ثلاثية "الحرب والطفل والمرأة" في سوريا .. "الشبكة السورية لحقوق الانسان" ترصد مقتل أكثر من 44 ألف طفل وامرأة

ثلاثية "المرأة والطفل والحرب" ولا ينبغي لها أن تتحد، أما "المرأة والطفل والحب" وقعها أفضل، معناها أوقع، ومستقبلها أجمل، بعد أن ازلنا منها حرف "الراء" الذي تبدأ منه كلمة رأي، التي تنتهي في أوطاننا بالقتل.

في سوريا يموت الطفل في حضن أمه، في سوريا لا يعرف القاتل أن هذا الطفل برئ، وأن أمه ترعاه، لا يفكر في أن الانسانية تمنع قتلهم، ولا أن هناك مواثيق وأعراف دولية لحماية المدنيين كافة في أوقات الحروب، وبشكل خاص النساء والأطفال.

بالأمس، كان اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، ومن سيكافح من وماذا !! القتل هناك في سوريا، وفي اليمن، والعراق وغيرهم من بلدان أفريقيا، الأرض تشبعت بالدماء، بدلًا من أن تروي بالماء.

وتزمنًا مع اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المراة، أصدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الذي ترصد فيه العنف الذي وجه ضد المرأة بالذات منذ إنطلاق الثورة السورية في مارس من العام 2011، نقولها مرة واحدة، قتلت 22823 امرأة في سوريا منذ بدء الصراع.

اعتمد التقرير علي أرشيف الشبكة اليومي منذ العام 2011 كما اعتمد علي روايات بعض الضحايا الناجيات من عمليات التعذيب في سجون النظام او المعارضة المسلحة، يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة في مقمدمة التقرير، أنه ليس من السهل أن تصرح أمرأة بشكل علني أو بإسم مستعار عما تعرضت له من انتهاكات".

يقول التقرير ان من بين الأكثر من 22 ألف امرأة قتلت، كان النضام صاحب نصيب "الاسد" من عمليات القتل بمعدل يفوق الـ 20 ألف ويتوزع الباقون علي الروس وداعش وجبهة فتح الشام وقوات الادارة الذاتية الكردية، وايضًا فصائل المعارضة المسلحة وقوات التحالف الدولي.

وقد يكون القتل اكثر رحمة من الجلوس علي بلاط المعتقلات، فقد وثق التقرير ايضًا اعتقال 8413 من قبل القوات الحكومية، وأوضح التقرير ان من بين المعتقلات 2418 مختفيات قسريًا.

وجاءت قوات الادارة الذاتية الكردية في المركز الثاني باعتقالها 1819 مرأة، وتلتها داعش بـ 714 أنثي، أما فصائل المعارضة المسلحة 789.

وكانت الشبكة قد أصدرت قبل عدة أيام تقريرها ايضًا بشأن الاطفال، والذي أوضحت فيه أن أكثرمن 22 ألف طفل قتلوا خلال الصراع الدائر هناك من العام 2011، وايضًا احتل نظام الأسد النصيب الاكبر، بعدد 20676 طفل، كما وثق التقرير اعتقال 11044 طفل، بينهم 2819 مازالوا قيد الاعتقال، مع العلم بأن المقصود بالطفل هو من لم يتجاوز الـ 18 من عمره، فيما توزع الباقون علي الروس وداعش وفتح الشام والتحالف الدولي والمعارضة المسلحة.