المحتوى الرئيسى

الجيش السوري يتقدم في شرق حلب وسط قتال عنيف

11/26 18:49

قالت مصادر متطابقة إن الجيش النظامي السوري والميليشيات المتحالفة معه سيطروا على قطاع كبير في حي مهم بشرق حلب، الخاضع للمعارضة، اليوم السبت لكن قتالا ضاريا للسيطرة على المنطقة السكنية لا يزال جاريا.

وقال مصدر عسكري سوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها سيطرت على نحو 80 في المئة من حي هنانو على خط الجبهة الشمالي الشرقي من القطاع الخاضع للمعارضة. وقال المصدر العسكري السوري إن "الجيش يأمل في تأمين المنطقة بالكامل خلال ساعات."

وكشف مسؤول في الجبهة الشامية ،وهي واحدة من أكبر الجماعات التي تقاتل نظام الأسد في شمال سوريا ولها مقاتلين في هنانو، عن أن الحي يشهد معارك كر وفر وإن قوات النظام سيطرت على نحو نصف الحي. ويقول معارضون إن أغلب هنانو خال من السكان منذ أشهر.

وذكر الإعلام السوري الرسمي أن الجيش وفر "ممرا آمنا لنحو 150 شخصا للخروج من هنانو" وأظهرت صور بثها مجموعة من الناس داخل مركز استقبال قالت وسائل الإعلام إنهم سكان تم إجلاؤهم.

وتقدم الجيش بهجوم بري وجوي على طرف القطاع الشرقي من المدينة في خطوة تقول المعارضة إنها تهدف إلى تقسيم شرق حلب إلى شطرين. وحلب التي كانت أكبر مدن سوريا قبل الحرب مقسمة بين قطاعين غربي يخضع لسيطرة الحكومة، بينما تسيطر المعارضة على الشرق، الذي تقول الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 250 ألف شخص محاصرون داخله. والسيطرة على كل حلب سيكون انتصارا كبيرا للنظام السوري وحلفائه، بعد أعوام من الحرب.

يخضع نحو 250 ألف شخص في أحياء شرق حلب الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة لحصار منذ أن قطع الجيش بمساعدة من فصائل مسلحة مدعومة من إيران وسلاح الجو الروسي آخر طريق يؤدي إلى تلك الأحياء في أوائل يوليو تموز.

تتضارب الرويات حول فرص المدنيين من الهرب من القصف. ففيما تقول الحكومة السورية إن مقاتلي المعارضة يمنعون السكان من المغادرة، تقول جماعات معارضة وسكان في شرق حلب إن الناس يحجمون عن استخدام الممرات خوفا من وجود قناصة أو قنابل أو القبض عليهم.

وصف روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الوضع في شرق حلب قائلا إنه: "بشع جدا فعلا.. أعني أن الكلمات تعجز عن وصفه... على الرغم من توقفات عارضة فإن الصورة بشكل عام بشعة."

حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي فشلت جهوده للتفاوض إلى تامين الوصول إلى حلب الشرقية، "الوقت ينفد" بالنسبة لتفادي كارثة إنسانية في تلك المنطقة.

ويتعرض مدنيون يقيمون في القسم الغربي في حلب الخاضع لسيطرة النظام لهجمات دامية تشنها فصائل المعارضة لكن المساعدات الإنسانية لا تزال تصل إلى هذه الأحياء.

أعلنت الأمم المتحدة انه لم يعد هناك أي مستشفى قيد العمل في القسم الشرقي من مدينة حلب السورية الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة وحيث يقيم أكثر من 250 ألف مدني. والمستشفيات كانت هدفا متكررا لعمليات القصف المكثفة التي يقوم بها النظام السوري.

وكالات الأمم المتحدة وبينها منظمة الصحة العالمية لم تعد قادرة على الوصول إلى شرق حلب منذ تموز/يوليو حين سيطر الجيش السوري على آخر طريق إمداد إلى الإحياء الشرقية ما أدى إلى وقف وصول الأدوية والمواد الغذائية إليها منذ أكثر من أربعة أشهر.

ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يقول "يجري عزل وتجويع المدنيين ويتعرضون للقصف ويحرمون من الرعاية الطبية والمساعدة الإنسانية من أجل إجبارهم على الاستسلام أو الفرار. إنه تكتيك متعمد من القسوة لزيادة معاناة الشعب من أجل مكاسب سياسية وعسكرية وأحيانا اقتصادية". مشيرا إلى وجود مليون شخص تحت الحصار في سوريا. ( كتابة وإعداد: علاء جمعة)

وفي جبهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت إنه تم إبرام اتفاقين لخروج مقاتلي المعارضة بأسلحتهم من أجزاء من ضواحي دمشق فيما تكثف القوات النظامية من هجماتها على المناطق المتبقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة حول العاصمة. وقال المرصد إن اتفاقا لبدء خروج مقاتلي المعارضة بأسلحتهم من مخيم سيطبق اعتبارا من اليوم السبت. ويأتي الاتفاقان في إطار محاولات الحكومة السورية إبرام اتفاقات محلية مع مقاتلي المعارضة في المناطق المحاصرة والتي تتضمن ضمان ممر آمن لمقاتلي المعارضة للتوجه لمناطق أخرى خاضعة لسيطرتهم.

ويقول مقاتلو المعارضة، الذين يحاربون ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إن تلك الاتفاقات جزء من استراتيجية حكومية للتهجير القسري من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بعد حصار وقصف على مدى سنوات.

إلى ذلك دوت سلسلة انفجارات السبت داخل مستودع أسلحة وذخيرة في معسكر مشترك تابع للمقاتلين الأكراد وقوات التحالف الدولي بقيادة أميركية، في شمال شرق سوريا، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر كردي محلي. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس بأن "خمسة انفجارات على الأقل هزت محيط بلدة تل تمر الواقعة في شمال غرب مدينة الحسكة"، موضحا أنها "ناجمة عن انفجار مستودع أسلحة وذخيرة في معسكر يتواجد فيه مقاتلون أميركيون".

وأوضح مصدر قيادي كردي محلي لمراسل فرانس برس في الحسكة، أن المعسكر "ليس قاعدة بحد ذاته بل يضم مستودع أسلحة وذخائر، ويشرف عليه الأميركيون إلى جانب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية". وقال إنه تسبب بسقوط عدد غير محدد من الجرحى تم نقلهم إلى مستشفى ميداني للعلاج.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل