المحتوى الرئيسى

نجيب محفوظ والآخرون.. تألق عالمي بنفس عربي

11/27 17:59

الطاهر بنجلون أول كاتب عربي يفوز بجائزة غونكور الفرنسية (الأوروبية)

ارتبط اسم الكاتب السوداني الطيب صالح (1929-2009) في وجدان القارئ العربي برواية "موسم الهجرة إلى الشمال"، التي نشرت في البداية في مجلة "حوار" عام 1966 قبل أن تجمع في كتاب عن دار العودة في بيروت.

حظيت تلك الرواية لعقود باهتمام الناشرين والنقاد والقراء في العالم العربي وخارجه، بالنظر إلى طبيعة موضوعها (العلاقة بين الشرق والغرب) وإلى الشحنات الرمزية التي تجسدها الشخصية المركزية في الرواية مصطفى سعيد أول طالب سوداني مبتعث إلى بريطانيا.

ترجمت تلك الرواية إلى أكثر من 20 لغة، وكان لها دور كبير في تزايد الاهتمام  الدولي بالأدب والثقافة في السودان وسائر أنحاء العالم العربي. بعدها كتب روايات أخرى، منها "ضو البيت" و"عرس الزين" و"مريود" و"دومة ود حامد" و"منسى" و"بندر شاه".

إلى جانب الإبداع الأدبي يمكن القول إن الطيب صالح حقق العالمية أيضا من بوابة الإعلام، إذ اشتغل لعدة سنوات في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وترقى فيها حتى بلغ منصب مدير قسم الدراما، كما عمل في عدة مواقع بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.

لقب الطيب صالح بعبقري الرواية العربية، وتكريما لمكانته عربيا ودوليا أطلقت عام 2010 جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، في الذكرى السنوية الأولى لوفاته.

يمكن وصف الكاتب المغربي الطاهر بنجلون (فاس/1944) بأنه عربي الغونكور (أعرق وأرقي جائزة أدبية في فرنسا)، وذلك لاعتبارين أساسيين، أحدهما أن الرجل هو أول كاتب عربي يتوج بتلك الجائزة، وثانيهما أنه أصبح ضمن الأعضاء المحكمين بالأكاديمية التي تمنحها.

قبل فوزه بتلك الجائزة عام 1987 عن رواية "ليلة القدر"، كانت كتابات الطاهر بنجلون، وكلها باللغة الفرنسية، محصورة في نطاق بعض البلدان الفرنكوفونية، لكن تتويجه بالغونكور فتح أمامه أبوابا واسعة نحو مزيد من الإشعاع، خاصة في العالم العربي، إذ ترجمت معظم رواياته إلى لغة الضاد.

وتختلف الآراء والتفسيرات في سر تألق الطاهر بنجلون، إذ ينتقده كثيرون ويرون فيه ذلك "المنبطح للغرب" الذي يكتب وفق هوى القارئ الغربي ونظرته الغرائبية إلى المجتمعات العربية والإسلامية.

لكن آخرين يعزون تميزه إلى اختياره الكتابة بلغة "الآخر" وتمكنه من أدوات الكتابة الأدبية وعلى رأسها القدرة على السرد والحكي بلغة بسيطة تصل إلى مدارك فئات واسعة من القراء، وهو بذلك وفي للموروث السردي العربي المتمثل أساسا في "المقامات" وفي تراث "ألف ليلة وليلة".

أمين معلوف الكاتب العربي الوحيد حاليا في مجمع "الخالدين" بفرنسا (الأوروبية)

على خطى الطاهر بنجلون، فاز الكاتب اللبناني أمين معلوف (بيروت 1949) بجائزة غونكور عام 1993 عن رواية "صخرة طانيوس" التي استقى مادتها من تاريخ لبنان وتحديدا في حقبة المد الاستعماري وصراع عدد من القوى الأجنبية لبسط السيطرة على لبنان.

ويمكن القول إن رحلة معلوف نحو العالمية بدأت عندما دفعته الحرب الأهلية في بلده للهجرة إلى فرنسا عام 1976 حيث واصل تجربته الإعلامية واشتغل في أسبوعية "جون أفريك" قبل أن يقرر في مطلع الثمانينيات ترك الصحافة والتفرغ كليا للأدب.

يمتح معلوف المادة الخام لأعماله ويستقيها من مرجعياته المشرقية واهتمامه بقضايا الحوار بين المعتقدات والأديان والثقافات. كما تحتل قضايا المنفى والهوية حيزا كبيرا في مؤلفاته التي تتميز بتعمقها في التاريخ، وحظيت لذلك باهتمام دولي كبير خاصة كتابي "الهويات القاتلة" (1998) و"اختلال العالم" (2004).

وتواصل إشعاع معلوف وفاز بعدة جوائز ثقافية عربية ودولية، من أبرزها جائزة أمير أستورياس للآداب (توصف بأنها جائزة نوبل الإسبانية) التي نالها اعترافا بقيمة أعماله الأدبية المترجمة إلى أكثر من عشرين لغة.

ومن باب العالمية دخل معلوف إلى مجمع "الخالدين"، وهو التوصيف الذي يطلق على أعضاء الأكاديمية الفرنسية، وهي مؤسسة ثقافية فرنسية عريقة تأسست عام 1625، وتعنى بشؤون اللغة الفرنسية وإشعاعها.

وقد انتخب معلوف لعضوية تلك المؤسسة الثقافية عام 2011 وخلف في الكرسي 29 (من أصل 40 كرسيا) الأنثروبولوجي الفرنسي الشهير كلود ليفي ستراوس، وأصبح معلوف بذلك ثاني عربي يذوق طعم الخلود الأدبي بعد الكاتبة الجزائرية الراحلة آسيا جبار التي حظيت بذلك التكريم عام 2005.

يُقرأ اسم الشاعر الفلسطيني محمود درويش (1941-2008) مردافا للقضية الفلسطينية، في العالم العربي وخارجه، وذلك لالتحام جل أعماله بالجرح الفلسطيني في أبعاده الإنسانية والوجدانية والروحية، وقد ترجمت أعماله إلى عدة لغات.

عرف بأنه أحد أدباء المقاومة، وسمي شاعر الجرح الفلسطيني، وشاعر القضية الفلسطينية. عاش درويش على غرار ملايين الفلسطينيين تجربة المنفى والإبعاد والاعتقال والتيه وتنقل بين موسكو والقاهرة وبيروت وتونس وباريس، قبل أن يعود عام 1994 إلى فلسطين ويقيم في رام الله.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل