المحتوى الرئيسى

«اقتل الديكتاتور اللى جواك»

11/24 22:11

هذه هى المرة الأولى، وربما تكون الأخيرة، التى أحرض فيها على القتل، فيا كل من تقرأ أو تسمع عن هذا المقال.. بادر بقتل الديكتاتور اللى جواك ولن تندم أبداً.

أيها القاضى.. لا تقضِ ما أنتَ قاضٍ إلا بعد أن تستمع وتنصت جيداً لكل أطراف الدعوى، وانتصر لروح القانون لا لنص جامد ربما تجاوزه الزمن، ولا تركن إلى ما تقوله أوراق التحريات وحدها، فما خفى كان أعظم، وأنت تعلم أكثر من أى شخص آخر أن هذه التحريات لا تحمل الحق أو الصواب دائماً، وتذكر أن الشك -مجرد الشك- يفسر لصالح المتهم دائماً، ولا تتردد فى قتل الديكتاتور اللى جواك.

ويا أيها الضابط الذى توفر الأمن للناس.. كن رحيماً بنفسك وأهلك، و«اقتل الديكتاتور اللى جواك»، وصدقنى ستكسب نفسك واحترام الناس، بمن فيهم المجرمون الذين تقودهم بيدك إلى غياهب السجن، سترتكب أعظم عمل فى حياتك، لن يتهمك أحد بتعذيب نفس حتى الموت، ولن يطاردك القضاء، فهذه المرة لا وجود لجريمة، ولن يخضع المجنى عليه للتشريح فى مشرحة زينهم أو غيرها بمشارط خبراء الطب الشرعى، كما أن الديكتاتور ليس له أهل ليطالبوا بثأره، والأهم من ذلك كله أنك لن تعطى الفرصة لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعى وهم شريحة مهمة من الرأى العام لكى يشرّحوك معنوياً أو يشرّحوا وزارة الداخلية هذه المرة.

ويا أيها الرئيس، داخل مؤسستك، وزارتك أو شركتك، أو مصنعك، أو داخل ورشتك، وفى كل مؤسسة كبرت أو صغرت كانت كوخاً أو قصراً.. تذكر أنك كنت يوماً ما مرؤوساً، وأكيد تعرضت لظلم وربما مظالم كثيرة، ما كان لها أن تكون، إلا بسبب «الديكتاتور اللى رئيسك طلعه عليك وعلى زملائك»، فلا تكرر المأساة، فهناك فرق كبير وبون شاسع بين «الانضباط» و«الديكتاتورية»، وبين الحزم، والقسوة، وبين الشجاعة والحماقة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل