'كريستيان فييري الجديد' .. المهاجم الكلاسيكي الأكثر تكاملًا في أوروبا - Goal.com

            كانت الدموع تغلب أندريا بيلوتِّي حين كان عليه أن يأتي كل يوم إلى فراشه مبكرًا في صباه، بينما كان رفاقه يسهرون ويمرحون مساء كل يوم سبت، ما قال عنه مهاجم تورينو "كان علي أن العب في اليوم التالي" .. لكن، حتى بعد ذلك، علم بيلوتي جيدًا أن لا شيء يأتي سهلًا في هذا العالم. والده روبيرتو علمه أهمية التضحية منذ أن كان شابًا يافعًا. حيث تحدث لصحيفة لا جازيتُّا ديلُّو سبورت قائلًا "حين كان بناءً في ميلانو، كان عليه أن يترك المنزل في السابعة صباحًا ويعود في السابعة مساءً بركب محطمة، لكنه كان يلعب كرة القدم معنا رغم ذلك". "أخبرني والدي أنني إن لم أترك الملعب منهكًا تمامًا فذلك يعني أنني لم أقدم كل شيء. أحب القيام بعمل جاد". كل من شاهد بيلوتي يلعب سيعي أن تلك الكلمات ليست من فراغ، فهناك القليل فقط من اللاعبين ذوي الرقم 9 الملتزمين أكثر منه في عالم كرة القدم حاليًا، ولا يوجد كثر بمثل اكتماله. في الواقع، بيلوتي هو اللاعب الوحيد في دوريات أوروبا الخمسة الكبرى الذي سجل 3 مرات على الأقل بيمينه، 3 مرات بيساره وثلاث مرات برأسه حتى الآن هذا الموسم. في المجمل، أحرز بيلوتي 13 هدفًا في 17 مباراة لناديه ومنتخب بلاده منذ 21 أغسطس. بيد أن بيلوتي ببساطة يبدأ من حيث انتهى في الموسم الماضي. فقد أحرز 12 هدفًا في الدوري الإيطالي 2015-16 مع تورينو، منها 11 هدفًا في مرحلة الإياب، وهو ما يجعل عام 2016 هو عام انفجار موهبته. اقترن اسم الهداف الإيطالي بمانشستر يونايتد وليفربول، بينما قيل أن تورينو رفض 35 مليون يورو من أرسنال مباشرة قبل غلق باب سوق الانتقالات الصيفية الماضية. نتيجة لذلك، أصبح الجراناتا على وشك التجديد لأفضل لاعبيهم بشرط جزائي قيمته 90 مليون يورو (متاح فقط للأندية الأجنبية، في ظل عدم استعداد التورو لخسارة اللاعب لنادٍ من الدوري الإيطالي). يالها من خطوة ذكية من جانب تورينو، فقد قال نجم هجوم يوفنتوس وميلان الأسبق فيليبُّو إنزاجي أن صاحب الـ22 عامًا جاهز لفريق كبير، بينما يعتقد المدرب المخضرم فابيو كابيلُّو أن الفريق العنابي اكتشف "فرانشيسكو جراتسياني" جديد. أما هداف أودينيزي وميلان السابق أوليفر بيرهوف، فقد اندهش من مستوى بيلوتي مع إيطاليا في المباراة الودية ضد إسبانيا بميلانو الأسبوع قبل الماضي، معتبرًا أنه ذلك النوع من المهاجمين الذين تفتقدهم ألمانيا منذ مدة. لا شك أن حاجة إيطاليا لمهاجم من طرازعالمي تبدو أكبر، فهم ربما لم يمتلكوا ذلك المهاجم الفذ منذ اختفاء كريستيان فييري من على الساحة العالمية. هذا ما جعل مدافع يوفنتوس وريال مدريد الأسبق وبطل العالم مع إيطاليا في 2006 فابيو كانُّافارو يرى في بيلوتي لمحات من زميله السابق. حيث قال "بيلوتي يملك أسلوبه الخاص. إنه يهاجم بالكرة جيدًا بيمينه وبيساره. إنه قوي بدنيًا ويبدو مثل بوبو فييري. لكنه لاعب يركض ويقاتل لـ90 دقيقة. الجميع يحبونه: المدربون والمشجعون، لأنه لا يترك بوصة دون أن يركض فيها". وذلك هو المفتاح، فمن الصعب تذكر لحظة كان فيها فييري بمثل تلك الهمة على أرض الملعب، أو تخيل عودته للفراش مبكرًا في أي وقت من مسيرته الكروية. في الحقيقة، هناك فارق مهول بين كلا اللاعبين خارج أرض الملعب. ففييري لعب لعدد هائل من الأندية يعادل عدد النساء التي رافقها، بينما بيلوتي لا يتحفزه الشهرة أو الشهوة. فقد قبل تخفيض راتبه 400 ألف يورو للانتقال إلى باليرمو، وقد وجد بالفعل المرأة التي يود أن يشاركها حياته، جورجيا، ومن المنتظر أن يتزوجا في مسقط رأسها صقلية الصيف المقبل. بالتأكيد لا ينقص بيلوتي الطموح، فهو يؤمن أنه قادر على أن يحصد أشياء عظيمة في مسيرته. شعاره هو "الحدود، مثل المخاوف، عادة تكون أوهامًا"، وهي مقولة شهيرة وشمها أسطورة كرة السلة الأمريكية مايكل جوردان على ذراعه. وقد قال "حياة مبنية على افتراضات بشأن "حالتك" لا تصنع شيئًا سوى علاقات كاذبة". لكن، أكثر من أي شيء آخر، تقود بيلوتي الرغبة في الاعتناء بأولئك الذين اعتنوا به، عبر الاستفادة القصوى من القدرة التي وهبها له الله يدرس تحركات سيرخيو أجويرو، لذلك يعمل بجد على أرض الملعب، لذلك يوفر الكثير من المال لتقديمه لمن يحب، وذلك هو ما يجعله يؤكد أنه لن يترك هوس النجاح يتمكن منه. "أريد أن يستمر الناس في رؤية أندريا ابن مدينة جورلاجو لأنني لم أتغير ولو قليلًا. ما زلت حريصًا على أن أكون شخصًا جيدًا أكثر من حرصي على أن أصبح لاعبًا جيدًا".