المحتوى الرئيسى

1800 تأشيرة لبرلين سنوياً: لماذا يقبل المصريون على تعلم الألمانية؟

11/27 11:46

تعتبر ألمانيا من أكثر الدول جذباً للطلاب المصريين في السنوات الأخيرة تحديداً، يتجلى ذلك بوضوح في الطوابير الضخمة للطلاب، على شبابيك السفارة الألمانية في القاهرة، للحصول على تأشيرة الإقامة. هذه الطوابير نفسها يمكن رؤيتها في معهد غوتة في القاهرة والإسكندرية، لحجز دورات وامتحانات اللغة الألمانية، التي أصبحت من اللغات المفضلة كلغة أجنبية لدى قطاع عريض من الشباب المصري.

فقد بلغ عدد دارسو الألمانية من المصريين 230 ألفاً، رغم صعوبتها من وجهة نظر البعض، وعدم انتشارها في الدول العربية كالإنجليزية والفرنسية مثلاً. وتمنح السفارة الألمانية في القاهرة نحو 1800 تأشيرة سنوياً.

يشير نبيل أحمد مؤسس رابطة الطلاب المصريين في ألمانيا، إلى أن السفارة الألمانية في القاهرة تعطي نحو 150 تأشيرة دراسية شهرياً بواقع 1800 تأشيرة سنوياً لطلاب مصريين. وفسر أحمد إقبال الطلاب الكبير على مجانية التعليم في ألمانيا وحاجة ألمانيا إلى هؤلاء الشباب، للعمل لديها بعد تخرجهم من جامعاتها، وذلك بسبب انخفاض نسبة الشباب في المجتمع الألماني.

ويضيف ياسر سليمان، المدرس المساعد في كلية اللغات والترجمة في جامعة الأزهر، وباحث الدكتوراه في جامعة فيشتا في ألمانيا أن إقبال الشباب المصريين على الدراسة في ألمانيا بدأ بعد ثورة 25 يناير، ومع فقدان الأمل في إصلاح حقيقي في البلاد. ويوضح سليمان أن ترحيب ألمانيا بالطلاب الأجانب، ومساواتها إياهم بأقرانهم من الطلاب الألمان، خصوصاً في ما يتعلق بمجانية التعليم، كان عنصراً محفزاً أيضاً.

من جهته، قال حسن علي، الذي يدرس حالياً الدورة التحضيرية تمهيداً لدراسة علوم الحاسب في جامعة آخن: "هنا ببساطة تتعلم بالفعل عكس ما هو في مصر، فربما تدرس في جامعة خاصة وتنفق مالاً، ولا تتعلم أي شيء حرفياً، بعد أن تكون قد أضعت من عمرك 4 سنوات".

عام 2014، وفي خطوة لدعم وتطوير البحث العلمي، وتشجيع الطلاب على الدراسات العليا، قامت الحكومة الألمانية برفع تمويلها للجامعات، ما شجع مزيداً من الإقبال على تحصيل التعليم العالي في الجامعات الألمانية.

شارك غردالألمانية تتحول إلى لغة أجنبية مفضلة لدى قطاع عريض من الشباب المصري! السبب...

شارك غرديتوجه مصريون كثر للدراسة في ألمانيا اليوم رغم صعوبة اللغة، لماذا وكيف؟

ووافقت الولايات الألمانية على المشاركة في تمويل ما يسمى "مشروع تمويل الجامعات من طرف خارجي ثالث". وترغب الحكومات الاتحادية والولايات مستقبلاً، في تخصيص مبلغ 25.3 مليار يورو إضافي لبرامج البحث العلمي، وميثاق الابتكار والبحوث. وبذلك يصل عدد أماكن الدراسة إلى 760 ألف مقعد بحلول 2020، ما يضمن مكاناً لجميع الطلبة الجدد، ويساعد على الحد من انخفاض معدل الانقطاع عن الدراسات العليا.

تتزايد أعداد المقبلين على تعلم اللغة الألمانية في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، كونها مفتاح العمل والدراسة في جمهورية ألمانيا الاتحادية. ووفقاً لتقرير لإذاعة صوت ألمانيا، منذ نحو عام، فإن منطقة الشرق الأوسط هي واحدة من أكثر المناطق التي تشهد إقبالاً على دراسة الألمانية، وتأتي مصر في مقدمة دول المنطقة بعدد دارسي اللغة، إذ يبلغ وفقاً للإحصائيات 230 ألفاً، ويبين تقرير "صوت ألمانيا" أن من أسباب ذلك افتتاح الجامعة الألمانية في القاهرة عام 2003، علاوة على وجود عدة مدارس ألمانية. ويبرر التقرير تزايد الأعداد أيضاً بالمشكلات السياسية، التي تواجهها البلاد ورغبة الكثيرين في السفر إلى الخارج.

وبالرغم من التسهيلات التي تقدمها ألمانيا للطلاب الأجانب، إلا أن الطريق أمام المصريين ليس ممهداً كالعادة، وتتناثر عليه الصخور والأشواك.

رغم أن الدراسة في ألمانيا مجانية، إلا أن الطالب يدفع بعض الرسوم للجامعة مقابل خدمات يحصل عليها، مثل ركوب المواصلات مجاناً. ويحتاج أيضاً إلى التكاليف الحياتية من أكل وشرب ومسكن وهي مرتفعة إلى حد ما في ألمانيا. ويبين ياسر سليمان باحث الدكتوراه في جامعة فيشتا الألمانية، أن ارتفاع سعر العملات الأجنبية في مقابل الجنية المصري، سيكون عائقاً عظيماً في وجه الطلاب المصريين المقبلين على الدراسة في ألمانيا في الفترة المقبلة. ويقول نبيل أحمد إن أهم العقبات في طريق الطالب هي صعوبة اللغة الألمانية، وتوفر المال اللازم لمعيشة الطالب. وأوضح أن بعض الطلاب تنفد مدخراتهم المادية المخصصة للدراسة والمعيشة، فيعودون إلى مصر.

يحتاج الطلاب المصريون أيضاً إلى سنة تحضيرية لمعادلة شهادتهم الثانوية. وتتألف هذه السنة التحضيرية من فصلين دراسيين، يتلقى فيها الطلبة دروساً في الألمانية، بجانب مواد دراسية أخرى حسب الشعب الدراسية، التي تكون إما علمية أو أدبية.

ومن جانبه، أوضح حسن علي، الذي يدرس حالياً في جامعة آخن، أن من التحديات التي تواجه الطالب المصري، هي التأقلم مع البيئة الجديدة، خصوصاً أنه ترك منطقة الراحة والأمان التي اعتادها وألفها في مصر، ولكن بمرور الوقت والاحتكاك بالمجتمع الألماني، تصبح الأمور أفضل.

من جانب آخر، يشير المهندس حسن علام الذي يدرس ماجستير الهندسة حالياً في جامعة أوست وستفالن ليبه الألمانية، إلى أن أبرز المشكلات هي الخوف من الحياة الجديدة في دولة مثل ألمانيا. والحصول على مقعد في الجامعة أمر مجهد، ويتطلب بحثاً كثيراً، وهو أمر لم يعتده الطالب المصري. ولفت إلى عقبة الحصول على تأشيرة دراسية من السفارة الألمانية بالقاهرة. كما أكد علام على صعوبة تدبير النفقات التي يحتاجها الطالب المصري للحياة في ألمانيا.

يوضح ياسر سليمان أن تعلم اللغة الألمانية، رغم صعوبتها، لا يشكل تحدياً كبيراً أمام الطلاب المصريين، لأن لديهم حافزاً قوياً للدراسة في ألمانيا، يجعلهم يتعلمون الألمانية في فترة وجيزة تراوح بين ستة أشهر وعام.

ويتغلب الطلاب المصريون على عدم إمكانية حضور الدورات التدريبية المدفوعة لتعلم اللغة بالتعلم الذاتي. ومن التجارب المميزة تجربة الطالب المصري أحمد إمام في تعلم الألمانية ذاتياً، وهو طالب يدرس في جامعة دارم شتات التقنية في ألمانيا، وقد تعلم الألمانية اعتماداً على جهده الذاتي بشكل أساسي قبل السفر للدراسة في ألمانيا.

بينما اعتبر حسن علي أن تعلم اللغة الألمانية هو أهم التحديات، ولكن بمجرد أن يبدأ الطالب في دراسة اللغة وممارستها، يسهل الأمر شيئاً فشيئاً كما حدث معه، وقد اجتاز الاختبار المؤَهِل لدخول الجامعة DSH.

نشأت بعض المبادرات لدعم توجه الطلاب نحو الدراسة في ألمانيا، ومعظم هذه المبادرات لشباب خاضوا تجربة الدراسة في ألمانيا، يريدون بواسطتها تسهيل الطريق على من سيحذو حذوهم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل