فتى الشاشة الأول عماد حمدي.. رحيل أخيه التوأم سطَّر نهايته الفنية.. سقط في غرام شادية ونادية الجندي.. وقبلة "لا أنام" كشفت علاقته بفاتن حمامة

40 عامًا من الثراء الفني عاش بين طياتها في ثياب شخصيات عدة، فكان أبًا حنونًا وآخر قاسيًا، حبيبًا عاشقًا وآخر معذبًا، رجلًا أرستقراطيًا وآخر كادحًا، لم يكن من هواة الثرثرة، ولكن فوق النيل أجاد مخاطبة النفس وانتقاد المجتمع، وعلى مدار أربعة عقود، أثرى هذا النجم كلاسيكيات الشاشة الفضية بأعمالًا حفرت في الأذهان بحروف من ماس، هو فتى الشاشة عماد حمدي الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم.

في محافظة سوهاج، ولد الفنان عماد حمدي في 25 نوفمبر عام 1909، واسمه بالكامل محمد عماد الدين عبد الحميد حمدى، وكان والده يعمل موظفًا، وعلى الرغم من أنه لم ينل قسطًا عاليًا من التعليم، غير حصوله على دبلوم تجارة، إلا أنه تعلم فنون اﻹلقاء أثناء دراسته الثانوية في القاهرة على يد الفنان عبد الوارث عسر.

وظهر عماد حمدي للمرة الأولى في السينما من خلال فيلم "عايدة" في عام 1942، لكن الجمهور عرفه على نظاق واسع من خلال فيلم "السوق السوداء" الذي يعده الكثير من نقاد السينما المصرية من الأفلام التي رسخت للمدرسة الواقعية في السينما المصرية، وفي حقبة الخمسينيات قدم عماد حمدي العديد من الأفلام الرومانسية حتى صار واحدًا من أهم أعمدتها خلال هذه الفترة، من بينها: ارحم حبي، بين الأطلال، لا أنام، إني راحلة.

وانطلق عماد حمدي، بعد فيلم "السوق السوداء" إلى عالم الأضواء والنجومية، ولقب بـ"فتى الشاشة الأول"، وقام ببطولة العديد من الأفلام الهامة في السينما المصرية منها "أم العروسة، وميرامار، وثرثرة فوق النيل، سيدة القطار، أبي فوق الشجرة".

وتزوج عماد حمدي ثلاثة مرات، وكانت الأولى فتحية شريف عام 1945 التي كانت تعمل مونولوجست في فرقة بديعة مصابني وأنجب منها ابنه "نادر"، ثم تزوج من الفنانة شادية وقدما معًا عدة أفلام وتم الانفصال عام 1956، وفي عام 1961، تزوج الفنانة نادية الجندي، وأنجب منها ابنه "هشام" واستمر زواجهما 13 عامًا.

كان الفنان عماد حمدي شديد التعلق بأخيه التوأم عبد الرحمن، وكان نسخة طبق الأصل منه لدرجة أن أحدًا لا يستطيع أن يفرقهما عن بعضهما حتى والديهما، حيث كانا نفس الطول ونفس درجة لون البشرة والشعر.

وفي بداية حياة التوأمين، عمل عبد الرحمن حمدي في الجمعية الزراعية الملكية، أما عماد حمدي فعمل "باش كاتب حسابات" فى مستشفى أبو الريش، لكنه لم يبتعد عن التمثيل، فكان يذهب كل يوم إلى جمعية أنصار التمثيل والسينما، بالإضافة إلى حبه هو وأخوه عبد الرحمن للموسيقى.

والتحق الإخوان بمعهد "تيجرمان" للموسيقى العالمية، وكان معظم الموسيقيين المصريين الكبار قد درسوا فيه، حتى الفنان محمد عبد الوهاب استفاد منه أيضًا.

ومنذ طفولته، كانت جميع ميول عماد حمدي للفنون، أما عبد الرحمن فكان عاشقًا للرياضة حيث انضم عبد الرحمن إلى فريق كرة القدم، وانضم عماد إلى فريق التمثيل، وذلك أثناء وجودهما بالمدرسة.

وبعد رحيل توأمه عبد الرحمن، ساءت صحة عماد حمدي، وأصيب بحالة اكتئاب شديدة واعتزل الفن وجلس فى البيت حتى رحيله، لدرجة أن شعره طال حتى وصل إلى كتفيه.

ووقف عماد حمدي، أمام جميلات السينما المصرية في أكثر من عمل فني، وتبادل الكثير من القبلات معهم، ولكن القبلة التي جمعته مع فاتن حمامة في "لا أنام" كانت محل جدل كبير، وأثارت تلك القبلة إعجاب إحسان عبدالقدوس باعتباره مؤلف العمل، ولكن كان للرقابة رأي أخر، حيث تم تصنيف الفيلم "للكبار فقط".