المحتوى الرئيسى

دوامات الفشل تلتهم "أردوغان".. 4 صخور حطمت أحلام السلطان العثماني.. الاتحاد الأوروبي أغلق الأبواب في وجهه.. وحلفائه تساقطون بالمنطقة العازلة.. والمشروع الإخواني "رهانه الخاسر"

11/26 21:06

الطريق إلى السلطنة العثمانية محفوفًا بالمخاطر، ورغم ذلك دأب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ‏منذ توليه حكم البلاد في 2014، على نثر الأحلام الوردية هناك وهناك، والتي ظن فيها إنها ستؤوله إلى ‏حلمه الأكبر، الذي وقف أمامه عثرات عدة، وبدت الأحلام تنفلت من بين يديه الواحدة تلو الأخرى.‏

رحلة دامت نحو 29 عامًا، لهثت فيها تركيا باختلاف سلاطينها نحو امتلاك عضوية دائمة أو مؤقتة داخل ‏الاتحاد الأوروبي، وقفت أمامها عثرات عدة، أدت في النهاية إلى تحطيم الحلم العثماني على يد ‏‏"أردوغان"، بسبب سياسته القمعية والتهديدية التي لم تجد مع القارة العجوز.‏

الرحلة بدأت عام 1987، حين تقدمت تركيا بطلب رسمي للانضمام للاتحاد، ووقعت اتفاقية اتحاد ‏جمركي معه، وباتت عام 1999 مرشحًا رسميًا للعضوية الكاملة به، إلا أن الألفية الجديدة حملت ‏صعوبات عدة وقفت حائل أمام التحول من فكرة الترشيح إلى الانضمام.‏

وتنوعت الأسباب بين تراشق للتهديدات والاتهامات من قبل الاتحاد وتركيا منذ 2004 وحتى الآن، إلى قانون مكافحة الإرهاب ‏الذي عمدت إليه أنقرة خلال عام 2014، ورغبتها في تطبيق عقوبة الإعدام داخل بلادها، حتى قُصم ظهر ‏حلم "أردوغان" بالانقلاب الفاشل الذي أثير خلال يونيو الماضي وما تبعه من عنف وقمع.‏

وبالأمس، صوت عضاء البرلمان الأوروبي، لصالح قرار يطالب المفوضية الأوروبية وحكومات 28 دولة ‏من أعضاء الاتحاد، بتجميد مفاوضات انضمام تركيا مؤقتًا، وهو ما دفع "أردوغان" للتهديد والتنديد معلنًا ‏أنه سيضرب بقضية اللاجئين عرض الحائط.‏

من أحلام "أردوغان" التي لم يستطع تحقيقها حتى الآن، بل يُمكن وصفه بإنه فشل في ذلك، هو إنشاء ‏منطقة عازلة على الحدود التركية السورية، بدعوى حماية بلاده من خطر الأكراد، إلا أنه الواقع يؤكد ‏سعى السلطان العثماني لتحقيق حلم "أتاتورك" الأكبر باستعادة أراضي السلطنة وأمجادها وتتريك ما ‏حولها.‏

فحلم المنطقة العازلة ليس بجديد، إلا أن تركيا أعادته للواجهة مع اندلاع ثورة الربيع العربي السوري عام ‏‏2011، وأيدتها فيه المعارضة السورية ودشنت تظاهرات بعنوان: "جمعة المنطقة العازلة"، لتؤيديها أنقرة ‏وتبدأ في دعم المعارضة ضد الرئيس السوري "بشار الأسد".‏

وحين تولى "أردوغان" حكم تركيا عام 2014، سار على نفس الحلم، بل أنه رفض في البداية الانضمام ‏إلى التحالف الدولي ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا وعلى رأسها "داعش"، بدون مقابل وهو إقامة ‏المنطقة العازلة شمالي سوريا.‏

وتمنع الرئيس التركي من الانخراط في التحالف الدولي لمحاربة "داعش" رغم إصرار أمريكا، سعيًا منه ‏للحصول على ثمن لدخول التحالف، ولم يتجاوب الموقف الدولي مع الرغبات التركية، لكون إنشاء ‏منطقة عازلة ليس على جدول أعمال الدول الأخرى المنضوية في التحالف، ورأى كثيرون أن ‏الرفض الأمريكي بسبب عدم رغبة "باراك أوباما" في صراع النظام السوري لحساب تركيا.‏

وبشكل عام، فالمنطقة العازلة تنشأ كي تفصل بين طرفي نزاع وتقيم مساحة تحظر فيها الأسلحة، وهي ‏مساحة برية قد تترافق مع أخرى جوية يمكن أن تكون أوسع،يؤكد بعض الخبراء العسكريين أن عمقها ‏يجب أن يصل إلى 40 كيلو متر.‏

ويتمخض النظام التركي كل فترة بمحاولة جديدة لتحقيق حلم الإمبراطورية العثمانية، عبر تحويل بلاده ‏من ‏النظام البرلماني إلى الرئاسي، والذي أعلن مؤخرًا رغبته في اجراء استفتاء شعبي بشأن تطبيق هذا ‏النظام بغية تهميش منصب رئيس الوزراء، ‏وتوسيع صلاحياته كرئيس لتركيا‎.

ومنذ أن كان "أردوغان" زعيم بلدية "إسطنبول"، وهو يلهث خلف ذلك الحلم، فظل يدعو إلى ‏إصدار ‏دستور جديد يمهد تحول النظام السياسي في البلاد، ويمنح الرئيس صلاحيات أكثر الأمر الذي ‏يتطلب ‏موافقة البرلمان بأغلبية الثلثين لإدخال تعديلات على الدستور التركي‎.‎

خلال عام 2014، تحقق حلم الزعيم العثماني باجراء انتخابات رئاسية كان هو الفائز فيها، وهي ‏مرحلة ‏مهمة في مشروع النظام الرئاسي الذي يطمح إليه، وبعد توليه حكم البلاد، دعا إلى إصدار دستور ‏جديد ‏يضمن تحقيق ذلك، بدعوى تسريع نمو وتطوير الدولة التركية.‏‎

جاءت دعوته تزامنًا مع إعلان حزب العدالة والتنمية وقتها عن وجود بند خاص للتحول إلى ‏النظام ‏الرئاسي داخل برنامجه الانتخابي في الانتخابات التشريعية، وسعى منذ تلك اللحظة إلى حصول ‏حزبه ‏الحكم على أكثر مقاعد، ما يعزز من صلاحيات منصب الرئيس عبر البرلمان.‏‎

وبالفعل جرت الانتخابات التشريعية ولكنها أطاحت بحلم العثماني، بعد فشل حزبه في الحصول على ‏الأغلبية إذا فاز بنسبة ‏‏40.19 % من مقاعد البرلمان، وحاول "أدوغان" إنقاذ نفسه بالدعوة إلى تشكيل ‏حكومة ائتلافية تضمن ‏مصالح ومشاريع العدالة والتنمية ولكن فشلت محاولته ليقرر عقد انتخابات ‏برلمانية جديدة، بعد حل البرلمان في أغسطس إعمالًا بالدستور‎.

وفاز حزبه في الانتخابات بأغلبية ساحقة للمقاعد في الجمعية الوطنية الكبرى بـ317 من 550 ‏مقعدًا، ‏ودعا "أحمد داود أوغلو" رئيس الوزراء الأحزاب السياسية التركية إلى الاجتماع والاتفاق على دستور ‏جديد، ‏والهدف من هذا التعديل هو التمهيد للانتقال إلى النظام الرئاسي، إلا أن حكومته رحلت قبل أي ‏تغيير، ‏ولجأ "أردوغان" بعدها للحديث عن الاستفتاء الشعبي.‏‎

وجلب دعم "أردوغان" الدائم لجماعة الإخوان المتاعب والخسائر الكبرى عليه، فلم يجني منه ‏الرئيس التركي أي شيء، ولم يستطع المشروع الإخواني أن يحقق النجاح المنشود، في الدول العربية كلها ‏بشكل عام، ومصر بشكل خاص.‏

ظهر الدعم الأردوغاني للجماعة خلال فترة حكم الرئيس المعزول "محمد مرسي"، فحدث تقارب شديد على ‏المستويات السياسية والاقتصادية كافة ، وزيارات متبادلة بعد وصول الجماعة للسلطة في مصر خلال ‏عامي 2011 و2012. ‏

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل