المحتوى الرئيسى

الجيش السوري يسيطر على منطقة سكنية ثانية في شرق حلب

11/27 16:51

قال الجيش السوري اليوم الأحد (27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) إنه سيطر على ثاني منطقة سكنية في شرق حلب الذي تهيمن عليه المعارضة خلال يومين. وقال الجيش في بيان إنه وحلفاءه استعادوا "السيطرة على حي جبل بدرو بحلب" القريب من حي مساكن هنانو الذي سيطر عليه أمس السبت.

في غضون ذلك تمكن مئات من سكان الأحياء الشرقية في مدينة حلب من الفرار إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام ليل السبت/ الأحد، تزامناً مع تلقي الفصائل المعارضة ضربة موجعة بخسارتها أكبر الأحياء تحت سيطرتها. واستعادت قوات النظام السبت السيطرة على حي مساكن هنانو الاستراتيجي في شرق حلب، بعد معارك عنيفة مع الفصائل المعارضة، في تقدم من شأنه أن يشكل تحولاً في مسار الحرب داخل المدينة التي تشكل مسرحاً لمعارك بين الطرفين منذ صيف 2012.

قتل الجيش الاسرائيلي أربعة مسلحين على صلة بتنظيم"الدولة الاسلامية"، بعدما أطلقوا النار على جنوده في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان الأحد، بحسب ما أعلن متحدث عسكري. (27.11.2016)

وسط قصف مدفعي وجوي مكثف تمكنت قوات النظام السوري من إحراز تقدم في شرقي حلب التي تسيطر عليها فصائل معارضة، لاسيما في حي مساكن هنانو الأكبر هناك، بينما تتفاقم معاناة المواطنين القاطنين هناك بسبب القصف المكثف والحصار. (25.11.2016)

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس بأن "أكثر من 500 مدني من سكان حيي الحيدرية والشعار في شرق حلب، توجهوا ليلا إلى مساكن هنانو" مستغلين "تقدم قوات النظام داخل هذا الحي". وبحسب المرصد، "نقلت قوات النظام الفارين ليلاً إلى مناطق سيطرتها شمال مدينة حلب وتحديداً الشيخ نجار، قبل أن يصل قسم منهم صباح الأحد إلى الأحياء الغربية في المدينة".

وهي المرة الأولى، بحسب المرصد، ينزح هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ عام 2012، حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام. وفي وقت لاحق، أفاد المرصد بوصول ثلاثين عائلة على الأقل الأحد من حيي الهلك والحيدرية المجاورين لمساكن هنانو إلى حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية.

واستأنفت قوات النظام في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر حملة عسكرية عنيفة ضد الأحياء الشرقية، تخللها هجوم ميداني على أكثر من جبهة وغارات كثيفة على مناطق الاشتباك والأحياء السكنية. وتتهم قوات النظام الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من الخروج من الأحياء الشرقية لاستخدامهم كـ"دروع بشرية".

ويعيش أكثر من 250 ألف شخص محاصرين في الأحياء الشرقية. وكانت أخر قافلة مساعدات دخلت شرق المدينة في تموز/ يوليو. وحذر الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الأحد الماضي في دمشق من "كارثة إنسانية" في شرق حلب مع استمرار التصعيد العسكري.

ويأتي خروج المدنيين بعد أسبوع عنيف من المعارك في حي مساكن هنانو، قبل استعادة قوات النظام السيطرة عليه. ويحظى الحي، وهو أكبر أحياء حلب الشرقية، بأهمية رمزية باعتباره أول حي سيطرت عليه الفصائل المعارضة صيف عام 2012. وتشكل خسارته ضربة موجعة للفصائل المقاتلة والتي تسعى قوات النظام إلى تضييق الخناق عليها.

يخضع نحو 250 ألف شخص في أحياء شرق حلب الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة لحصار منذ أن قطع الجيش بمساعدة من فصائل مسلحة مدعومة من إيران وسلاح الجو الروسي آخر طريق يؤدي إلى تلك الأحياء في أوائل يوليو تموز.

تتضارب الرويات حول فرص المدنيين من الهرب من القصف. ففيما تقول الحكومة السورية إن مقاتلي المعارضة يمنعون السكان من المغادرة، تقول جماعات معارضة وسكان في شرق حلب إن الناس يحجمون عن استخدام الممرات خوفا من وجود قناصة أو قنابل أو القبض عليهم.

وصف روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الوضع في شرق حلب قائلا إنه: "بشع جدا فعلا.. أعني أن الكلمات تعجز عن وصفه... على الرغم من توقفات عارضة فإن الصورة بشكل عام بشعة."

حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي فشلت جهوده للتفاوض إلى تامين الوصول إلى حلب الشرقية، "الوقت ينفد" بالنسبة لتفادي كارثة إنسانية في تلك المنطقة.

ويتعرض مدنيون يقيمون في القسم الغربي في حلب الخاضع لسيطرة النظام لهجمات دامية تشنها فصائل المعارضة لكن المساعدات الإنسانية لا تزال تصل إلى هذه الأحياء.

أعلنت الأمم المتحدة انه لم يعد هناك أي مستشفى قيد العمل في القسم الشرقي من مدينة حلب السورية الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة وحيث يقيم أكثر من 250 ألف مدني. والمستشفيات كانت هدفا متكررا لعمليات القصف المكثفة التي يقوم بها النظام السوري.

وكالات الأمم المتحدة وبينها منظمة الصحة العالمية لم تعد قادرة على الوصول إلى شرق حلب منذ تموز/يوليو حين سيطر الجيش السوري على آخر طريق إمداد إلى الإحياء الشرقية ما أدى إلى وقف وصول الأدوية والمواد الغذائية إليها منذ أكثر من أربعة أشهر.

ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يقول "يجري عزل وتجويع المدنيين ويتعرضون للقصف ويحرمون من الرعاية الطبية والمساعدة الإنسانية من أجل إجبارهم على الاستسلام أو الفرار. إنه تكتيك متعمد من القسوة لزيادة معاناة الشعب من أجل مكاسب سياسية وعسكرية وأحيانا اقتصادية". مشيرا إلى وجود مليون شخص تحت الحصار في سوريا. ( كتابة وإعداد: علاء جمعة)

ويجمع محللون على أن معركة حلب أشبه بـ"معركة تحديد مصير"، ومن شأن نتائجها أن تحسم مسار الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات والتي أوقعت أكثر من 300 ألف قتيل.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل