المحتوى الرئيسى

خالد عبد القادر: مايكروسوفت تضاعف استثماراتها بالسوق المحلية

11/27 10:33

نعمل حالياً على تنفيذ 60 مشروعًا بالتعاون مع الحكومة

رغم ضبابية الوضع الاقتصادي فى الوقت الراهن، مازالت شركة مايكروسوفت الأمريكية تراهن على الفرص المتاحة بالسوق المحلية، مؤكدة استمرار مشروعاتها مع الجهات الحكومية، علاوة على دعم شركائها المحليين، البالغ عددهم 1300 شريك، والذين سجلوا خسائر بنسبة وصلت إلى %50 تحملتها عنهم مايكروسوفت بالكامل.

وقال خالد عبد القادر، مدير عام مايكروسوفت مصر، إن الشركة ترى فى قرار تعويم الجنيه خطوة أولية لعلاج خسائر السنوات الماضية، بشرط أن يتبعه قرارات اقتصادية ونقدية لتوفير العملة الصعبة بالبنوك وإتاحة السلع الأساسية والاستراتيجية للمواطنين، وجذب الاستثمارات المباشرة للسوق المحلية وخفض معدلات التخضم ووقف نزيف زيادة الأسعار.

وأوضح، فى حوار مع «المال»، أن مايكروسوفت تضع حالياً نصب أعينها 3 أولويات لمساعدة مصر فى الخروج من المشهد الحالى، عبر مشاركتها فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأن تصبح مصر هى اللاعب الرئيسى فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والخليج، من خلال التحول الرقمى وتطبيقات الحوسبة السحابية فى قطاعات الصحة والتعليم والشركات الناشئة والـ SMEs.

وأشار إلى أن الشركة تعكف الآن على المضي قدماً فى تنفيذ أكثر من 60 مشروعا، بالتعاون مع الجانب الحكومى، أبرزها: ميكنة الهيئة العامة للاستثمار لإنشاء وتأسيس الشركات، وميكنة التجارة الداخلية، وتنقية قاعدة بيانات مستحقى الدعم لضمان وصوله إلى مستحقيه.

كما تفاوض الحكومة على تنفيذ مشروع ضخم لصالح تمكين وتنمية استثمارات الشركات الصغيرة والمتوسطة SMEs بالتعاون مع المجلس الرئاسي الاقتصادي وعدد من وزارات وهيئات الدولة والبنك المركزي.

تعويم الجنيه خطوة لعلاج السوق

وكشف عبد القادر -لأول مره منذ قيام ثورة يناير 2011 – عن حجم ما تكبدته الشركة من خسائر خلال المرحلة الماضية، مشيرا إلى أن نسبتها وصلت إلى %120 ، مبيناً أن عدم استقرار سعر صرف العملة الخضراء أحد أبرز الأسباب فى هذا الصدد، حيث وصل سعره الآن إلى 18 جنيها، مقارنة بـ5.70 جنيه منذ 5 سنوات.

وأضاف أن شركته لم تذكر من قبل هذه الخسائر نظراً لثقتها وإيمانها بقوة الاقتصاد المصرى من ناحية، ولأهمية دورها كشريك سواء للحكومة أو الشركات أو المصنعين أو البنوك ومشغلى الاتصالات والمحمول من ناحية أخرى.

وأثنى عبد القادر على قرر تعويم الجنيه وما تبعه من مؤشرات إيجابية للاقتصاد المحلي، مثل قرض صندوق النقد الدولى والتمويلات الخارجية والاستثمارات الأجنبية وانتعاش البورصة المصرية، متمنياً أن ينعكس ذلك على تعديلات قانون الاستثمار وعودة السياحة من جديد.

مستمرون فى السوق رغم اتجاه شركات للتخارج

وأكد أن الشركة تنظر لمصر بنظرة متفائلة فى أصعب أوضاعها، حيث ضخت استثمارات فى عام 2011 رغم أحداثه غير المسبوقة، وزادت تلك الاستثمارات بعد 30 يونيو حين اختلف المناخ السياسى والاقتصادى آنذاك، لافتاً إلى أن شركته تضاعف حالياً استثماراتها بالسوق المحلية، بزيادة مرتين ونصف، فى حين تقرر شركات أخرى متعددة الجنسيات التخارج أو تقليص حجم أعمالها بالسوق.

ولفت إلى أن ثمار عمل الشركة خلال السنوات الماضية بدأت فى الظهور من خلال مشروعاتها العاملة فى السوق بالوقت الراهن، بما يؤكد أن مايكروسوفت سبقت شركات كثيرة كانت متخوفة وحذرة من الإنفاق أو الاستثمار بالسوق خلال تلك الفترة.

ورداً على سؤال «المال» حول توقف بعض المشروعات مع الجهات الحكومية، أكد استمرار كل المشروعات مع الجانب الحكومى دون توقف، ولكن انخفضت قيمة التعاقدات مع تلك الجهات بنحو %50.

ورأى أن استثمارات مايكروسوفت لها تأثير واضح، لا سيما أنها موجهة فى عدة اتجاهات، أبرزها الشباب من رواد الأعمال والمطورين ومتخصصى تكنولوجيا المعلومات والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة وخدمات ما بعد البيع والحلول التكنولوجية وتمكين المرأة.

وألمح إلى أن ترشيد الإنفاق بات ضرورياً من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة لمواجهة زيادة الأسعار لاسيما بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة، موضحا أن دور مايكروسوفت هو مساعدة شركائها من هذه الفئة على التحول للرقمية بإنتاجية أكبر وأكثر كفاءة لتفادى التداعيات السلبية لأوضاع السوق.

وتابع: الشركة لديها 3 مشروعات مهمة يتم تنفيذها بالتعاون مع الحكومة بالوقت الراهن، وهى ميكنة هيئة الاستثمار بالكامل GAFI لإنشاء وتأسيس الشركات بجميع درجاتها ومراحلها، وتشجيع الشركات على الاستثمار بالسوق المحلية دون معوقات.

وثانيا: مشروع ميكنة التجارة الداخلية بالكامل وحصر شامل للسلع القومية المتوفرة بمصر، وذلك مرتبط بضمان وصول السلع الأساسية لمستحقيها فى منظومة الدعم وميكنة الجهات الوسيطة فى هذا الصدد بداية من الأربع شركات القابضة للأغذية ومرورا بـ500 موزع للجمعيات وصولا لمشروع جمعيتى.

ثالثاً: مشروع تنقية قاعدة بيانات مستحقى الدعم من خلال عمليات الربط الإلكترونى الكامل لبيانات المواطنين منذ ميلاد الطفل لضمان حقه فى الدعم بشكل يضمن وصول الدعم لمستحقيه من الأسر المصرية.

ربط مشروع الـSMEs بمنصة الحوسبة السحابية

وفى سياق موازٍ، نوه عبد القادر بأن شركته تقدمت بمبادرة كبيرة للحكومة تم إعدادها ودراساتها بالتعاون مع المجلس الرئاسى الاقتصادى وكل من وزارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتجارة والصناعة واتحاد الصناعات والغرف التجارية والبنك المركزي، بهدف تمكين وتنمية استثمارات الشركات الصغيرة والمتوسطة SMEs.

وأوضح أن هذا التمكين يبدأ من وجود فكرة صغيرة ثم شركة تبحث عن التوسع فى الخارج أو زيادة كفاءتها الإنتاجية وتطوير العمالة وصولا لشركة أفلست تماما ومن ثم كيفية إعادتها للسوق مرة أخرى.

وأكد أن شركته وضعت استثمارات كبيرة فى هذا المشروع، وتأمل الموافقة عليه من قبل الحكومة والإسراع فى تنفيذه بأقرب وقت ممكن.

وأوضح عبد القادر أن حلم شركته هو أن تكون لمصر منصة للتجارة الإلكترونية E-commerce platform من خلال تكنولوجيا الحوسبة السحابية، بعد تنمية قدرات الشركات الصغيرة والمتوسطة وتحقيق التبادل التجارى بين الشركات B2B وخلق فرص تجارية بين الشركات والمستهلك B2C ومن ثم تسويق هذه الفرص محليا وإقليميا من خلال مبادرة أخرى أطلقتها الشركة باسم 4AFRICA.

وأضاف أن المبادرة حاليا توفر منصة أون لاين تسمح لمن لديه فكرة مشروع أو شركة بالتقديم عبرها والتواصل مع الكول سنتر لمناقشة الفكرة، ومن ثم مساعدته فى تسجيلها كبراءة اختراع، ثم إعداد دراسة وافية للمشروع وعرض فرص التمويل المتاحة سواء من البنوك المصرية أو منح أو الصندوق الاجتماعى، ومساعدته فى كيفية الحصول عليها، وبعد ذلك تقديم تدريبات لرفع كفاءة العاملين وتطبيقات وحلول لتأدية وظائف الشركة.

وأوضح أنه يعقب ذلك تأسيس أون لاين ماركت لعرض منتج الشركة، والوصول به للمحافظات، وفى حال نجاح الشركة وزيادة حجم أعمالها يتم مساعدتها فى هذه الحلقة، وفي حال فشلها أو إفلاسها يتم إعادتها لحلقة العمل لإعادة هيكلة أعمالها والحصول على تمويل من جديد والتحرك بالسوق.

وأوضح أن الهدف من المبادرة هو دعم الصناعة المصرية وتأهيل قدراتها الإنتاجية والبشرية للمنافسة محليا وخارجياً، كما تستطيع المنصة استيعاب أكبر عدد من الشركات، حيث رصدت الدراسة التى أعدتها الشركة نحو 300 ألف شركة صغيرة ومتوسطة بالسوق.

وأشار إلى أنه طبقا لمؤسسة الأبحاث العالمية جارتنر فإن مايكروسوفت من أفضل المنصات والشركات من حيث تأمين المعلومات بداية من نظام التشغيل وقواعد البيانات والاتصالات وحتى المنصات والمراكز السحابية cloud computing.

وفيما يتعلق بحلول مايكروسوفت الأمنية، أوضح أن شركته تقدمت للحكومة بمقترح لتأمين عدد من المحافظات السياحية، أبرزها الأقصر، ولم يتم الرد عليه حتى الآن، وهو عبارة عن حل أنتجته شركة مصرية من شركاء مايكروسوفت- سوفت تك- وتم تنفيذ فكرتها فى مشروع «أبو ظبى آمنة» لصالح جهاز الشرطة هناك.

لا ننظر للتحديات.. ولكن نبحث عن الفرص

وفيما يتعلق بتحديات السوق الحالية، قال إن شركته لا تنظر للتحدى، ولكنها ترى الفرص الممكنة لها عبر 3 محاور، هى المساعدة فى عملية إنشاء الشركات، وتنمية رأس المال البشرى من خلال الاستثمار فيه، وميكنة الضرائب وتبادل المعلومات وإتاحتها وتداولها.

وذكر أن مبادرة «مصر تعمل» لتدريب شباب الجامعات والخريجين أصبحت نموذجا للتطبيق فى بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، موضحا أن الشركة بحاجة لنشر هذه المبادرة بشكل أوسع وأشمل لتغطية عدد أكبر من المستفيدين بالتعاون مع وزارتى الاتصالات والقوى العاملة وكذلك مبادرة INSPIRE WOMEN.

من ناحية أخرى، أكد عبد القادر أن إستراتيجية نشر الأجهزة الذكية من الموبايل والتابلت بالسوق المحلية تتجه نحو تمكين المستخدمين من الاستفادة بالربط بين الأجهزة وكل البيانات للحصول عليها فى أى مكان، ويلعب نظام التشغيل ويندوز 10 دوره فى هذا الصدد بجانب التطبيقات وأجهزة SURFACE.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل