واشنطن بوست: جثث الموتى.. مادة جديدة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قائلةً إنَّه اتخذ منحنى جديدًا هذه المرة ويتمثّل فيما أسمته "الصراع على جثث القتلى والموتى".

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي نشرته اليوم السبت على موقعها الإلكتروني: "مرّ عامان الآن على اختفاء الملازم في الجيش الإسرائيلي هادر جولدن والذي تمَّت رؤيته للمرة الأخيرة عندما تمَّ سحبه إلى داخل أحد أنفاق حماس خلال الحرب على قطاع غزة في عام 2014، وتمَّت استعادة بعض من معداته مُلطخة بالدماء، وهو ما اعتبرته الأدلة الجنائية دليلًا كافيًّا لإعلان موته أثناء تأدية خدمته".

ونقلت الصحيفة عن ليا جولدن والدة "الملازم": "لن نكتشف طريقة أخرى لإنهاء حزننا، إلا عن طريق إعادة جثته للمنزل".

وذكرت الصحيفة: "شيء رهيب ألا يكون لديك جثة أقاربك لتدفنها، وهذه ليست فقط المعضلة التي تواجهها عائلة جولدن، حيث تواجه عائلة جندي إسرائيلي آخر يُدعى آرون شاؤول نفس المعضلة، في استعادة جثة ابنهم".

وتابعت: "تعتبر إسرائيل أنَّ احتفاظ حماس بجثث وأشلاء الجنود الإسرائيليون أفعالًا وحشية للغاية، ولكن الواقع أكثر تعقيدًا من هذا، حيث يقوم كلا الجانبين بهذا الأمر".

ومضت الصحيفة تقول: "لم تُعِد إسرائيل جثث 19 من مُقاتلي حماس، قتلتهم أثناء الحرب على غزة في 2014، وتحتفظ إسرائيل الآن بجثث المهاجمين الفلسطينيين الذين تقتلهم خلال محاولتهم الهجوم أو الاعتداء على الجنود الإسرائيليين، خلال السنة الحالية التي شهدت أعمال عنف كبيرة بين الجانبين".

وجاء في التقرير: "طبقًا لجمعية الأسرى الفلسطينيين في رام الله، والتي تقتفي آثار تلك الحالات، فإنَّ إسرائيل احتفظت بجثث أكثر من 130 شخصًا خلال السنة الماضية، واحتفظت بهم لمدد تتراوح من أيام إلى شهور، وما زالت تحتفظ بجثث 20 شخصًا حتى الآن في المجمدات الخاصة بالمشارح الإسرائيلية، وقالت إسرائيل إنَّها تحتفظ بتلك الجثث لتحارب الإرهاب".

وقالت الصحيفة: "يتّهم كل جانب الآخر باستخدام هذه الجثث كأوراق مساومة، وكل منهم يشجب ويدين الأعمال غير الإنسانية والتي تنتهك القانون الدولي".

التقرير ذكر: "تحتفظ حماس بجثث الجنود الإسرائيليين على أمل أنّ تقوم بمساومات من أجل إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتقول إسرائيل إنّها تحتفظ بجثث المُقاتلين الفلسطينيين لوقف الهجمات الإرهابية المستقبلية، ولعدم استثارة الجنازات التي يقوم فيها الفلسطينيون بالتلويح بأعلامهم وتمجيد أبطالهم، وتحريض الجمهور على الأخذ بالثأر من السلطات الإسرائيلية".