يواكيم ـ أمس الأول السبت في «الكليّة الشرقية» (زحلة) ـ كتابه الجديد «الإسلام في شعر المسيحيين»، الذي أتى كخلاصة ثلاثين عاما من التوثيق والبحث والتنقيب، ليتضمن قصائد لأكثر من ثلاثين شاعرا مسيحيا عربيا كتبوا قصائد في موضوع الاسلام.

أراد يواكيم من كتابه هذا، أن يذكر بأن الصراع الطائفي في الوطن العربي ليس له جذور حقيقية وأن العرب أمة واحدة. «ولأن الانسان عدو ما يجهل» ولأن معرفة الآخر تبدّد أسباب التعصب، حرص المؤلف على نشر الكتاب «في هذا الزمن الرديء، عصر التعصب والتكفير» وقد شاركه الاحتفال، الذي انتهى بحفل توقيع بدعوة من بلدية زحلة ـ معلقة ـ تعنايل، عضو بلدية «زحلة ـ معلقة» أنطوان الأشقر، رئيس «الكلية الشرقية» الأب سابا سعد، رئيس تحرير «السفير» الزميل طلال سلمان، فارس ساسين وعدد من الزحليين والبقاعيين.

بداية، تقديم من عضو بلدية «زحلة ـ معلقة» أنطوان الأشقر إلى كلمة للأب سابا سعد طالب فيها بالحفاظ على الرسالة السماوية التي يجسدها القرآن «فلا تدعوا التطرف يشوه هذه الرسالة ويخرج عن طوره ويمتدّ إلى مقدساتنا».

وبعد أن تلا عددا من قصائد الكتاب، نوّه الزميل طلال سلمان بالجهد الذي شمل كل هذا الحشد من الشعراء النصارى ممّن نظّموا قصائدهم الممتازة خارج نفاق المجاملات وداخل تأكيد الأخوّة في الوطن وفي الإيمان بالأديان السماوية لاسيما الإسلام من داخل مسيحيتهم وليس من خارجها.

واعتبر فارس ساسين في مداخلته بأننا في زمان رديء وأن المودة بين الأديان والطوائف والمنتسبين إليها لم تعد تكفي وأنه مطلوب منّا جميعا اجتراح سبل جديدة للخروج من مآزق أقل ما يقال فيها إنها مصيرية وأنها لن تكون قصيرة الاجل.

تعود حكاية الكتاب إلى 30 عاما، بحسب ما أشار يواكيم، إذ بدأت بعد أن قرأ في «مجلة الهلال المصرية» (العام 1976) مقالا بعنوان شاعر عربي مسيحي يكتب عن محمد وكان الشاعر هو السوري وصفي قرنفلي فبدأ بجمع العدد الوافر من القصائد التي كتبها أدباء عرب مسيحيون في موضوع الإسلام.

في كلمته سأل المؤلف عن المانع من اتفاق البشر فيما بينهم وخصوصا أن الصلوات متفقة، مستشهدا بتلاوة الفاتحة عند المسلمين وصلاة أبانا عند المسيحين، فالعبارات متفقة في الصلاتين ومتشابهتين، لافتا بأن توقيع الكتاب في زحلة أمر طبيعي كونه يضم 17 شاعرا لبنانيا ومنهم 5 من الشعراء الزحليين.