المحتوى الرئيسى

رايات بيضاء و"زغاريد" في استقبال القوات العراقية بالموصل

11/27 19:04

في شوارع حي الشقق الخضراء شرق الموصل، الذي طرد منه مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أمس السبت، تخرج النساء من المنازل ويطلقن "الزغاريد" ترحيباً بالقوات العراقية، فيما يتنقل آخرون حاملين رايات بيضاء مماثلة لتلك المرفوعة فوق البيوت.

في الحي نفسه، يفتح الحاج السبعيني ابو محمود أبواب متجره الصغير قائلاً لوكالة فرانس برس: "فتحنا المحل لأن الجيش وصل وانتهينا، استقبلناهم بالزغاريد والورود، ورفعنا لهم الأعلام البيضاء لنؤكد أننا مسالمون".

كشفت الأمم المتحدة أن عدد النازحين من مدينة الموصل شمالي العراق بلغ أكثر من 68 ألف شخص منذ بدء العمليات العسكربة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكن هذا العدد أقل بكثير مما توقعته المنظمة لدولية قبل بدء العملية العسكرية. (22.11.2016)

ذكرت مصادر أمنية عراقية أن عناصر تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" شنت هجوما كبيرا على قوات حرس نينوى ما أدى إلى مقتل عناصر من الحرس واختطاف آخرين من قبل التنظيم الإرهابي. (23.11.2016)

القوات العراقية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تعلن السيطرة على بلدات على الطريق الواصل بين مدينتي الموصل والرقة، اللتين تعتبران معقلي تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، بالإضافة إلى تدمير معظم الجسور في الموصل. (23.11.2016)

يقاطعه المقدم في قوات مكافحة الإرهاب ثائر الكناني بالقول: "طلبنا منهم رفع الأعلام البيضاء، ولكن رغم ذلك دخل عليهم مقاتلو داعش واستخدموا منازلهم وجوامعهم". لا يأبه أبو محمود، كغيره من سكان الحي، بإطلاق النار المتقطع وأصوات الانفجارات التي تهز المنطقة بين حين وآخر، مؤكداً: "لن ننزح من هنا، الوضع بات آمناً".

أما في شارع مجاور، ينظف مواطنون منازلهم ويلوح آخرون للقوات الأمنية المارة قربهم. ويركض الأطفال خلف السيارات العسكرية رافعين شارات النصر فور رؤيتهم جندياً بلباس عسكري أو صحافياً يحمل كاميرا. وبين المارة، تحمل امرأة كيساً بيد وفي الأخرى راية بيضاء تلوح بها. وداخل أحد المنازل المكتظة، تتجمع النسوة في غرفة واحدة. تقول ريما العشرينية: "البارحة عند الساعة الواحدة ظهراً، تخلصنا منهم وتحررنا. أخيراً أريد أن أكمل دراستي الجامعية".

تقاطعها والدتها أم أحمد حمداني بالقول: "هذا ليس منزلنا، نحن سبع عائلات في البيت نفسه، بعدما دخل علينا مقاتلو داعش البارحة وطردونا من البناية المجاورة التي نسكن فيها". وتتابع: "دفنا موتانا في الحدائق. أمس الأول دفنا ثلاثة، وأمس اثنين".

وقرب المنزل، تتصاعد أعمدة دخان أسود تغطي ملامح مجموعة من السكان الذين يتنقلون حاملين حاجياتهم ورايات بيضاء. ومع اشتداد المعارك قبل يومين، رفعت أم أكرم جوادية (54 عاماً) راية بيضاء فوق منزلها.

وتعرب هذه المرأة عن خشيتها على أبنائها الأربعة الذين طلبتهم القوات الأمنية للتحقيق، بعدما عانوا لأكثر من عامين من التعذيب على يد تنظيم "داعش"، حسب قولها. وتضيف: "قبل أن يأتي داعش، كان ابني منتسباً في الجيش. لم نغادر وكانوا يأتون يومياً تقريباً للتحقيق مع أولادي الأربعة، وبت أخاف عليهم كثيراً"، مضيفة "الجيش يحقق معهم، ولا أستطيع سوى أن أقلق عليهم".

و ترى أم أكرم اثنين من أبناء جيرانها عائدين بعد التحقيق، فتبكي أملاً بعودة أبنائها أيضاً. تركض مسرعة مع نساء عائلتها لتفتح أبواب منزلها، وتبدأ بإطلاق الزغاريد أثناء مرور موكب قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق عبد الغني الأسدي في المنطقة.  وتتعالى أصوات الترحيب، فتبدأ النساء بالتهليل "الله ينصركم، الله ينهيهم، يا هلا يا هلا بالعراق".

ويقول الأسدي لوكالة فرانس برس: "حقق هؤلاء السكان النصر نفسه الذي حققناه نحن، فقد وفروا لنا المعلومات وساعدونا، كما التزموا بالتعليمات التي أعطيناها لهم".

بعيد السيطرة على حي الشقق الخضراء، بدأت قوات مكافحة الإرهاب "تطهير" المنطقة من عناصر تنظيم "داعش"، وفق ما يقول الملازم ناصر الركابي من "فوج الموصل" التابع لقوات مكافحة الإرهاب، مضيفاً: "هناك أشخاص يتعاونون معنا من داخل الأحياء المحررة، سنعتمد عليهم اليوم لتحديد من هم الدواعش وما هي الطرقات المفخخة".

وشاهدت مراسلة فرانس برس ثلاث جثث لجهاديين وعناصر من القوات الأمنية تلقي القبض على عدد من الشبان. ويوضح الكناني أن "هؤلاء جنود استخبارات يلقون القبض على المتعاونين مع داعش، نأخذهم للتحقيق وإذا ثبتت إدانتهم نحيلهم إلى القضاء".

من جانبه يقول أحد السكان، رافضاً كشف اسمه: "كل أسماء مناصري داعش موجودة لدى الجيش، وهناك أشخاص متعاونون مع القوى الأمنية والشرطة، وأعطوهم كل الأسماء".

تتلفت الحاجة مريم أمين إسماعيل يمنة ويسرة بحثاً عن صحافية لبنانية أبلغها جيرانها أنها موجودة في المكان، وتركض مسرعة إليها لتعانقها مرددة: "هذه بنت بلدي، هذه بنت بلدي". تعيش المرأة المنحدرة من البقاع الغربي (في شرق لبنان) منذ 50 عاماً في الموصل، وتقول: "قصتي طويلة جداً، طمنوا أهلي عني، قلبهم مثل النار عليّ، أنا مريم أمين إسماعيل".

ع.غ/ ي.أ (أ ف ب، DW)

أثناء تقدم الجيش العراقي لاستعادة السيطرة على الموصل من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، تم العثور على مقبرة جماعية فيها حوالي 100 جثة، العديد منها مقطوعة الرأس. وتظهر صوراً عرضتها وكالة "الاسوشيتد برس" عظاماً وجثثاً متحللة أخرجت بواسطة جرافة، وفي الصورة ضابط من الشرطة العراقية يحمل لعبة أطفال على شكل حيوان محشو وجدت بين الجثث.

المقبرة الجماعية وجدت قرب "حمام العليل" البلدة التابعة للموصل، وتبرهن على وحشية تنظيم "الدولة الإسلامية". حيث لا تعد هذه أول مجزرة يرتكبها التنظيم إذ نفذ سلسلة مجازر منذ استيلائه على مناطق واسعة من جنوب ووسط العراق في عام 2014. وتظهر هذه الصورة عنصر من قوات الأمن العراقية يتفقد مبنى كان يستخدم كسجن من قبل مسلحي "تنظيم الدولة الإسلامية" في حمام العليل.

رجال عراقيون من منطقة حمام العليل يحتفلون عند عودتهم إلى منازلهم التي نزحوا منها بعد استعادة السيطرة على القرية من قبل القوات العراقية وتحريرها من "تنظيم الدولة الإسلامية".

قام "تنظيم الدولة الإسلامية" بإحراق حقول النفط كرد فعل على الهجوم العسكري العراقي لطرد التنظيم من شمال العراق. وقال قائد عسكري إنه تم إجلاء أكثر من 5000 مدني من مناطق شرق الموصل حيث نقلوا إلى مخيمات. ويتبين من الهجوم المفاجئ أن تنظيم الدولة لا يزال يزرع الفوضى في مناطق حتى بعيدة عن قاعدته في الموصل كرد فعل على الحصار المضروب عليه من قبل القوات العراقية.

في بداية الأمر حاول "داعش" السيطرة على الموصل لإقامة "الخلافة"، فيما بعد أصبحت المنطقة رمزاً لقوة وسيطرة التنظيم ومصدراً للموارد، وتقول الأمم المتحدة ان التنظيم الإرهابي يستخدم المنطقة كمركز لتصنيع أسلحة كيميائية. كما شكلت المدينة الآشورية القديمة مصدرا حيويا لعائدات الضرائب وأعمال السخرة التي يقوم بها التنظيم. في الصورة دخان جراء اشتباكات عنيفة بين البيشمركة وداعش في بلدة بعشيقة شرق الموصل.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل