المحتوى الرئيسى

"الحصري" قيثارة السماء إلى الأرض.. أول من سجل المصحف المرتل للإذاعة وقرأ القرآن بالبيت الأبيض.. رؤية منامية بشرت بعظمته.. واستقباله في ماليزيا مشهد نادر الحدوث

11/26 21:06

ليس في عذوبة صوته مثل، هو تماما كالرحالة الإيمانية القادر على السباحة بقلوب وعقول مريديه في بحر من الفيوضات الإلهية، عبر آيات بينات من الذكر الحكيم، تخرج كاللؤلو المكنون من فم قارئ، لتصبح كالدر المنثور، الذي ليس في خشوعه وسكينته شىء.

هو أحد ألحان السماء المهداة إلي الأرض، تمكن من التربع علي عرش دولة التلاوة عبر ما يقرب من نصف قرن من عمر الزمن، رحل ولكنه كالعظماء من أقرانه، يرحل الجسد ويبقي الأثر، فهو ممن كُتب لهم البقاء أحياء يرزقون المحبة من قلوب أهل الأرض، إنه القارىء الشيخ محمود خليل الحصري، والذي توافق تلك الأيام ذكري وفاته.

في العقد الثاني من القرن العشرين، وفي بشارة مبكرة تنذر بميلاد أحد الأعلام القرانية الخالدة، رأي والده في منامه رؤية ربانية، شاهد من خلالها سلسلة ظهره علي هيئة عنقود عقب، يتهافت الجميع علي الظفر بأحد حباتها، مستمتعين بطعمها الآخاذ.

وعندما عرض والده تلك الرؤية علي أهل العقد والحل، بشروه بغلام حليم، سيأتي من نسله، تبلغ شهرته الآفاق، وأوصوه بأن يحفظه القرآن.

وفي عام 1917 ولد الشيخ الحصري بقرية شبرا النملة بمحافظة الغربية، وبدأ في تلمس طريق القرآن، وهو في الرابعة من عمره في كتاب القرية، وتمكن من لفت الإنتباه لموهبته مبكرا.

أتم "الحصري" حفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره، لكن حالت قوانين الأزهر وقتها من التحاقه به، باعتباره مازال في المهد صبيا، لم يبلغ الثانية عشر من عمره، حتي أتم الموعد المنتظر، ليصبح بعدها طالبا في المعهد الديني بطنطا.

أجاد الشيخ الراحل تلاوة القرآن وتجويده، حتي أتم القراءت العشر للمصحف لاحقًا، في ظاهرة فريدة آنذاك، ليتم تعينه قارئا بالمسجد الأحمدي بطنطا.

ولما بلغ "الحصري" أشده واستوي علي عوده، تقدم للإختبار في الإذاعة المصرية، وكان لموهبته الفضل في أن يحصد المركز الأول علي مستوي المتقدمين للإمتحان القرآني، ليتم بعدها اعتماده قارئا بها.

بدأ صيت الشيخ محمود خليل الحصري في الإنتشار والذيوع، عقب تعينه قارئا بمسجد الحسين بالقاهرة، ليقوم بعدها بتسجيل القرآن الكريم كاملًا بصوته للإذاعة المصرية، أتبعه تعينه مفتشا للمقارىء المصرية، ليتدرج بعدها في المناصب، حتي أصبح شيخ العموم.

يعود الفضل للشيخ الحصري بجانب آخرين في إنشاء إذاعة القرآن الكريم، بعدما عرض علي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الفكرة، بهدف مواجهة المد الرامي لتحريف آيات الذكر الحكيم، بعد انتشار نسخ محرفة من المصحف، تطعن في صميم الإسلام في الأدغال الأفريقية.

وبالفعل وافق "عبد الناصر" علي الطلب، وظلت الإذاعة قائمة علي صوته لمدة عشر سنوات متتالية، قبل أن يقوم بعدها لاحقا بتسجيل القرآن برواية "ورش عن نافع"، وبقية الروايات الأخري، ثم اختتمه بتسجيل المصحف المعلم والمجود وغير ذلك من التسجيلات الأخري.

للشيخ الحصري العديد من المؤلفات الإسلامية القرآنية، أبرزها أحكام القرآن الكريم، ومعالم الاهتداء إلي الوقف والابتداء، ورحلاتي في الإسلام.

ويحفل سجل الشيخ الحصري بالرحلات الإسلامية، الشاهدة علي علو منزلته، فكانت البداية إلي دولة الهند، عندما اصطحبه الرئيس "عبد الناصر" معه خلال قمة قمة المؤتمر الإسلامي، والتي شهدت حضور الزعيم الهندي "نهرو".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل