المحتوى الرئيسى

السادات في إسرائيل.. قراءة جديدة لقرار خطير!

11/25 15:11

اقرأ أيضا: المصريون وفرعون موسى.. كل عام ونحن "المفروض" بخير! المجلس القومى لحقوق الفنان! لقد كبرت يا أمي..! الوهابية.. والمايوه

حلّت منذ أيام ذكرى زيارة رئيس مصر الأسبق محمد أنور السادات، لإسرائيل في التاسع عشر من نوفمبر 1977، والتي أفضت إلى عقد أول اتفاقية سلام بين البلدين.

وعلى الرغم من مرور أربعة عقود على تلك الزيارة، إلا أن الغموض والإثارة ما يزالان يكتنفاها من كل جانب حتى يومنا هذا!

فمن ناحية.. أتباع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر أو "الناصريون"، وبعض رجالات السياسة والشخصيات العامة "غير منتمين"، يصفون تلك الزيارة بأنها عار وخيانة عظمى، واستسلام، وتفريط في الأرض والحق، كل هذا مصحوب بسخرية، وإهانات، وشتائم في حق الرئيس السادات.

أما مؤيدو السادات.. كانوا وما زالوا يرون فيه البطل، الرجل الداهية، والسياسي الفذ الماكر، الذي قلما يجود الزمان بمثله.

والسواد الأعظم من المصريين.. في تيه وحيرة من أمره، ولم يحدد بوصلته بعد، بعد مرور تلك السنوات! فهل ينحاز للسلام مع إسرائيل، ومن ثم التطبيع؟ خاصةً أن السلام في أوج قوته هذه الأيام، ولم يفتر، بل تحول لسلام دافئ!!

أما الجيل الحالي من الشباب.. أمل الأمة!! فإنه يجهل تاريخ الزيارة من الأساس، كما يجهل غيرها من أحداث هامة ومؤثرة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر!

أما مؤسسات الدولة وإعلامها.. فقد تمت الإشارة للزيارة التاريخية في برامج "حدث في مثل هذا اليوم"!

هكذا تعامل ويتعامل المصريون مع أهم الأحداث.. حالة من اللامبالاة والجهل والتجاهل، وكان الأجدر تسليط الضوء على تلك المناسبة، وإبراز سلبياتها وإيجابياتها، وظروف وملابسات سفر السادات، على الأقل لإزالة اللبس القائم، والجدل المثار، وحالة السلبية لدى البعض منذ عقود حول تلك الزيارة، ومن ثم برّأ أو اتهم السادات كما شئت..

أما إسرائيل.. الطرف الثاني والأخير لتلك الزيارة، فإنها تحتفي بها سنوياً.. ولم لا؟..

فالسادات أول وآخر رئيس دولة عربية ذات شأن وقدر يزور إسرائيل، مانحًا إياها الشرعية والاعتراف بها كدولة، ونافيًا عنها ما كان يتردد وقتها، من أنها عصابات نازحة من أوروبا أو جماعات متطرفة مسلحة، أو أنها كيان صهيوني غاصب ومحتل.. بيد أن الجرأة والشجاعة اللذين اتسما بهما السادات، وابتسامته الملازمة له طيلة فترة رحلته، كانت دليلاً على أنه لم يصبه أذى قط، هو والوفد المرافق معه.. كل هذا صب في مصلحة إسرائيل، وجعل منها دولة تحترم أعداءها..

وهكذا كانت زيارة السادات بمثابة رسالة للعالم من خلال مصر، أقوى وأهم دولة عربية بالمنطقة وقتئذ! وكانت إسرائيل في حاجة لدعاية مجانية من هذا النوع وفي تلك الفترة تحديدًا لتثبت للعالم أنها الدولة المغلوبة على أمرها، والتي دوما في حاجة للشفقة!!

وكعادته.. لم يقصر الإعلام الإسرائيلي في تناوله واهتمامه بقضايا بلده، وخدمة أهدافها (غير إعلام أم الدنيا مصر والذي يخسف دائما بها الأرض) فقابل الزيارة بترحيب وتهليل شديدين، وبث روح الفخر والاعتزاز بها، والآن يفعل الشيء ذاته، من خلال صفحة فيسبوك الرسمية لإسرائيل والموجهة للغة الضاد وأهلها، وهي صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" والتي أفردت يومي التاسع عشر، والعشرين من الشهر الحالي، منشورات عن زيارة السادات لإسرائيل ابتهاجًا وفخرًا بها، وعرض الخطاب الأشهر للسادات في الكنيست، وكان مرفقًا معه تعليق "في العالم العربي قوبل بالصدمة وفي إسرائيل بالفرحة"!!

وللأسف.. صدقت إسرائيل، فمنذ عام 1977 وحتى العام الحالي 2016، لم يتغير حال المنطقة، فمازال المصريون منقسمين حول زيارة السادات لإسرائيل، ويواجهون مشكلاتهم تجاهها وتجاه غيرها بالثرثرة، والشتائم وعدم الاكتراث أحياناً، ولم يتحركوا قيد أنملة نحو عمل إيجابي، والعرب بالفعل مازالوا مصدومين، سواء من زيارة السادات والتي لم يجن منها شيئاً حتى الآن، أو مصدومين بسبب حروب طاحنة داخلية وغير مبررة فيما بينهم حتى أوشكت دول على الفناء!!

وإسرائيل كانت ومازالت فرحانة.. فتكاد تكون الدولة الوحيدة المستقرة بالمنطقة، غير تصدرها للمراكز الأولى في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وفي أحيان باتت قبلة ومقصدا لكثير من الشباب العربي، حتى قامت الصفحة سابقة الذكر "إسرائيل تتكلم بالعربية" بعمل إحصاء عن أكثر الأسماء انتشارًا، فكان اسم (محمد) هو الأكثر انتشاراً!!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل