بالصور.. فنان تشكيلي يكشف لـ" محيط" أسرار مهنة الزخرفة

اتجه الفنانون إلى عوالم جديدة بعيدة عن رسم الأشخاص، وبعيدة أيضاً عن محاكاة الطبيعة، وهنا ظهرت عبقريتهم وتجلَّى إبداعهم، وعملهم الخيالي، وحسهم المرهف، والذوق الأصيل، فكان من هذه العوالم عالم الزخرفة.

فإذا كانت صناعة الجمال هي وظيفة الفن بمختلف مجاﻻته، فإن الزخرفة تُعد واحدة من الوسائل المهمة التي تصنع ذلك الجمال؛ فهي العمل الخالص الذي لا يقصد به إلا صنع الجمال، وهنا يلتقي شكلُ العمل الفني بمضمونه ليُكونا وحدة متماسكة لِصُنع الجمال ظاهراً وباطناً، الأمر الذي لا نكاد نجده في أي نوع آخر من الفنون.

ولم يكن فن الزخرفة، ممارسة عفوية تعتمد على الفطرة والممارسة فقط، بل إن ورشات التعليم ثم معاهد التدريس، كانت ترفد ساحة الفنون الزخرفية بالاختصاصيين، ففي العصور الإسلامية، رعى السلاطين والملوك المزخرفين والخطاطين، وخصصوا لهم أماكن خاصة للتدريب والتدريس، في القرن 14م، وفي أوربا ما زالت المدرسة العليا للفنون الزخرفية في باريس، من أعرق المدارس الفنية، وكانت سابقة لمدرسة الفنون الجميلة «بوزار».

وقد ازداد اهتمام السلطات بإنشاء معاهد ومراكز للفنون الزخرفية فـي العـصـر الـحـديث كما يبدو واضحاً في أكثر البلاد العربية، إذ أصبحت هذه الفنون مصدراً اقتصادياً مهماً في دول الـمغرب العربي.

وجمعت أكثر متاحف العالم روائع من الزخارف الصينية والهندية والأوربية والعربية- ممثلة على الأواني المعدنية والزجاجية والخزفية وعلى الألواح والبسط والأقمشة والسجاجيد، مما يعد آيات فنية تفخر هذه المتاحف باقتنائها.

وهذا دليل على احترام براعة المزخرف معماراً كان أو خزافاً أو حائكاً أو صانعاً، وقد أكدت المجموعات المتحفية غزارة الأساليب التي يمارسها المزخرف والتي تصنف بحسب الأزمنة والمناطق.

ويرتفع تقييم هذه التحف الزخرفية التي يصل سعرها إلى الملايين، ويتبارى الهواة والمقتنون بإغناء مجموعاتهم من تلك التحف الرائعة. وفي متحف اللوفر في باريس ومتحف درسدن في ألمانيا وبعض المتاحف العالمية أجنحة خاصة بفنون الزخرفة.

ومن هنا كان لـ”محيط” حديث مع مصمم الزخارف والفنان التشكيلي مجدي الشحات، للتعرف على بداية صناعة الزخرفة في مصر وانواعه واماكن تعليمه وشروط مصمم الزخارف ورصد المعوقات التي تقف امام تلك المهنة..

متى بدأت صناعة الزخرفة في مصر ؟

الزخرفة العربية بدأت في مصر من العصر الطلوني نسبة لمسجد ابن طولون) وهو اول مسجد في مصر اتسمت به اسلوب زخرفة سمراء ، أي “أقامة مسجد ابن طولون على نماذج مساجد الدولة العباسية.. فتم تصميم المسجد معمارياً من عناصر الزخرفة المعتمد على اسلوب سمراء”.

- المرحلة اﻻولى كانت للعصر الفاطمي حيث تم بدء الزخرفة بأسلوب مصري مطور عن أسلوب سمراء ، فالزخرفة الفاطمية محورة من نباتات متصلقة مثل ألبلاب والكروم، ووضعوه قواعد علم النبات الزخرفي وقواعد الزخرفة بالأسلوب المصري.. حيث كان النموذج الأول بجامع الأزهر حيث يحتوي على الأشكال التي بدأت بها فن الزخرفة في مصر.

- اما النموذج الثاني في مسجد الحاكم بأمر الله بشارع المعز وهو يوضح نماذج من توريق الخط الكوفي المورق والمزهر

- اما النموذج الثالث فكانت لمسجد الأقمر حيث اتخذت الزخرفة به بشكل اكبر، فبه العقود عليها شرايط من الكتابة بالخط الكوفي المزهر فكان الأسلوب الكامل للخط الكوفي المزخرف- وهناك محراب مسجد الأقمر يحتوي على الاسلوب الكامل للزخرفة النباتية الفاطمية

- والنموذج الرابع مسجد الصالح طلال يوجد به محراب وشرائط تحتوي على اسلوب اكثر تطورا للزخرفة الفاطمية

- النموذج الخامس مسجد الجيوشي في المقطم ولكن مهدم تحت الترميم يحتوي على شرائط من الخط الكوفي المزهر والمورق ويحتوي على عناصر زخرفية في المحراب .

بعد ذلك جاء العصر الأيوبي فكان به العديد من الفتوحات والحروب ولم يكن هناك اهتمام بالناحية المعمارية الى ان جاء العصر المملوكي واحدث ثورة في عالم الفن واعتبره المستشرقين العصر المملوكي حضارة مستقلة

وظهر به اشكال جديدة من النباتية والهندسية واعتمدت على 4 اساليب للزخرفة النباتية مثل اسلوب المروحة والنخلية واسلوب المروحة والزهرية واسلوب الزخارف المختلطة واسلوب زخرفة التوريق وعلماء الزخرفة صنفوه كعلم مستقل مثل نموذج السلطان حسن فبه اكثر من جزء موضح اسلوب التوريق في الخط الكوفي .

وسبب ازدهار فن الزخرفة في العصر المملوكي في وقت اقتراب نهاية الدولة العباسية والاندلس أدى الى انتقال جميع الحرفيين والفنانين بتلك الدولتين الى مصر، فبذلك مركز الحضارة انتقل الى مصر فحضارة المشرق والمغرب عندما انتقلت الى مصر امتزجت وصنعت فن جديد وهو الأسلوب المملوكي والذي استمر نحو 200 عام الى ان رسخ واستقر وكون مدرسة خاصة بالفن الزخرفي .

زخرفة نباتية وهندسية وكتابية وحيوانية ادمية

والزخرفة تتدخل في اي صناعة؟

تدخل في كل صناعات الحرف التقليدية مثل النحاس والخيامية وصناعة الحلي والزجاج المعشق بالجبس والخزف والفخار

ان يكون ملم بأسرار الزخرفة و ان يجيد الرسم لإيجاده رسم الزخرفة بطرق سليمة ويقوم بتوظيف الزخرفة .

ماهي اماكن تعليم الزخرفة في مصر؟

كليات الفنون التطبيقية قسم الزخرفة وهناك المدارس الفنية الصناعية قسم الزخرفة وورش العمل المتخصصة مثل التي تقام في بيت السحيمي والفسطاط والتي بها مجموعة من المتدربين المتميزين

ماهي اسباب ركود صناعة الزخرفة في مصر؟

هناك فرع جديد في الاقتصاد يسمي الاقتصاد الابداعي وهذه الظاهرة ظهرت في العالم بأوائل القرن العشرين. سبب ظهورها هو وجود مدرسة في المانيا تسمى (الباو هاوس ) فكانت تختصص في بدايتها بالتصميم المعماري ثم انتقلت هذه المدرسة الى الحرف اليدوية فهذه المدرسة وضعت التعريفات الفنية التى تعطى مدلول للحرف والزخرفة والصناعة .. فهي اول من جمعت بين الفن التشكيلي والحرف اليدوية فظهرت مفاهيم علم التصميم ووضع المنهج التشكيلي في الأسلوب الحرفي .

وبعد ذلك ظهرت مدارس لتصميم الحرف اليدوية وكانت موجودة في زيونخ في سويسرا للأعمال الحرفية ومن هنا اصبحت هناك مدرسة في كل دولة لصفوة الفنانين .

وايضاً مدرسة الفنون والصنائع في مصر والتي تم اغلاقها في 1954 لأسباب مجهولة وكان جميع مدرسيها ايطاليين وكان عمرها 1830 الى 1954 اي اكثر من 100 عام وكان من اعمالها ديكورات الاوبرا ويفط شوارع نصف البلد والقاهرة القديمة وكان بها قسم للنحت وتماثيل ميادين القاهرة .

وبعد المدرسة انشىء معهد الفنون التطبيقية والذي تحول بعد ذلك الى كلية الفنون التطبيقية التابعة لجامعة القاهرة وهناك العديد من المصرين سافروا الى مدرسة زيونخ، فهناك في كل دولة اوربية مدرسة لتعليم الفنون التطبيقية

فنحن نحتاج الى تطوير التعليم الفني قبل المرحلة الجامعية لأنها اساس لدخول الجامعة للعمل بتلك الصناعة فهناك مجهودات مبذولة في تلك الشأن مثل وجود مدارس التعليم الفني المزدوج .

ماهي سبل احياء صناعة الزخرفة مرة اخرى؟

التعليم هو السبيل الوحيد لنهضة الحرف اليدوية والتصميم الزخرفي

ما تأثير قلة عمالة المختصين بفن الزخرفة على احياء وترميم الاماكن الاثرية؟

مشكلة ترميم الآثار من اهم اسبابها هي عدم وجود رسمين .. فهناك العديد من المرممين رفيعي المستوى ولكن لايوجد رسمين مختصين بالجزء الناقص بالأثر فلا يوجد نظام دراسي يؤهل الرسامين الى العمل في مشروع اثري .