المحتوى الرئيسى

صناعة الحلي والإكسسوارات فرصة عمل للنازحات

11/26 23:05

في ثلاثة مخيمات للنازحين بوسط وأطراف مدينة سامراء، قامت المتطوعة إيمان أحمد كاظم بتدريب النازحات على صناعة الحلي والإكسسوارات. وفي كل مرة كانت تزور فيها هذه المخيمات لتقديم المساعدات، كانت تراودها فكرة إيجاد فرص عمل مناسبة للنساء النازحات.

وهذه المخيمات تسكنها العوائل النازحة من مدينتي الأنبار وصلاح الدين منذ العام 2014. وتقول إيمان، التي تعمل في وظيفة حكومية وتتطوّع خارج أوقات العمل، في حديثها لموقع (إرفع صوتك) إنّ إحدى النساء التي تتطوع بدورها لمساعدة النازحين طلبت منها عام 2015 أن تدرّب النازحات على صناعة الحلي، كونها ماهرة في هذه الحرفة.

قبلت إيمان بالمهمة لكي تساعد النساء بالتخلص من مسألة المساعدات “التي يبدو فيها نوع من الإذلال في الكثير من الأحيان. كما أن عمل النازحة يجعلها متفائلة وإيجابية”.

وتشير إلى أنه من الممكن لمشاعر اليأس والإحباط أن تقود النساء النازحات إلى الانحراف أو التورط بإعمال إرهابية أو الانتحار. “من هذا المنطلق كنت أفكر كثيراً بضرورة مساعدتهن على العمل”.

المعارض التي تقام في الجامعات

نازحات – عمل – صناعة الحلي

وبدأت إيمان مشوارها في تجهيز النازحات برأس مال تبرع به أحدهم وكان مقداره مليون ونصف المليون دينار عراقي (ما يعادل 1200 دولار أميركي تقريبا)، اشترت به إيمان المواد الأولية لصناعة الحلي والإكسسوارات من سوق الجملة في الشورجة بالعاصمة بغداد، ووزعتها على النازحات اللواتي أنجزن التدريب بنجاح.

ومن ثم بدأت عملية التسويق التي دائما ما تتخذ من المعارض التي تقام في الجامعات والكليات مكاناً لها. والآن، بعد أكثر من عام على البداية، بات عدد النازحات اللاتي يعملن في صناعة الإكسسوارات 20 امرأة، بينما أصبح عدد اللواتي يتدربن الآن أكثر من 23 نازحة، بعدما كان العدد المجموع لا يتجاوز 10 نساء.

ولا تميل إيمان كثيراً إلى عرض السلع التي تنتجها النازحات على المحال التجارية، بل تعتمد على الهواة وعشاق هذا النوع من الإكسسوارات في تسويقها وبيعها.

وتحكي إيمان لموقع (إرفع صوتك) تجربتها في العمل مع النازحات اللواتي أتقن صناعة التحف من الخرز والمواد المستخدمة في صناعة الحليّ والإكسسوارات، وكيف أنهن بدأن يعتمدن على هذا المشروع كلياً في توفير لقمة العيش.

ومؤخراً بدأت إيمان بافتتاح ورشة لتعليم خياطة الملابس بالقرب من المخيمات. وتشير إلى  أن التحدي الأكبر ليس في تدريبهن وتعليمهن، بل في تسويق السلع المصنعة. “هنا تبرز مهمتنا الحقيقية. وهي العمل على توفير أسواق مناسبة لتصريف هذه السلع”.

وتشير إلى أن النازحات بحاجة للدعم، وخاصة الدعم الذي يتوافر من بنات جنسهن. وتعتقد أن “تشجيعهن يساعدهن في الاستمرار بالعمل وكذلك في إضفاء الجودة على منتجاتهن”.

 وجذب المشغل الذي قامت بإنشائه إيمان اهتمام العديد من النازحات اللواتي تحدثن عن حاجتهن الشديدة إلى مصدر رزق لأسرهن.

وتقول شفاء قدوري، 40 عاماً، إنها حين استلمت مبلغ 150 ألف دينار (ما يعادل 127 دولارا أميركيا)، وهو إيراد بيع الحلي التي صنعتها ، انفجرت بالبكاء.

“لم أمسك بيدي أي مبلغ من المال منذ نزوحنا في العام 2014″، تقول شفاء مشيرة إلى أن زوجها مقعد نتيجة إصابته بشظية من انفجار عبوة ناسفة يوم هروبهم من مدينة الرمادي.

وتضيف أنّها وبسبب عملها في صناعة الحلي والإكسسوارات، استطاعت مساعدة زوجها في الخروج من أزمته النفسية، إذ كان يشعر بأنه صار عاجزاً عن أداء واجبه في توفير لقمة عيش أسرته.

 أما الحاجة أم عادل وهي أم تفرّق أبناؤها الذكور في فوضى هروبهم من مدينة صلاح الدين عام 2014، وبقيت بصحبتها بناتها الثلاث فقط. تقول إنها بعدما فقدت الأمل في معرفة مصير أبنائها الثلاثة ووالدهم، قررت البدء من جديد. ودفعت ببناتها لتعلم صناعة الحلي والإكسسوارات لتوفير القوت اليومي.

وتضيف في حديثها لموقع (إرفع صوتك) أنها تسير معهن لأكثر من ساعة يومياً من المخيم إلى المشغل، ويعملن لأربع ساعات في اليوم في صناعة الحلي والإكسسوارات مقابل الحصول على خمسة آلاف دينار عراقي (ما يعادل 455 دولار أميركي تقريباً) لكل واحدة من بناتها شهريا.

*الصور: صناعة الحلي والإكسسوارات فرصة عمل للنازحات/إرفع صوتك

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

المغرب – بقلم زينون عبد العلي: من أحد أحياء مدينة تطوان شمال المغرب، حيث عاش طفولته...المزيد

صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي: يعيش صادق هائل، 40 عاما، ظروفاً معيشية صعبة بعد أن دفعت به...المزيد

بغداد – بقلم دعاء يوسف: “نجحنا في الهرب من داعش سيراً على الاقدام، لكن ثمن ذلك...المزيد

بغداد – بقلم دعاء يوسف:  ما إن تفتح بهية محمود نافذة غرفتها التي تطل على زقاق...المزيد

بغداد – بقلم دعاء يوسف: تحني سعاد خليل، 46 عاماً، رأسها على ماكنة الخياطة وهي تتحدّث...المزيد

بغداد – بقلم دعاء يوسف: “بدأنا نفقد الأمل في أنه من الممكن تحقيق ديموقراطية حقيقية عبر...المزيد

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل