المحتوى الرئيسى

الدولة تهمل الآثار الإسلامية..قمامة ودعارة ومخدرات بمنطقة "السبع قباب"..أساطير وخرافات فك السحر..زواج العانس..إنجاب العاقر.. تسيطر على عقول البسطاء.."الدماطي" وعد بالتطوير وأنهى فترته بشعار"أقوال لا أ

11/26 13:08

- أنشأها الحاكم بأمر الله بعد أن قتل وزيره وعائلته لتغييرهم المذهب الشيعي

- الشموع والحنة لتحقيق الأمنيات.. الأهالي يتبركون بترابها

- سيدة: شفناهم بيصلوا الفجر مع المليكة.. ولو غضبوا علينا بيعملوا حرائق

- أحمد كريمة: التبرك بالأضرحة ورجاء الإنجاب بدعة.. وأدعوا العلماء لنشر مفاهيم الشريعة

- رئيس قطاع الأثار: مش اختصاصي.. ومسئول الأثار الإسلامية يرفض الرد على هاتفه!!

استمرارًا لحملة "الدستور" للتحذير من المناطق الخطرة بجبل المقطم والتي قد تتحول بين ليلة وضحاها إلى كارثة إنسانية جديدة على غرار الكارثة التي وقعت في سبتمبر من العام 2008 وأدت إلى مصرع وإصابة نحو 60 شخصًا وتهدم نحو 35 منزلًا تحت أنقاض صخور الدويقة.

توابع الانهيارات الصخرية، لم تقف عند هذا الحد ففي عام 2014 انهارت صخور من جبل المقطم بجوار برج الإذاعة نتيجة تساقط الأمطار بكثافة والتي جرفت كميات منها حتى وصلت الى طريق المحور المتجه لصلاح سالم وأدت لتعطل الحركة المروية، وتكررت الواقعة في فبراير من هذا العام وأدى إلي سقوط بعض الصخور لإغلاق مطلع المقطم في الإتجاه القادم من صلاح سالم والأوتوستراد أمام حركة السيارات.

نتناول في الجزء الثاني من التحقيق ، زاوية أخرى لا تقل أهمية عن كارثة العشوائيات والمناطق الخطرة، حيث ينتشر الجهل ويغيب التقدم وتنعدم التنمية لا تستغرب أن تنتشر الأساطير والخرافات في هذا المجتمع المتخلف عن التنمية والتحضر، لا بفعله هو ولكن بتقاعس الدولة في تأهيل بنيته الأساسية للتنمية ونشر الوعي والثقافة والتعليم.

توجهنا في جولة إلى منطقة "السبع قباب" أو"السبع بنات" كما يطلق عليها أهالي منطقة منشاة ناصر وتحديدًا بمنطقة عزبة خير الله بالمقطم، وهي موقع أثري إسلامي، حيث روى لنا الأهالي أن قصة هؤلاء الفتايات تتمثل في تواجدهن بهذه المنطقة قبل مئات السنين حيث كان لهم حظًا من المال حتى خرج عليهم عدد من -الشبيحة- وقاموا بسرقتهم وقتلهم ودفن جثثهن في هذه القباب، ويعتقد الأهالي أن أرواح الفتايات تسكن هذه القباب حيث يسمعون صراخهم ليلًا في وقت مقتلهم.

ونفي لنا بعض الأهالي هذه الرواية مؤكدين أن أصل قصة السبع بنات يرجع إلى العصر الفاطمي حيث أنشأها الحاكم بأمر الله العبيدي عام 400 هجرية، والذي قام بقتل أحد وزرائه يدعي "أبي سعيد الحسين بن علي المغربي" عام 1010 ، وقتل جميع أفراد عائلته لخروجهم عن المذهب الشيعي، وعندما شعر الحاكم بأمر الله بالذنب جراء ما فعله، قرر إقامة هذه القباب تكريما للقتلي وتخليدًا لذكراهم، بينما قال بعض الأهالى إن الناس حينها شعروا بالحزن على الوزير وبناته السبعة فأقاموا لهم هذه القباب تخليدًا لذكراهم.

هذه القباب كانت قد تهدمت في أواخر العصر الفاطمى ثم جدد بناؤها وأطلق عليها اسم " مصلى الشريفة "، وتم التجديد والبناء فى العصر الأيوبى على يد "محمد بن عبد الله بن الأرسوفى الشامي" التاجر سنة 577هـ 1181م، ثم حُرِّف الاسم بعد ذلك وأصبح " قبة خضرة الشريفة"، ويرجع ذلك لاحتواء القباب على رفات أحد أفراد البيت الفاطمى وهو ولى العهد "عبد الرحيم بن إلياس" ربيب الحاكم بأمر الله - ابن زوجته- وهى كانت زوجة عم الحاكم وتزوجها بعد وفاة عمه.

الاضرحه الاربعة المتبقية لها أهمية معمارية و فنية مميزة لانها تمثل نماذج قديمة للاضرحة الاسلامية فى مصر، القبب الاربعة يوضحوا تطور القبة فى مصر، و القبة هى الغطاء للضريح فى مصر الذى حل محل المصطبة أو الهرم فى مصر القديمة.

وبعيدًا عن الخرافات والأساطير تري هذا الموقع الأثري البالغ من العمر نحو 1000 عام يحيطه القمامة، حيث سقطت القباب وبدت بعض الشروخ تظهر على جدران هذه القباب، ولا يجد حارسًا من الدولة يحميها من الهدم أو الأعمال المنافية للآداب التى تمارس بداخلها ليلًا بخلاف تعاطي المخدرات كما شاهدنا "حقن" الماكس بداخل حرم القباب أثناء مرافقة أحد الأهالي لنا خلال جولتنا بالمنطقة، إلى جانب بعض الملابس النسائية وزجاجات الخمور، ما يشير إلى إقامة الخارجين عن القانون سهرات حمراء وأخرى زرقاء بتعاطي المخدرات والمواد الممنوعة.

فك السحر وزواج العانس وإنجاب العقيم

يقوم بعض الأهالي بالتبرك بهذه القباب حيث نسجت حولها أساطير منذ مئات السنين بأنها تقي من شر السحر والحسد بل ولها دور في إنجاب العقيم وزواج العانس، كما أخبرنا بعض الأهالي، فيقول محمد على،:" السبع بنات لها تأثير فعال لتحقيق الأمنيات فتأتي النساء لتضع الشموع وتمسح الحنة في جدران القباب وتتبرك بترابها لتحقق أمنيتها بينما تربط أخريات الأعمال في الجدران لفك السحر.

وفاجئتنا إحدي السيدات، -رفضت ذكر اسمها-، قائلًة:" الستات بتيجي تتمرمغ في التراب، والعضم اللى هنا علشان تحمل وبعد 3 شهور بيجوا بالطبل والزغاريد، بعد الحمل".

وتابعت:" احنا شفنا السبع بنات بيصلوا الفجر وأمامهم الملائكة، وكمان لو غضبوا علينا بيولعوا في الزبالة، ويطلعوا بشعرهم في أوقات "، وهكذا يصبح الجهل هو المتحكم في عقول شعبنا وتنشأ أجيال وأجيال لا تستطيع أن تغير هذه التخاريف بعد أن أصبحت معتقدات لديهم في ظل إهمال الدولة للتوعية والتطوير والتعليم بل حتى مجرد الاهتمام بهذه الآثار.

تواصلنا مع الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، استنكر الأفعال والاعتقادات الخاطئة لمن يقومون بالتبرك بهذه الأضرحة بغية رجاء الإنجاب وفك السحر، قائلًا:" هذه بدع وخرافات والإسلام وضح سبل اللجوء إلى الله حيث قال تعالى "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب" وقال أيضًا " وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله "، وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم " إذا سألت فاسأل الله " وبهذا يكون التشريع الإسلامي حدد سبل اللجوء إلى الله لتحقيق الرجاء وهو الدعاء والأخذ بالأسباب".

وأضاف كريمة، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"،:" هناك تبرك مشروع مثل الصلاة بمساجد الصحابة والتابعين رجاء البركة لكونهم صلوا في هذه المساجد، أما ما يفعله العامة من أمور رجاء الإنجاب والحسد وغيرها من الأضرحة فهم يعذرون لجهلهم طالما لم يتعمدوا ولا يحكم عليهم بالكفر والشرك وأهل العلم عليهم أن يعلموا الناس الالتزام بالشريعة دون تكفير أو تشريك لهم"

وزير الآثار السابق، ممدوح الدماطي، قام بجولة في يوليو 2015 بالمنطقة وتفقد المواقع الأثرية بعزبة خيرالله، ووعد الأهالي بالنظر في أمر الأثار المُهملة، وأصدر تعليماته بالانتهاء فورًا من استكمال السور الذي يُحيط بالمنطقة، لحمايتها من التعديات.

الوزير السابق قال،:" إن منطقة عزبة خيرالله تحوي العديد من المواقع الأثرية التي تعاني الإهمال وأشكال التعديات المختلفة نظراً لوقوعها في منطقة عشوائية وغياب الوعي والدعايا الكافية لهذه المواقع، مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى إلى تطوير المنطقة ووضعها على خريطة المنشآت السياحية بالقاهرة، إلى جانب إقامة فعاليات ثقافية وأنشطة خدمية يمكن أن تعود بالنفع على الأهالي و تصبح نواة لتنمية المنطقة بأكملها، وذلك نظراً لصعوبة تحويلها إلى مزار سياحي إسلامي بسبب وجود العشوائيات وصعوبة وصول السياح إليها"، إلا أن الوزير رحل وبقي الوضع بقي كما هو عليه حتى الآن.

وفي سبتمبر من العام ذاته اعتمد الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، الخريطة المساحية للحدود الجديدة للقاهرة التاريخية، أثناء تواجده بتفتيش آثار منطقة الفسطاط، خاصةً أن الخريطة لم يتم تحديثها أو تعديلها منذ عام 1991.

وبالتعاون بين الإدارات المختلفة بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية وخصوصا إدارة المساحة والأملاك وتفتيش منطقة آثار الفسطاط، تفقد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، منطقة آثار قباب السبع بنات بمنطقة مصر القديمة والفسطاط والوقوف على حالتها للحفاظ عليها، بيد أن ذلك المسئول أيضًا لم يحرك سوى لسانه الذي صرح بما تقدم ويبقى الحال كما هو عليه.

اتصلنا برئيس قطاع الآثار المصرية محمود عفيفي، والذي أخبرنا بعدم اختصاصه بالرد على سؤالنا حول ما انتهت إليه الوزارة بشان تطوير منطقة أثار السبع قباب، وأخبرنا بالتواصل مع رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية سعيد حلمى، إلا انه لم يجب على هاتفه رغم تكرار الاتصال أكثر من مرة.

حملت أماكن متعددة على مستوى محافظات الجمهورية اسم السبع بنات، كمسجد السبع بنات بشارع بورسعيد بالعتبة، وضريح السبع بنات في قرية البهنسا بمحافظة المنيا، والتي تقع على بعد 16 كيلو مترا من مركز "بنى مزار"، شمالى مدينة المنيا، حيث جرت على أرضها واحدة من أكبر حوادث الفتوح الإسلامية عام 22 هجرية، وعلى رمالها سالت دماء العشرات من جنود الفتح الإسلامى الذين واجهوا جيش الرومان، لذا يطلق عليها أرض الشهداء.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل