المحتوى الرئيسى

صداقة «الثورة والجدل».. 4 مواقف جمعت فيدل كساترو بجارثيا ماركيز

11/27 15:56

عُرف عن الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، صداقته القوية بالأديب الكولومبي الشهير جابرييل جاثيا ماركيز، التي نتجت عن إعجاب متبادل بين رجل السياسة الكاريزمي وأسطورة الأدب اللاتيني.

وتوفي كاسترو بالأمس عن 90 عاما، وهو أحد أبرز الزعماء العالميين، اعتبر رمزا لعداء الإمبريالية والولايات المتحدة الأمريكية، منذ أن قاد ثورة رفقة تشي جيفارا في نهاية الخمسينيات، قاد بعدها البلاد حتى عام 2008 عندما ترك السلطة ليصعد أخيه راؤول كاسترو إلى الحكم.

أما ماركيز فكان توفي قبل أكثر من عامين، في 17 أبريل 2014، عن عمر ناهز 87 عاما، وهد أشهر روائي في أمريكا اللاتينية، وأحد أبرز كتاب العالم، حاز جائزة نوبل وعرف بتأسييه مدرسة "الواقعية السحرية" في الأدب، وكان له توجه يساري اشتراكي.

بدأت العلاقة بين كاسترو وماركيز سنة 1948، وكانت عن طريق الصدفة، ويحكي كاسترو في مقال كتبه سنة 2002، أنه التقى ماركيز في مظاهرة في كولومبيا احتجاجا على مجازر الحكومة ضد الفلاحين هناك، وكان ذلك خلال مؤتمر لطلاب أمريكا اللاتينية أقيم في كولومبيا وقتها.

كانت صداقة الرجلين تعبير عن التقاء رمزين ثوريين، أحدهما في السياسة والآخر في الأدب، وكثيرا ما تناولت موضوعات من الشأنين، لكنها انطوت أيضا على ردود فعل معارضة ومنتقدة لتلك الصدافة.

"جابو" أنقذ فيديل من الاغتيال

يروي الزعيم الكوبي الراحل عن محاولات اغتيال تعرض لها، كان لماركيز دور في نجاته منها. من ذلك أنه كان يحضر فعاليات القمة "الأيبيرية- الأمريكية" في كارتاجينا بكولومبيا، وحذره رجال الأمن من قلقهم من مشاركته في جولة تجرها الخيول على هامش القمة، لكن كاسترو نادى على ماركيز "الذي كان قريبا مني وقلت له وأنا أمزح: اركب معنا في هذه العربة حتى لا يفكر أحد بإطلاق النار علينا". والتفت إلى مرسيدس (زوجة ماكيز) التي كانت تجلس خلفنا لأقول لها بنفس النبرة "لعلك ستكونين الأرملة الأكثر شبابا".

ويستكمل كاسترو في نفس المقال المشار إليه: "عرفت فيما بعد أنه حصل نفس الشيء الذي حدث معنا أثناء زيارتي لمدينة سانتياجو في تشيلي, حيث كانت الكاميرا التلفزيونية قد حملت بسلاح أوتوماتيكي وجه نحوي طيلة المؤتمر الصحفي الذي عقدته, لكن المرتزقة لم يمتلكوا الجرأة على الضغط على الزناد, وفي كارتاجينا كانت لديهم بنادق مزودة بعدسات مقربة, وكذلك أسلحة أوتوماتيكية أخفيت في مواضع لا تقع عليها العين, ومرة أخرى ارتجفت الأصابع المكلفة بالضغط على الزناد, ولم تتم العملية كما خطط لها, وكانت الحجة أن رأس "الجابو" أعاق نظرهم الى الهدف المطلوب".

في أحد لقاءات كاسترو بماركيز وزوجته في كوبا، قدما له "هدية لطيفة مغلفة بورق جذاب وزاهي الألوان, حوت خمسة كتيبات صغيرة, كل واحد منها أكبر قليلا من بطاقة بريدية وأقل طولا, يضم ٤۰ إلى ٥۰ صفحة , كتبت بأحرف صغيرة جدا ولكن يمكن قراءتها, إنها الخطابات التي تم إلقاؤها في استوكهولم عاصمة السويد من قبل خمسة من الحاصلين على جائزة نوبل للآداب في السنوات الستين الأخيرة.. وهم: وليام فوكنر (۱۹٤۹) وبابلو نيرودا (۱۹۷۱) وجابرييل جارسيا ماركيز (۱۹۸۲) وجون ماكسويل كويتزي (۲۰۰۳) و دوريس ليسنج (۲۰۰۷)".

يكمل كاسترو كواليس هذه الهدية فيقول إنه أخبر ماركيز وزوجته قبل مغادرتهما إنه قضى معهما وقتا ممتعا لم يحظ بمثله منذ مرضه قبل سنتين، فرد ماركيز: "من المؤكد أن فرصا أخرى ستتوفر لنا للقاء والحديث".

ماركيز كان صديقا لعدد من الزعماء والروؤساء، منهم بجانب فيديل كاسترو الفرنسي فرانسوا ميتران والأمريكي بيل كلينتون، لكن صداقته بكاسترو كانت غير عادية، من حيث تفاصيلها أو إثارتها للجدل.

يصف ماركيز كاسترو بأنه استثنائي، محب للقراءة، وأن ليده حالة من الظرف تسحر العقول ولا تقاوم.

كما ذكر أن الزعيم الكوبي يقرأ بشكل نهم، وأن جلساتهما سويا كانت تنصب في الأغلب على الحديث عن القراءة والكتابة.

عندما انحاز ماركيز لكاسترو على حساب المثقفين

كثيرا ما عبر كتاب ومثقفون عن دهشتهم وانتقادهم لعلاقة كاسترو بماركيز، فمن ناحية كيف للزعيم اليساري المتشدد أن يرفض مقابلة الشاعر التشيلي بابلو نيرودا بسبب "علاقاته مع الإمبريالية"، ويكون صديقا لأديب هو أيضا صديق للرئيس الأمريكي بيل كلينتون على مدار فترة طويلة. ومن ناحية أخرى، كيف للأديب التقدمي ألا ينحاز لوجهة نظر كتاب ومثقفين كبار ابتعدوا عن كاسترو ونظامه بسبب "قبضته الحديدية وتسلطه على الكتاب والمفكرين"؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل