المحتوى الرئيسى

كارثة تهدد المواطنين.. الحكومة تتجاهل تحذيرات "الوكالة الدولية" وتستخدم مبيد "مسرطن".. مسئول بالزراعة: استهلاك مصر لا يتعدى 850 طن.. وخبير: الدولة لم تخطر رسميًا بحظره

11/27 14:16

"مبيد الجليفوسات".. خطر جديد يهدد حياة المواطنين، فعلى الرغم من تحذير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، بأنه أحد مسببات مرض السرطان، إلا أن وزارة الزراعة قررت استخدام المبيد، ضاربة بصحة المواطن عرض الحائط.

وكانت بداية أزمة "مبيد الجليفوسات"، في يونيو 2015، حيث أعلن المركز الدولي للأبحاث السرطانية التابع لمنظمة الصحة العالمية عن تسببه وأربع مواد أخرى في الإصابة بالأمراض السرطانية، وأكدت لجنة مبيدات الآفات الزراعية، أن اللجنة تدرس مادة الجليفوسات وتأثيراتها السلبية على صحة الإنسان، لاتخاذ اجراء قانوني يستند إلى دعم المنظمات الدولية.

ويعرف الجليفوسات Glyphosate، بأنه مبيد حشائش شهير يستخدم للقضاء على الحشائش الضارة وينتشر فى الأسواق العالمية منذ عام 1970، كما يشتهر بقدرته على قتل الحشائش الضارة بدون المساس بالمحاصيل الزراعية، لذا يلقى رواجًا كبيرًا بين المزارعين، مع الاستخدام المكثف للجليفوسات تولدت لدى الحشائش قدرة على مقاومته مما دفع بالمزارعين لزيادة استهلاكه، فتصاعدت المخاوف حول تأثيره على الصحة والبيئة .

وفجر الدكتور محمد عبد المجيد رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، مفاجأة أول أمس، حيث قال إن مبيد "الجليفوسات"، الذى حذرت منه الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، يُستخدم في مصر لمكافحة الحشائش المعمرة في الموالح والفاكهة ذات النواة الحجرية والعنب، ويعتبر من أكثر المبيدات فعالية في هذا المجال، بل إنه يعد المبيد الوحيد الموصي به في مصر لمكافحة هذه الحشائش حتى الآن، لافتًا إلى أن استهلاك مصر من هذا المبيد لا يتعدى 850 طنًا تمثل حوالي 0.13% من الاستهلاك العالمي الذي يزيد على 650 ألف طن مادة فعالة سنويًا.

وأشار عبد المجيد، في بيان صحفي، إلى أنه في 20 مارس 2015 أدرجت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان "IARC" "الجليفوسات" على أنه مبيد محتمل التسبب في السرطان للإنسان، موضحًا أنه من منطلق حرص لجنة مبيدات الآفات الزراعية على صحة المواطن المصري والبيئة المصرية، تم تشكيل مجموعة عمل لبحث هذا الموضوع والوقوف على أبعاد الموقف بشكل حقيقي دون إفراط.

وأضاف عبدالمجيد، أن القرار الوزارى رقم 1018 لسنة 2013 بشأن تسجيل وتداول واستخدام مبيدات الآفات الزراعية فى مصر ينص صراحه على أن هيئة حماية البيئة الأمريكية (EPA) والاتحاد الأوروبى (EU) هما المرجعيتان الأساسيتان التى تعتمد عليهما لجنة مبيدات الآفات الزراعية فى الحكم على أمان المبيدات المسجلة أو قيد التسجيل على الصحة العامة والبيئة، ونظرا لأن هذه المرجعيات لم تغير موقفها بالنسبة للجليفوسات بعد قرار IARC وأنها لازلت تعتبر هذا المبيد آمن ولا يهدد الإنسان بأى أخطار سرطانية أو غير سرطانية، فإن هذا يعنى أن اتباع هذه المرجعيات أمر طبيعى إلى أن يتم تغيير موقف المبيد فى المرجعيات المذكورة.

واستكمل، "تم الرجوع لما أصدرته الجهات العالمية ذات الصلة والتي تعتبرها اللجنة مرجعيات عالمية لها في تسجيل وتداول المبيدات في مصر، وتبين أن الاتحاد الأوروبي وافق على إعادة استخدام هذه المادة على مستوى الاتحاد الأوروبي عام 2002 بعد موافقة الأعضاء والهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء، حيث بدأ الاتحاد الأوروبي في تقييم المادة الفعالة "جليفوسات" في مايو 2012، وكانت ألمانيا هي المقرر لهذه المادة.

وكانت وزارة الزراعة ممثلة في لجنة مبيدات الآفات الزراعية، كنت أعلنت منذ عدة أيام، خفض استيراد مبيدات مكافحة الحشائش في المحاصيل المعروفة بمبيدات "الجليفوسات"، المسموح باستيرادها بنسبة 10% سنويًا من مستحضرات الجليفوسات، التي تحتوي على مادة "التالوأمين" السامة"، وبالنسبة للمستحضرات التي تحتوي على التالوأمين يتم خفض استيرادها بنسبة 20% سنويًا.

وتابعت الوزارة، في بيان لها، أن هذه الإجراءات تشجع الشركات على التقدم لتسجيل بدائل آمنة لمستحضرات الجليفوسات، موضحة أن هذا التشجيع أسفر عن تقدم الشركات لتسجيل مادة بديلة هى ammonium Glufosinate يندرج تحتها 7 مستحضرات حصل أحدها بالفعل على توصية جديدة على العنب.

وأوضح الدكتور خليل المالكي، أستاذ علم المبيدات بمركز البحوث الزراعية، ورئيس لجنة مبيدات الآفات الأسبق بوزارة الزراعة، أن إذا كانت الحكومة مازالت تستخدم الجليفوسات في مصر كمبيد حشائش، فهذا يعني إنه لم يتم إخطار الدولة رسميًا من قبل منظمة الصحة العالمية أو "الفاو" بأن هذا المبيد له مخاطر، أو محظور استخدامه، لان إذا تم إخطارها بذلك ستقرر حظر استخدامه في الحال.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل