المحتوى الرئيسى

إرث كاسترو.. كيف ألهم وأفزع ذلك الثوري الراحل شباب العالم على مدى نصف قرن؟

11/27 06:21

تخلو كوبا من أي شارع يحمل اسم كاسترو، كما لا يوجد تمثال تكريماً له، إلا أن فيديل كاسترو لم يكن يريد هذا النوع من التقدير، فقد جعل كوبا حياته من البداية للنهاية، وفقاً لتقرير نشر بصحيفة "الغارديان" البريطانية.

كان كل شيء بطريقة ما يحمل بصمة رجل واحد، ركض الأطفال بالأوشحة الحمراء في رقابهم إلى المدارس المجانية، واقتصاد العائلات في استخدام مناديل الحمامات في بيوت آيلة للسقوط، وتمتع المتقاعدون بالعلاج الطبي المجاني، وامتلاء الصحف بالدعاية المحلية المتكررة.

سوف يتدارس المؤرخون تركة كاسترو لعدة عقود قادمة، بينما تتضح إنجازاته الثورية وفشله في كوبا للجميع حالياً، التي لا تزال تحمل طابع نصف قرن من "الفيدلية"، رغم الإصلاحات في السنوات الأخيرة.

بذل "الزعيم الأسطورة" جهداً كبيراً في إدارته التفصيلية لكوبا، إذ حول تلك الجزيرة الكاريبية إلى مختبر اقتصادي وسياسي واجتماعي، والذي أبهر وروع وألهم العالم في آن واحد.

قال دان إريكسون المحلل في مركز أبحاث Inter-American Dialogue، ومؤلف كتاب "الحرب الكوبية": "عندما تولى فيدل السلطة عام 1959، لم يتوقع الكثيرون أنه قد يستطيع أن يحدث تغييرات جذرية في المجتمع الكوبي، وأن يغير أولويات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، وأن يصنع له أتباعاً على مستوى العالم".

ويعد الجانب السلبي الأكثر وضوحاً في تركته هو نقص الموارد، إذ تميل الأمور بالنسبة للكوبيين العاديين إما إلى نقص في الضروريات، مثل المواصلات والإسكان والطعام، أو الارتفاع الكبير في الأسعار، مثل الصابون والكتب والملابس.

واستمرت المشاكل منذ أن سلّم فيدل الرئاسة إلى شقيقه راؤول عام 2008، رغم الانفتاح على الولايات المتحدة، وتشجيع عمل الشركات الصغيرة منذ ذلك الحين، إلا أن الدولة لا تزال تسيطر على نصيب الأسد في الاقتصاد، كما تدفع متوسط أجر شهري أقل من 15 جنيهاً إسترلينياً، وهو ما اضطر الكثيرين إلى السعي لتحصيل دخل إضافي بأي طريقة ممكنة، بما في ذلك البغاء والفساد متدني المستوى، أما المحظوظون فيجنون العملة الصعبة من خلال عملهم في السياحة، أو من خلال تحويلات الدولار من أقاربهم في فلوريدا.

ويتميز الكوبيون بحكمتهم العفوية، كما يستطيعون العيش بكرامة في ظل ظروف مادية ضيقة، إلا أنهم يتوقون إلى تحسُّن الظروف.

يقول ميجيل الذي يبلغ 20 عاماً أثناء مراقبته بحزن لأحذية أديداس المعروضة في أحد المتاجر بشارع نيبتون: "نريد شراء الأشياء الجيدة والأشياء الرائعة كما تشترونها في بلادكم".

يلقي كاسترو باللوم على حصار الولايات المتحدة في المعاناة الموجودة في بلاده لمدة طويلة، زاعماً أن هذا الحصار الخانق كلف اقتصاد كوبا المليارات، ومع ذلك، يقول معظم المحللين والعديد من الكوبيين إن التخطيط المركزي الفاشل، والرقابة الخانقة، كانوا أكثر فتكاً بالاقتصاد، وقد شاعت مزحة قديمة تقول "أنهم يتظاهرون بالدفع لنا، ونحن نتظاهر بالعمل".

بفضل مجانية التعليم والرعاية الصحية التي يحظى بها الجميع، تفتخر كوبا باحتلال المراكز الأولى عالمياً في تعلم القراءة والكتابة، ومتوسط الأعمار، بينما تسبب الكوماندا في وصول البلاد إلى أدنى مستويات الفقر، نافياً التزاماته تجاه العديد من الأحياء الفقيرة في أميركا اللاتينية.

وتعد جمعية هافانا للمكفوفين إحدى الأشياء المثالية اللامعة في هذا المكان، إذ يقول ليسبت، وهو طبيب شاب يعمل في مناوبات طويلة: "نحن نتعامل مع كل مريض على حدة، هذه وظيفتنا وطريقة مساهمتنا في الثورة والإنسانية".

استمر كاسترو في أسر قلوب الناس وعقولهم رغم انسحابه بشكل كبير من الحياة العامة خلال العقد الأخير من حياته، فقد تسبب اشتداد مرضه في ملازمته حديقة منزله الواقع في منطقة Zone Zero، وهي منطقة شديدة الحراسة في هافانا، وقد أدى ظهوره السابق من خلال بعض الصور التي تظهره وهو ممسك بآخر طبعة من صحيفة "جرانما" التي تصدرها الدولة، إلى دحض الشائعات المتكررة عن وفاته، كما كان يكتب في بعض الأحيان عموداً في هذه الصحيفة، موجهاً انتقاداً حاداً إلى انجراف كوبا إلى اقتصاديات السوق، وتسوية الخلافات مع الولايات المتحدة الأميركية.

كان من الواضح أن نفوذ كاسترو قد تلاشى، وعلى الرغم من مقابلته البابا فرانسيس عام 2015، إلا أنه قد قضى مع نباتاته وقتاً أكبر من الذي قضاه مع القادة المحليين والدوليين، وقد أصبح شخصية تاريخية أكثر منه شخصية سياسية حتى قبل مماته.

قال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين المقيمين في هافانا، والذي توقع أن يكون موته رمزياً أكثر من أهميته السياسية، إن "فيدل كان شخصية بارزة على مدار عدة عقود، إلا أن راؤول هو من كان بيده القرار"، وأضاف: "هل كان وجوده عقبة في سبيل الإصلاحات؟ ربما قد يكون هناك بعض التأثير على الشباب الكوبي، إلا أننا لن نرى تغيراً كبيراً في السياسات الكوبية بعد رحيل فيدل، ربما إذا مات راؤول سيكون الأمر أكثر تأثيراً، لأنه سخر قيادته لدعم الإصلاحات".

كانت كوبا قد اتخذت مسارها بالفعل بعيداً عن حقبة فيدل، سالكةً نفس الخطوات التدريجية التي سلكتها الصين بعد موت ماو تسي تونغ، أو فيتنام بعد رحيل هو تشي منه.

سرّحت الدولة قرابة مليون موظف في ظل خطة التطوير الاقتصادي لعام 2010، وأتاحت الفرص لإقامة صناعات صغيرة، مثل paladares و casas particulares، وهي مطاعم تديرها العائلات، أو الفنادق المنزلية، كما مُنح المزارعون مزيداً من الاستقلالية، ومميزات سعرية من أجل إنتاج أكبر للغذاء.

خففت الحكومة أيضاً القيود المفروضة على السفر للخارج، وحررت الحد الأعلى للأجور، وألغت قيود بيع السيارات، وتعاقدت مع شركاء خارجيين لبناء منطقة تجارة حرة في القاعدة البحرية السابقة ماريل، بينما كانت أكبر التغييرات في المجال الدبلوماسي، إذ وطدت كوبا العلاقات مع الفاتيكان، ووقعت اتفاقاً تاريخياً مع الولايات المتحدة لتخفيف حدة توترات نصف قرن من الحرب الباردة.

تظل كوبا هي الجزيرة التي أثر فيها فيديل كاسترو أكثر من أي رجل آخر، إذ يتجول الناس على الأرضية الرخامية وسط ميدان الثورة، ويقفون في المكان الذي اعتاد كاسترو الوقوف فيه عندما كان يلقي خطاباته الطويلة أمام الجماهير التي كانت تتخطى أعدادها المليون، كما تستطيع أن ترى كيف أن الثورة أعادت تشكيل البلاد بشكل كبير.

أحد هذه الجوانب هي الصور العملاقة المضاءة ليلاً لاثنين من مساعديه، تشي جيفارا على وزارة الداخلية، وكاميلو سينفيجوس أمام وزارة الاتصالات.

يمكنك أن ترى من بعيد الأبراج التي كانت فيما سبق مقرات للشركات الأميركية الكبرى التي أممها كاسترو، مثل ITT وجنرال إليكتريك، وبعض الفنادق مثل هافانا ليبر، التي كانت مملوكة لرجال عصابات أميركيين، لكنها تحولت لملكية الدولة بعد ذلك.

أكثر الأشياء التي تعجب السياح، وفي نفس الوقت تمثل معاناة للسكان المحليين، أنه من السهل جداً تذكر كيف كانت الحياة في كوبا في أوائل أيام الثورة، وذلك لأن المدينة بالكاد تقدمت للأمام خلال النصف قرن اللاحق للثورة، بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة على البلاد، وأصبحت كوبا في عهد كاسترو عبارة عن كبسولة زمنية، ورغم بعض الإصلاحات الجزئية في مظهر البلاد قبيل زيارة البابا فرانسيس عام 2015، إلا أن هناك العديد من الشوارع لا تزال تحتوي على واجهات استعمارية بالية، وأحواض أشجار مدمرة تبدو وكأنها موجودة منذ عقود.

ما زالت فنادق المافيا في السابقة تحتفظ بجزء من طلائها منذ أن كان يتردد عليها رجال العصابات مثل ماير لانسكي وتشارلز لوتشيانو المعروف بتشارلز المحظوظ، وبالطبع لا تزال السيارات الكلاسيكية من الخمسينات مثل بويك وكلايسلر وأولدموبيل وشيفروليه تسير في شوارع ماليكون.

يقع حي لاتيمبا المتهدم بالقرب من ميدان الثورة، حيث انخرط الشاب فيديل كاسترو من خلال عمله كمحامٍ في دفاعه عن المجتمع المحلي لسكان الأكواخ ضد استبعادهم من أراضيهم لصالح المقاولين العقاريين.

قال جوفيليو شينيا -أحد المواطنين كبار السن- إن "التغيرات التي أحدثتها الثورة في حياته الخاصة لم تكن كبيرة، إلا أن أبناءه وأحفاده استطاعوا دخول الجامعة"، وجدير بالذكر أن هذه هي الأجيال الأولى في عائلاتهم التي تمكنت من فعل ذلك.

يتذكر شينيا سماع خطابات القائد من داخل منزله، والتحية العسكرية بإطلاق 21 طلقة نارية التى كانت ترج الجدران، وتهز أدوات المائدة، كان هناك غناء وصياح من الجماهير، ثم يسود الصمت عندما يبدأ كاسترو في الحديث، يقول شينيا: "كانت بعض الخطابات أفضل من الأخرى، كنت آمل أن يستمر في السلطة أكثر من ذلك".

ليس الجميع متأكدون من ذلك، ففي كلية الحقوق في جامعة هافانا، حيث درس كاسترو القانون عام 1945، هناك الكثيرين الذين يعبرون عن إعجابهم بالزعيم السابق للبلاد، بينما هناك العديد ممن يعتقدون أنه كان عقبة في طريق التنمية.

قال أحد الطلبة: "أفضل شيء فعله فيدل لكوبا أنه قدم لنا الرعاية الصحية المجانية على أعلى مستوى في العالم"، وأضاف أن "أسوأ الأشياء التي فعلها هي تأخر التغييرات الاقتصادية، وأنه إذا قام فيدل وراؤول بهذه الخطوات مبكراً، كانت العديد من المشاكل الحالية قد حُلت ببساطة".

يحلم هذا الطالب أن يؤسس مكتبه القانوني الخاص، إلا أن ذلك لا يزال مستحيلاً، ويقول إن السبب يرجع إلى أن "الحكومة تفضل أن تحتفظ بالمحامين والمحاكم تحت سيطرتها"، وبالتالي يفكر هذا الطالب بالانضمام إلى شقيقه الذي انتقل إلى الولايات المتحدة مؤخراً، وعلى الرغم من كل ذلك، يفتخر بتاريخ بلده وجامعته، ويقول: "إنه لشيء عظيم أن تكون هذه المدرسة قد درس فيها رمز كبير مثل فيدل كاسترو".

مازال الكثيرون يحملون المشاعر الحارة تجاه إل جيف ماكسيمو "El Jefe Máximo"، على الرغم من سياساته الاقتصادية المدمرة، وذلك بسبب أن الناس يقدرون انتصاراته القومية أكثر من إخفاقاته الشيوعية، كما أن الملهم الرئيسي لكاسترو لم يكن كارل ماركس، بل كان خوسيه مارتي، بطل الاستقلال الكوبي في القرن التاسع عشر، وبينما حارب الأخير لطرد المستعمر الإسباني، قضى كاسترو على سيطرة الإمبريالية الحديثة من خلال طرد الشركات ورجال العصابات الأميركية، جمهورية الموز في السابق هي الآن فخر السيادة.

قال كاميلو جيفارا، ابن رفيق كاسترو في السلاح إرنستو تشي جيفارا، إن "هذه الإنجازات آمنة بالرغم من المبادرات الأخيرة من واشنطن".

قال كاميلو جيفارا في معهد تشي جيفارا الذي أُسس لكي يحافظ على الإرث الفكري لجيل والده: "لقد غيرت الثورة الوضع الراهن، وأسست قاعدة لهذه الأمة تقوم على استقلال وسيادة وتقدم واقتصاد مستدام، هذه هي الطريقة التي أوصلتنا لما نحن عليه الآن".

تتضح الرسالة في متحف الثورة، حيث تُعرض غنائم أوائل حقبة كاسترو بشكل بارز خارج المبنى الذي كان القصر الرئاسي من قبل، تجد هنا يخت جرانما، الذي أبحر به كاسترو برفقة 81 من رفاقه الثوار من المكسيك عام 1956 لبدء الحرب ضد الدكتاتور فولجينسيو باتيستا المدعوم من الولايات المتحدة، يوجد أيضاً في المتحف، محرك طائرة التجسس الأميركية U-2 التي أُسقطت عام 1962 أثناء أزمة الصواريخ الكوبية، أما داخل المتحف فتوجد معروضات وصور مختلفة تصور كيف تحدت تلك الجزيرة الصغيرة تحت قيادة كاسترو، القوة الأميركية العظمى، برغم التهديد بالإبادة النووية.

بالنسبة لكثير من كبار السن الكوبيين، كانت تلك الأوقات الأكثر رعباً وتهديداً في حياتهم، ويرجعون الفضل لكاسترو في قدرته على قيادة البلاد خلال هذه الفترة.

الحقبة المبكرة في حكم القائد

يتحدث فرانك لوبيز (مدرس متقاعد) باعتزاز عن تلك الحقبة المبكرة في حكم القائد، ويقول: "كان شيئاً مرعباً، إذ كانت الطائرات الأميركية تحلق بسرعة على ارتفاعات منخفضة محطمةً النوافذ بسبب صوتها، تدربنا جميعاً على استخدام البنادق والرشاشات، وكنا نقوم بالحفر كل ليلة، ولكن لم يحدث شيء في النهاية، وذهبنا جميعاً إلى المدرسة، يجب على الناس الوقوف في وجه الولايات المتحدة في الكثير من الأحيان".

وعلى الرغم من إعجابه بالإصلاحات الصحية والتعليمية التي أجراها كاسترو، إلا أنه ليس حزيناً عليه، كما أنه يشير أيضاً إلى الصعوبات الاقتصادية، وجهاز أمن الدولة سيئ السمعة، فقد وُضع تحت المراقبة لمدة 6 سنوات بسبب أحد أصدقائه الذي تآمر على كاسترو.

تعد تلبية احتياجات نقص المواد الغذائية الأساسية هي المشكلة الكبرى التي تواجهه هذه الأيام، يقول لوبيز: "علينا أن نعمل عملاً إضافياً لكي نحصل عليها، ولم يتغير ذلك الأمر منذ أكثر من 20 سنة"، ويضيف "نحن ندين بالفضل للثورة على ما قدمته في مجال الصحة والتعليم، ولكن حتى متى يجب أن ندين بهذا الفضل".

حينما أصبح كاسترو رمز الكفاح المسلح في جميع أنحاء أميركا اللاتينية، اختفت المجموعات المسلحة القديمة من الساحة العامة في بلاده بمجرد استلامه زمام الحكم، وأدى الاستيلاء على الأملاك، والقيود المفروضة على الدين، والقبض على المشتبه في عدائهم، إلى تزايد كره الكثيرين له، وبالأخص في الطبقة الوسطى القديمة، وهو الشعور الذي امتد لأجيال.

يقول أنطونيو روديلز إنه عندما كان طفلاً، تمرد بعد علمه بمصادرة ممتلكات والدته، وإعدام ابن عمه بعد الاشتباه فيه أنه عميل لجهاز الاستخبارات الأميركي، ويضيف: "لقد قالوا لي باستمرار إن فيدل والدك، وأجبت بأنه ليس كذلك، لقد كرهته لإجباري على فعل أشياء لا أريدها، لقد كبرت وعرفت أن هذا النوع من الأنظمة ليس طبيعياً".

يرأس أنطونيو اليوم جماعة معارضة تسمى Citizen Demand for Another Cuba، وغالباً ما تعرض للاعتقال والضرب، ويوضح: "لقد ترك فيدل كوبا في ظلام، إرثه فظيع، لقد دمر العائلات والأفراد وهيكل المجتمع".

كبرت روزا ماريا بايا أيضاً على مشاهدة نضال والدها ومعاناته من نظام لا يتسامح مع الرأي المخالف، إذ قاد أوسوالدو بايا حملة من أجل انتخابات حرة، واعتقل للمرة الأولى بسبب معتقداته الدينية، كما سجن بعد ذلك بسبب حملته السياسية، ولقي حتفه في حادث عام 2014، وتعتقد روزا ماريا أن العملاء الحكوميين الذين كانوا يتبعونه قد أخرجوه عن الطريق بالقوة، وتقول إن "كاسترو قد ترك إرثاً من الاستبداد الذي لم يتغير حتى الآن، على الرغم من الإصلاحات السطحية والاتفاقات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة".

وتؤكد روزا أن "الشعب الكوبي لم يكن لديه أي خيار منذ الخمسينات"، وتضيف أن "والدها قضى 3 سنوات في معسكر العمل القسري بسبب أنه كاثوليكي، كما سجن الآخرون معه لأنهم شواذ جنسياً، أو يرتدون ملابس بشكل خاطئ، والحقيقة أنك لا يمكن أن تكون مختلفاً عن خط سير فيدل وراؤول".

منذ الستينات وصاعداً، راقبت إدارة المخابرات بفجاجة المعارضين، وقد تعرض الكثيرين منهم للضرب من قبل قوات الشرطة، أو سُجنوا لسنوات، وعلى الرغم من إطلاق سراح عشرات السجناء السياسيين في أعقاب الاتفاقية بين كوبا والولايات المتحدة، اعتقل العديد من النشطاء وتعرضوا للمضايقات قبل زيارة باراك أوباما عام 2016، وزيارة البابا فرانسيس العام السابق.

بالمقارنة بالماضي، هناك مجال أكبر قليلاً للنقد، وفرص سفر أكثر بكثير، وشعور أقل بالأزمات، قد تكون كوبا لا تزال أكثر توافقاً مع فنزويلا من الولايات المتحدة، إلا أنه من الواضح أنهم يخفون نواياهم أكثر مما جرت عليه العادة فترة حكم فيدل، وتختلف البلاد اليوم عن تلك التي أقامت اللوحة التي تتلاشى الآن في شارع سلفادور أليندي، والتي سجل عليها مقولة الزعيم الاشتراكي التشيلي "أن تكون شاباً غير ثوري، هو على الأرجح تناقد بيولوجي".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل