المحتوى الرئيسى

الفصائل المُسلّحة تتقهقر بسرعة في شرق حلب

11/28 14:33

خسرت الفصائل المعارضة، الاثنين، كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، ثاني المدن السورية، إثر تقدّم سريع أحرزته القوات السورية وحلفاؤها، فيما فرّ آلاف السكان من منطقة المعارك.

وتُشكّل سيطرة قوات النظام على عدد من الأحياء الشرقية، واحداً تلو الآخر، منذ يوم السبت، خسارة هي الأكبر للفصائل المقاتلة المعارضة منذ سيطرتها على الأحياء الشرقية في العام 2012، بحسب ما يؤكد مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن.

في المقابل، ستكون بلا شك، من أكبر انتصارات النظام الذي استعاد المبادرة على الأرض في سوريا منذ أكثر من سنة، بعد بدء التدخّل العسكري الروسي لصالحه، وفي ظلّ عجز دولي كامل إزاء إيجاد حلول للنزاع المستمرّ منذ أكثر من خمس سنوات.

ويرى الخبير في الشؤون السورية في معهد "واشنطن للأبحاث" فابريس بالانش أن سيطرة النظام على حلب "ستُشكّل نقطة تحوّل" في مسار الحرب في سوريا، إذ ستسمح للنظام "بالسيطرة على دمشق وحمص وحماة (وسط) واللاذقية (غرب) وحلب (شمال)، أي المدن الخمس الكبرى".

وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن: "خسرت الفصائل المعارضة كامل القسم الشمالي من الأحياء الشرقية بعد سيطرة قوات النظام على أحياء الحيدرية والصاخور والشيخ خضر، وسيطرة المقاتلين الاكراد على حي الشيخ فارس".

ونقلت وكالة "سانا" السورية للأنباء عن مصدر عسكري قوله إن "وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة نفّذت خلال الساعات الماضية عمليات نوعية ودقيقة على تجمّعات وبؤر التنظيمات الإرهابية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وأعادت الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى حيي الحيدرية والصاخور".

وتقدّمت قوات النظام منذ ليل السبت بسرعة في الأحياء الشمالية الشرقية انطلاقاً من حي مساكن هنانو، الحي الأول الذي سيطرت عليه الفصائل المعارضة في صيف العام 2012 وأكبرها مساحة.

واستغلّ المُقاتلون الأكراد، وفق "المرصد"، المعارك بين طرفي النزاع للتقدّم والاستيلاء على أحياء بستان الباشا والهلك التحتاني الأحد، والشيخ فارس الاثنين، التي كانت أيضاً تحت سيطرة الفصائل.

وفرّ أكثر من عشرة آلاف مدني بينهم ستة آلاف إلى حي الشيخ مقصود وأربعة آلاف إلى مناطق سيطرة القوات السورية، وفق "المرصد".

وهي المرة الأولى، بحسب "المرصد"، التي ينزح فيها هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ العام 2012، حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة القوات السورية.

وبحسب "المرصد"، يأتي التقدّم السريع للقوات السورية "نتيجة خطّة عسكرية اتبعتها في هجومها، وتقضي بفتح جبهات عدة في وقت واحد، بهدف إضعاف مُقاتلي الفصائل وتشتيت قواهم".

ووصفت صحيفة "الوطن" السورية إنجازات الجيش الميدانية بـ"الاستثنائية". وذكرت في عددها الاثنين أنه بعد "تقطيع أوصال الأحياء الشرقية في حلب إلى شطرين"، فإنه "يجري العمل "على تقسيم الشطر الثاني إلى قطاعات أمنية يسهل السيطرة عليها تباعاً" تمهيداً لدفع المُقاتلين "إلى تسليم أنفسهم في زمن، بدا أنه أقصر مما كان مُتوقّعاً أو القبول بالمصالحات الوطنية وفق شروط الدولة السورية".

وتخوض قوات النظام حاليا معارك عنيفة في حيي الشيخ سعيد والشيخ لطفي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل