المحتوى الرئيسى

نازحة تروي رحلة الغربة والضياع

11/24 18:11

“نجحنا في الهرب من داعش سيراً على الاقدام، لكن ثمن ذلك كان فقدان أزواجنا فيما بعد”، هذه أولى العبارات التي تحدثت بها كوثر صالح لموقع (إرفع صوتك).

كوثر الآن تنتظر زوجها على أمل الوصول للعاصمة بغداد، فبعد إصابته في انفجار عبوة ناسفة، وسقوطه جريحاً على الأرض، حين كانوا يحاولون الفرار من مدينة الفلوجة مع بدء المعارك بين قوات الجيش العراقي وتنظيم داعش، في شهر أيار/مايو، طلب منها أن تتركه وتواصل مهمة النزوح.

تقول “أشعر بندم كبير. لقد تركت زوجي جريحاً أعزلا يواجه مصيره لوحده هناك”.

وتضيف كوثر، 44 عاما، ولديها ثلاثة أطفال أكبرهم لم يتجاوز السادسة من عمره، أنّ أفكاراً كثيرة تراودها حول مصير زوجها الذي فقدت التواصل معه. “تارة يخطر ببالي أنه قُتل من قبل الدواعش وتارة أخرى أتخيل مقتله على يد قوات الجيش العراقي أو الحشد الشعبي أو أنه قد مات بسبب إصابته”.

وتعود المرأة في النهاية في محاولة لإقناع نفسها بقرب وصول زوجها، كحال الأزواج الذين يصلون يوميا هرباً من جحيم تلك المدن. “لكن زوجي لم يكن مع الذين وصلوا إلى المخيم حتى الآن”، تقول بحسرة وألم.

أما سعاد التي تخاف من استخدام اسمها الكامل، فقد استطاعت بعد رحلة نزوح طويلة مع أطفالها الوصول إلى مخيم عامرية الفلوجة والاشتراك بخيمة واحدة مع عائلة أخرى، بعد فشلهم في الحصول على خيمة مستقلة. لكنها الآن تسكن في بيت ببغداد لأحد المتبرعات مع نازحة وأطفالها الاربعة.

هذه الأخيرة فقدت زوجها هي الأخرى عند وصولهم لإحدى نقاط التفتيش التابعة للقوات الأمنية العراقية منتصف هذا العام، حيث تم احتجازه ولم يتم إطلاق سراحه حتى الآن.

وتقول كوثر “نحن نفقد الأمل في حياة أفضل من هذه، إذ نعيش على المساعدات والتبرعات، وأطفالنا لن يلتحقوا بالمدارس. ولا يوجد سوى انتظار المجهول”.

وتشير كوثر إلى إنّ معاناتهن لم تكن بداية رحلة النزوح وفقدان أزواجهن فقط، بل كانت منذ لحظة دخول تنظيم داعش لمدنهم وفرض سيطرته عليها بالقتل. وهي ساخطة الآن على بعض جيرانهم الذين كانوا قد انضموا للتنظيم هناك في الفلوجة وتشعر بحزن شديد عند الحديث عن غدرهم وقتلهم لشقيق زوجها وابن عمه. “كنت أتمنى معرفة مصير هؤلاء. لكنهم اختفوا مع بدء معارك التحرير”.

وتتذكر كوثر مشاهد من رحلة النزوح وتقول “قتل أمامي بعض النازحين إما برصاص داعش أو بلغم أرضي أو غرقاً في نهر الفرات”.

وتشير إلى أنها تشعر بالغربة والضياع، وزاد شعورها بعد أن حاولت قبل أشهر الدخول إلى العاصمة بغداد، لكن منعت من ذلك لدواع أمنية. ولولا مساعدات بعض الناس لما استطاعت السكن الآن بعيداً عن المخيم.

*الصورة: نازحة تروي رحلة الغربة والضياع/إرفع صوتك

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

المغرب – بقلم زينون عبد العلي: وسط سوق شعبي يعج بالباعة المتجولين الذكور، تقف ربيعة...المزيد

بقلم حسن عبّاس: لا تساوي القوانين في معظم الدول العربية بين الرجل والمرأة في ما...المزيد

متابعة حسن عبّاس: أنهت القوات العراقية الأربعاء، 23 تشرين الثاني/نوفمبر، قطع خطوط الإمداد عن الإرهابيين...المزيد

متابعة إلسي مِلكونيان: أعلنت القوات الليبية الثلاثاء، 23 تشرين الثاني/نوفمبر، أنّها سيطرت على عدد من...المزيد

بغداد – بقلم دعاء يوسف:  ما إن تفتح بهية محمود نافذة غرفتها التي تطل على زقاق...المزيد

بقلم حسن عبّاس: عام 1995، اعتمد مؤتمر الأمم المتحدة العالمي الرابع حول المرأة منهاج عمل...المزيد

بقلم محمد الدليمي: “أخطر شيء الآن هو أنّ الجيل الحالي يفضل أن يموت غرقاً”، هكذا يصف الكاتب...تابع القراءة

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل