المحتوى الرئيسى

ورحل أبو الثورات.. كاسترو

11/26 21:01

رحل مساء أمس الأول الزعيم الكوبي التاريخي فيدل كاسترو عن عمر 90 عاما. قال راؤول كاسترو عبر التلفزيون الوطني: توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية قبل أن يختم إعلانه مطلقا هتاف الثورة: «حتى النصر دائما». ولم يوضح راؤول كاسترو أسباب الوفاة، لكنه قال إن الجثة ستحرق بناء على وجهتيه.

وأعلنت السلطات الكوبية الحداد الوطني لـ9 أيام، بعد ساعات على وفاة كاسترو. وأعلن مجلس الدولة، اعتبارا من أمس السبت وحتى الأحد 4 ديسمبر. وأوضحت الهيئة العليا للسلطة في كوبا أن كل الأنشطة والعروض العامة ستتوقف بشكل خاص.

 كان الزعيم الكوبي قد هيمن على المشهد السياسي في بلاده منذ نجاح الثورة التي أنهت حكم الديكتاتور باتيستا عام 1959، قبل أن يتحدى الولايات المتحدة لعقود، مختتما مسيرته بتسليم السلطة لشقيقه راؤول.

وفي أبريل 2011 تخلى عن آخر مسئولياته الرسمية السكرتير الأول للحزب الشيوعي الكوبي لشقيقه راؤول، المسئول الثاني في الحزب منذ تأسيسه عام 1965.

وعلى مدار 50 عاما، ظل فيدل كاسترو شوكة في حلق الولايات المتحدة، حتى صورته واشنطن وحلفاؤها «شيطانا»، لكنه ظل صاحب مكانة فريدة في قلوب عشاق الاشتراكية في أمريكا اللاتينية وإفريقيا، حتى رحيله.

فمنذ انتزع الثوار بقيادته السلطة عام 1959 من الديكتاتور باتيستا، حكم فيدل كوبا بقبضة قوية تغطيها كاريزما طاغية، فأقام دولة الحزب الواحد وأصبح أكثر من مجرد رئيس للبلاد. ومنذ الإطاحة بالنظام الرأسمالي في كوبا، تمكن كاسترو من كسب قلوب الفقراء بعد أن جعل التعليم والعلاج في تناول الجميع، مما مهد له الطريق لشعبية غير مسبوقة امتدت إلى دول أخرى.

كما اشتهر بخطاباته الطويلة المفعمة بالوعيد، والخطابة النارية التي توجه سهامها في الغالب إلى الولايات المتحدة، التي لا تبعد عن شواطئ كوبا سوى 90 ميلا.

ومنذ بداية حكمه، لم يرق نهج كاسترو السياسي للولايات المتحدة، التي بذلت جهودا كبيرة لإسقاطه، لكنها فشلت في ذلك. وفي عام 1961 تصدى نظام كاسترو لغزو دعمته الاستخبارات الأمريكية في خليج الخنازير، كما نجا من عدد كبير جدا من محاولات الاغتيال.

في المقابل، كان هناك الكثيرون من الأعداء والمنتقدين لكاسترو، معظمهم من الكوبيين المنفيين في ميامي الأمريكية المواجهة لكوبا، والفارين من حكمه، حيث يرونه طاغية ظالمة.

وساعد تحالف كاسترو مع الاتحاد السوفيتي السابق في إثارة أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وهي مواجهة مع الولايات المتحدة استمرت 13 يوما وجعلت العالم أقرب ما يكون لنشوب حرب نووية. واشتهر الزعيم الكوبي السابق بارتداء الزي العسكري وتدخين السيجار لسنوات طويلة من وجوده في السلطة.

وفي نهاية المطاف لم تكن محاولات واشنطن ولا الكوبيين المنفيين ولا انهيار الشيوعية السوفيتية وراء نهاية حكم كاسترو.. بل المرض الذي أجبره على التنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر راؤول مؤقتا في 2006 ثم نهائيا بعد ذلك.

ورغم تمجيد راؤول الدائم لشقيقه الأكبر، فإنه بدّل شكل كوبا منذ تولي السلطة وأجرى إصلاحات اقتصادية على غرار نظام السوق، واتفق مع الولايات المتحدة في ديسمبر 2014 على إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية وإنهاء عقود العداوة.

وبعد ذلك بستة أسابيع أبدى فيدل كاسترو تأييدا فاترا للاتفاق، مما أثار تساؤلات بشأن موافقته على إنهاء العداوة مع واشنطن برعاية راؤول (85 عاما).

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل