المحتوى الرئيسى

صور نادرة| في ذكرى وفاة «لحن السماء».. محطات بارزة في حياة «الحصري»

11/24 20:57

يُعد أحد عمالقة تلاوة القرآن الكريم، اعتبره الكثيرون "لحنًا من ألحان السماء"، حيث حفر اسمه في سجلات تاريخ عالم القراءة، وظل شيخًا لقراء العالم الإسلامى طيلة عشرين عامًا.

كان يجيد قراءة القرآن بالقراءات العشر، ونال شهادة علمية فيها من الأزهر الشريف سنة 1958، كما قرأ القرآن الكريم في الإذاعات المصرية والعربية والإسلامية. 

إنه "الشيخ محمود خليل الحصري"، الذي تحل - اليوم الخميس - الذكرى الـ36 لوفاته، حيث تُوفي في 24 نوفمبر 1980.

وُلد" الحصري" بقرية شبرا النملة بالفيوم، والتحق بالكتًاب في سن الرابعة، وحفظ القرآن عند عمر الثمانية بمسجد الأحمدي بطنطا، وتعلم القراءات العشر بالأزهر.

حصل على شهاداته في هذا العلم (علم القراءات)، وفي عام 1944 تقدم إلى الإذاعة المصرية بطلب كقارئ للقرآن الكريم، وبعد مسابقة حصل على العمل.

كان أول بث مباشر له على الهواء في 16 نوفمبر 1944م، واستمر البث الحصري له على أثير إذاعة القرآن الكريم المصرية لمدة 10 سنوات.

وفي 17 أبريل 1949 تم انتدابه قارئًا في مسجد سيدي أحمد البدوي في طنطا (المسجدالأحمدي)، وفي عام 1955 انتقل إلى مسجد الإمام الحسين في القاهرة، قبل أن يُعين مفتشًا للمقارئ المصرية في عام 1957.

سافر إلى جميع الدول العربية والإسلامية، وكذلك روسيا والصين وسويسرا وكندا، حيث استقبله عدد كبير من الملوك و الرؤساء، منهم الرئيس الأمريكي، جيمي كارتر.

وقد أوصى الحصري بثلث تركته للإنفاق على مشروعات الخير، ولخدمة المسجدين اللذين شيدهما في القاهرة وطنطا، إلى جانب المعاهد الدينية الثلاثة، الابتدائي والإعدادي، والثانوي الأزهري، علاوةً على مكتبين لحفظ القرآن الكريم في المسجدين، مع الإنفاق أيضًا على حفاظ القرآن الكريم ومعلميه.

ومن المواقف الخالدة في تاريخه أن الجماهير في ماليزيا حملت سيارته على الأكتاف حينما كان بداخلها، ويُعد الحصري القارىء الوحيد الذي قرأ القرآن الكريم في البيت الأبيض.

وكان الحصري أول من سجل المصحف المرتل في أنحاء العالم برواية حفص عن عاصم.

قام الشيخ الحصري بتأليف عدة كتب منها: "أحكام قراءة القرآن الكريم، القراءات العشر من الشاطبية والدرة، معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء، الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير، أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر، مع القرآن الكريم، قراءة ورش عن نافع المدني، قراءة الدوري عن أبي عمرو البصري، نور القلوب في قراءة الإمام يعقوب، السبيل الميسر في قراءة الإمام أبي جعفر، حسن المسرة في الجمع بين الشاطبية والدرة، النهج الجديد في علم التجويد، رحلاتي في الإسلام.

يعتبر نقيب القراء، الشيخ محمد الطبلاوي، أن "الشيخ  الحصري يمثل امتدادًا لعمالقة القراءة، حيث تميز طوال مسيرة حياته العملية بالكثير من المهارات، كالجودة والإتقان في حفظ القرآن الكريم وفي أحكام التجويد والتلاوة، الحصري أثرى القراءة والإذاعة المصرية للقرآن الكريم بالكثير من التسجيلات والقراءات النادرة، إنه يعد مدرسةً في عالم القراءة، وأنا من الناس التي تأثرت به في القراءة والتجويد".

وأضاف الطبلاوي - في تصريحات خاصة لـ"التحرير" - أن "جيل العمالقة" ومن بينهم الشيخ الحصري كان شغله الشاغل هو تزويد نفسه بالكثير من المهارات وأحكام التجويد، بعيدًا كل البعد عن المكاسب وجمع الأموال، مؤكدًا أن الحصري كان مثالًا مشرفًا للقراء المصريين.

ومن جانبه، قال القارىء أحمد نعينع لـ"التحرير" إنه التقى الشيخ الحصري مرتين، الأولى عندما ذهب لحضور عزاء في مسجد "الشيخ علي السماك"، حيث قرأ نعينع بعد قراءة الحصري وفي حضوره، مشيرًا إلى أن الأخير كان سعيدًا بأدائه، وقال له: "إنت ولد بارع ولك مستقبل في التلاوة ".

وأضاف الملقب بـ"قارئ الرؤساء" قائلًا: "المرة الثانية بعدما أُعتمدت في الإذاعة في نوفمبر 1979، وفي مارس 1980 كان ثالث فجر لي علي الهواء في الإذاعة المصرية، وكنت أسجل حلقات إضافية، عندما كان أحمد الملاح، نائب شبكة إذاعة القرآن الكريم، وعندها جئت إلى القاهرة لقراءة الحفلة في مسجد سيدنا الحسين، فأبلغوني أنني سأقرأ مع الشيخ الحصري، فيما سيبتهل الشيخ نصر الدين طوبار". 

وتابع بقوله: "بعد الانتهاء من قراءة الفجر أخذني إلى بيته بحقيبتي في العجوزة، وأحضر العشاء واحتفل بي، ونمت في السرير الخاص به الذي كان بجواره شماعة عليها العمامة والكاكولا، وعند الفجر ظل يوقظني قائلًا "يا دكتور إصحي يا دكتور"، وبين يديه الفطور والشاي"، ووصف نعينع الشيخ الحصري بأنه "عملاق لا يتكرر". 

وصرح نجل الشيخ الحصري، الدكتور محمد محمود الحصري، بأن من أبرز الشخصيات التي تأثر بها والده "الشيخ الفحام"، وعلماء الأزهر، ومن القراء "المنشاوي وعبد الباسط عبد الصمد".

وأردف الحصري - في تصريحات خاصة لـ"التحرير" - قائلًا إن والده كان يعشق عمل الخير، ودائمًا ما كان يزرع بداخل أولاده التواضع واحترام الكبير، وقراءة القرآن بشكل مستمر، مضيفًا: "عندما كنا في المعهد الابتدائي كنا نحفظ القرآن إلى وقت صلاة الظهر، وبعدها نحفظ الجزء الخاص بما  ُتلي علينا، وكانت إجازة منتصف العام مخصصة لحفظ القرآن فقط". 

وأكد أن والده كان يحترم شيوخ الأزهر ويحبهم، وكانت معظم سفرياته معهم، وسافر الحصري أول مرة مع الشيخ "شلتوت" إلى جنوب آسيا، وحينها مرض الأخير وسقطت سيول غزيرة في تلك المنطقة، وتوقفت الحركة المرورية، فحمل الحصري الشيخ شلتوت على عنقه إلى المستشفى، كما سافر بعد ذلك مع الشيخ محمود عبد الحليم إلى أمريكا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل