المحتوى الرئيسى

"مال الوقف وحرمته وتنميته".. خطبة الجمعة في مساجد أسيوط | أسايطة

11/25 12:24

الرئيسيه » اخر الأخبار » تقارير » “مال الوقف وحرمته وتنميته”.. خطبة الجمعة في مساجد أسيوط

جاءت خطبة اليوم الجمعة في مساجد أسيوط حول موضوع “مال الوقف حرمته وتنميته ودوره في خدمة المجتمع”، حسبما عممتها وزارة الأوقاف.

وقال الخطباء إن المال نعمة كبيرة من نعم الله سبحانه وتعالى، أنعم بها على الناس لتستقيم شؤون حياتهم، فهو قوام الحياة الإنسانية، بحيث لا ينكر أحد ما للمال من أهمية في تسيير أمور الحياة، والنهوض بالأفراد والأمم لتحقيق وسائل العيش الكريم، والرقي إلى مدارج التقدم، مع أن المال يكتسب هذه الأهمية في الحياة، إلا أن الإسلام جعله وسيلة لا غاية، لحفظ الحياة وقضاء الحاجات، ووسيلة للبر والصلة والتكافل بين الناس، فالمال وسيلة إذا استخدم في الصلاح كان نعمه، كما قال صلى الله عليه وسلم:”نعم المال الصالح للمرء الصالح”، وإذا استخدم في الفساد كان وبالا على صاحبه، كما قال  عليه السلام:”تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش”.

وشرحوا المال الصالح هو الذي ينفع صاحبه في دنيته وأخراه، فهو أحد الثلاثة التي يبقى أثرها بعد موت صاحبها، ولا شك أن المال الموقوف هو صلب الصدقة الجارية، ومن صور المال الممتد خيره وبركته على صاحبه، الوقف، فهو قربة يتقرب بها العبد إلى خالقه، في صورة من أعظم صور الإنفاق في سبيل الله وأكثرها نفعا، وأبعدها أثرا، ولقد سجل التاريخ بأحرف من نور صورا مضيئة للصحابة الكرام، الذين أدركوا هذا الفضل في الوقف، وأيقنوا أن ما عند الله خير وأبقى، فتسابقوا في الخيرات وأوقفوا أموالهم في سبيل الله صدقة جارية.

وأشار الخطباء إلى أن مال الوقف هو مال الله عزوجل، وهو لما أوقف له فشرط الواقف كنص الشارع فهو وجب النفاذ، ما لم يحل حراما ولا يحرم حلالا، ومن ثم تجب المحافظة عليه وتنميه واستثماره، ويحرم أكله أو تضييعه، أو التحايل بأي حيلة لاستباحته، أو الاعتداء عليه أو تسهيل الاستيلاء عليه أو الإهمال في حقه وعدم المحافظة عليه، فإن ذلك إثم كبير وجرم عظيم، ومن ثم فاحترام خصوصية الوقف ورغبة الواقف والحفاظ عليهما أمر لا مفر منه ولا محيص عنه، والضرورات في ذلك تقدر بقدرها دون توسع، كشأن من يضطر إلى أكل الميتة من أجل الحفاظ على الحياة، كما أن مال الوقف بمثابة مال اليتيم وأشد، فكلاهما نار تحرق جسد من يقترب منهما بغير حق.

فمال الوقف هو أمانة في أعناق المجتمع بأثره، لأن  نفعه يتعدى الأفراد إلى المجتمعات، وليس ملكا لفئة معينة من الناس، والقائمون عليه إنما هم أمناء في حفظه وتحصيله، وصرفه لأهله، فلا يحل لأحد أن يتعدي على جميع المسلمين.

وأوضحوا أن المتربصون بالوقف الذين يظنون أنه صيدا سهلا ومالا لا صاحب له، عليهم أن يعرفوا أن لهذا المال صاحبا لا يغفل ولا ينام، ولن ينتفع أحد بمال الوقف بغير حق فيهنأ به أبدا، إنما يكون عليهم حسرة، وللوقف أثرا كبيرا ودورا عظيما في بناء المجتمع في كثير من المجالات الاجتماعية، من رعاية لطلاب العلم، وعمار المساجد، وبناء المدارس والمستشفيات، وعلاج المرضى ورعاية المحتاجين من الفقراء والأيتام والأرامل، وكفالة المحتاجين من ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، فهو يسهم في بناء المجتمع وتحقيق أمنه واستقراره، ويقضي على الفقر من خلال رعاية الفقراء والمحتاجين ورفع مستواهم الصحي والتعليمي والمعيشي، ونشر روح التعاون والمحبة والتواصل والتراحم من أبناء المجتمع.

وحذر الخطباء من يتعدي على مال الوقف الذي هو مال الله بأي شكل من أشكال الاعتداء إنما يدخل في حرب مع الله، وهي حرب مدمرة للمعتدين على مال الوقف وحق الأيتام والفقراء والمحتاجين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل