مدربة مونتيسوري تعرض الطريقة المثلى لتربية وتعليم الطفل

تبحث كثير من الأمهات عن الطريقة المثلى والصحيحة لكيفية التعامل مع أطفالهم بصورة صحية بجانب البحث عن المكان المناسب لتعليمهم بطريقة متطورة تنمي قدراتهم، لذا انتشرت الفترة الأخيرة كثير من الحضانات التي تدعي أنها تتبع منهج المونتيسوري في التعليم، والذى جاء تسميته نسبة لـ "ماريا مونتيسوري" صاحبة منهج مونتيسوري التربوي، لوإن كان أغلبها لا يطبق الطريقة المونتيسورية بصورة صحيحة.

وفي هذا السياق أجرت "بوابة الوفد" حوار مع  الخبيرة المونتيسورية رحاب طارق النمرسي، معلمة مونتيسوري معتمد من مؤسسة "MEPIميبي" الأمريكية ومدرب معتمد تريبة إيجابية للمعلمين من مؤسسة التربية الإيجابية بأمريكا للمعلمين، لتكشف لنا عن أسرار وغموض ذلك المنهج التعليمي الذي قد يجهله الكثيرون.

كيف كانت بدايتك مع المونتيسوري ولماذا اخترتيه دون غيره؟

حصلت على بكالريوس علوم وتربية من جامعة عين شمس وأخصائي تكنولوجيا تعليم من ذات الجامعة، ثم بدأت عملي كمدرسة علوم بيولوجي وجيولجي، ووقتها كنت ابحث لأبني الصغير عن حضانة، ووجدت احداهم تقول إنها تتبع طريقة المونتيسوري، ولفت إنتباهي الكلمة وبحثت عنها كثير فوجدتها عالم آخر، غني بالمعلومات والتجارب الحياتية منها والعلمية، وحينها لم أجد مكان يدرس المونتيسوري فلجأت لدراسته عبر الأنترنت.

كما أنني شاركت في تأسيس وإدارة نظام مونتيسوري في إحدى الحضانات الكبرى بالقاهرة، وأعمل الآن بمدرسة دولية تطبق النظام المونتيسوري، كما إنني أساهم بحكم عملي في تطبيق التربية الإيجابية ونظام الانضباط بها.

حين بحثت عنه وجدته منتشر بالمدارس عبر انحاء العالم، وزاد اندهاشي حين علمت أنه موجود بمصر منذ عام 1981، ولكن لا أحد يعلم عنه شئ، وبدأ كتدريب للمعلمات والآباء منذ عام 2000 وانا درسته من 2010.

في الاساس كان هدفي أولادي، كطريقة موازية للتعليم ولكي اتعامل معهم بهذه الطريقة، والسبب الذي جعلني انجذب إليه هو أن التعليم لدينا محتاج "شغل شوية" على الاطفال واحتياجاتهم.

وفي طريقة مونتيسوري نراعي الفروق الفردية للاطفال، كما أنه يعليمني معني عملية التعلم عند الطفل.

فهو يعتبر اسلوب حياة وله فلسفة وطريقة وادوات تعلم خاصة بالأطفال بنستخدمها اثناء شغلنا معهم.

ماذا لو لم امتلك تلك الأدوات؟

أهم شئ هو معرفة فلسفة مونتيسوري وكيف تحدث عملية التعلم عند الطفل وأسلوب التعامل معه، ومن هنا سنكون قد فهمنا أن لكل طفل احتياجاته واراعيها وافهمها اثناء التربية والنشأة.

بجانب فهم الفروق الفردية وعرفة أي الأطفال الموجودين أسرع في التعليم وأيهم أبطئ، والهدف من التعلم أنه يكسب شئ جديد ويدركه ويتعايش بصورة متزنة وطبيعة.

ما الفرق بين طفل مونتيسوري والطفل العادي؟

علينا أن ندرك أولا أن أضلاع العملية التعليمية موجودة بكل البيئات والمقصود بها أن هناك شخص بالغ "الأم أو الأب أو المعلم" وهناك طفل والبيئة التي ينشأ بها.

الطفل الأول نشأ في بيئة "واخدة بالها من نفسها" ومعده له مسبقاً وتراعي الطفل ورغباته، وبها نظام وترتيب وكل شئ له مكان خاص به؛ ليستطيع استخدامه والتعامل معه بسلاسة، بجانب تفهم الآباء طبيعة الطفل وعملية التعلم الخاصة به واحتياجاته ومركزين معه.

أما الطفل العادي البيئة.. فلا تكون مجهزة له سواء المنزل أو المدرسة، فالمنزل اثاثه مناسب للكبار وبمستوى يفوق الطفل، كما وانهم لا يهتموا باحتياجاته وميوله.

وما هي صفات الفصل الدراسي؟

وعن صفات الفصل الدراسي للحضانة أو المدرسة المونتيسوري يكون متعدد الأعمار مثل" من سن 3 لـ6، ومن 6 لـ9 وهكذا"، ولكننا نراعي الفروق الفردية لكل طفل، وكل واحد منهم له خطة خاصة به، وتراعي مدى سرعته واتقانه للمعلومة واستيعابها.

كما أن محور العملية التعليمية يكون الطفل وما المعلم أو الوالدين إلا ملاحظين فقط يعرضوا الأنشطة على الطفل ويتركوه بحرية.

أما الطفل الثاني، فيكون المعلم هو محور العملية التعليمية وليس الطفل، فالمعلم لديه خطة يسير عليها والأطفال من نفس العمر كلهم يتلقوا نفس المعلومة وينتقل المعلم من نقطة لغيرها دون النظر هل الطفل استوعبها بالشكل المطلوب أم لا.

الطفل المونتيسوري يعمل 3 ساعات متصلين، على عكس المدارس العادية المرتبطة بميعاد حصة، وتدق أجراسها من حين لآخر وعلنه إنتهاءها، بالإَافة إلى منهج مونتيسوري محتاج مدرسين مدربين جيداً حتى يستطيعوا تطبيقه.

أهم الصفات المميزة لأطفال مونتيسوري؟ 

اثبتت التجارب أن الأطفال لديهم انضباط ذاتي وكفاءة عالية تأتي بعد أن يكون مارس النشاط أكثر من مرة واتقنه، فيشعر بالثقة والكفاءة، فضلًاً عن وجود اعتمادية بنسبة كبيرة على النفس، إضافة إلى حب النظام، فيختار نشاطه ويشتغل به ثم يضعه بمكانه مرة أخرى، ناهيك عن حرية الاختيار للانشطة التي يريد أن يمارسها، كما يكون لديه حرية الحركة داخل الفصل دون قيود لانه يعي جيدًا حدوده.

 وتغمر السعادة قلب الطفل حينما يثبت ذاته في اتقان أنشطته، فيكون لديه القدرة على التعايش مع جميع الأطفال حوله.

كيف يدرس المونتيسوري المهارات الحياتية؟

عملت ماريا مونتيسوري على تدريس العادات والتقاليد الإجتماعية والسلوكيات والآداب العامة مثل كيفية التعامل مع الاغراب وآداب التعامل والتعرف والاستئذان بجانب الدور والمشاركة والاخلاقيات والدين ايضاً .

كل شئ بالفصل يقدم للطفل محسوس ومجسم ليستوعبه، وهناك عدة اركان منها الرياضيات واللغة حسب البلد وركن الثقافة المقسمة لتاريخ وجغرافيا وعلوم وركن الحياة الحسية.

وكل ركن يعمل فيه بطريقة معينة ومتدرجة أي من السهل للصعب ومن البسيط للمعقد وبنقسم الاشياء حتى يتشبعها الطفل.

فمثلاً: ركن الحياة الحسية يتعلم الطفل عن طريق جميع حواسه وينميها ويطورها وبها يكتشف كل جديد، وركن الحياة العملية يشمل العناية بالبيئة والذات وكيفية تعامله مع الاخرين بجانب تعليم الاتيكيت.

في مونتيسوري بيتم تعليم الاشياء محسوسة ثم تجريدها ليستوعب كل المعلومات، فمثلاً "مش هيفهم لما اكتبله الرقم غير لما اديهوله باشياء مجسمه ومعدودة"، ولكل أداة من تلك الأدوات ولها هدف معين يتعلمه من خلالها. 

فهناك التي تنمي القدرات الحسية وغيرها العقلية والذهنية والحركية والعضلية واللغوية، فيتم تقديم للطفل الكثير من الأنشطة على قدر استيعابه فيتعلم منذ صغره فنون كثيرة.

من اقوال ماريا مونتيسوري"اتبع الطفل" بمعني لو أكتشفت بأن لدية شغف لتعليم الرياضيات بكمل معاه غيره مشدود للغة، وهكذا، كما إنني بعرض كل الاقسام عليه وأكتشف نقطاط قوته، وفي حال إيجاد تلك النقاط أكون قد كونت لديه ثقة في نفسه، وفي حال عدم إيجاد تلك النقاط في وقت مبكر سيأثر عليه سلباً.

لابد من أن أقوم بعمل تقييم للطفل، وتحديد مستواه، ومدى توفر معلومات لديه، فعلى سبيل المثال "لو الطفل في الخطوة الاولي هتعامل على اساسها، ولو في الثالثة وأنا خطتي أني لازم اكون في العاشرة هضع للطفل خطة خاصة به واتعامل على أساسها".  

وطفل مونتيسوري دائما يكون سابق غيره ومستواه أعلي لأنه بيحصل على معلومات عن أشياء كثيرة بصورة مبسطة يستوعبها، فيصل لسن 6 سنوات ومدرك العمليات الحسابية من "طرح وقسمة وجمع وضرب" وعارف قارات العالم وبعض المعلومات عنها، فضلاً عن القارة التي ينتمي إليها.

غالباً الطفل يدرس مادة الدراسات الإجتماعية بالمرحلة الرابعة الإبتدائي وبتكون مادة صعبة عليه، فنتخيل إذا عرضنا على الطفل المعلومات التي تحتويها المادة وهو بعمر 4 سنوات، وتكون محسوسة وملموسة فيرى المادة أمامه على هيئة أنشطة وخامات.

 كيف استطيع أن أربي طفلي بطريقة مونتيسوري؟

كأم محتاجة اكون مثقفة، ودارسة الطريقة، وإذا كان المدرسة لها نظام معين لابد أن أتبعه، لأن هدفي أن طفلي يفهم المعلومة، وفي الفصل العادي إذا كان مستواى الطفل عالي لن أخذ غير المنهج بتاعي فقط.

والأم تستطيع أن تقدم أي نشاط إذا اتبعت قواعد المنهج المونتيسوري، أي معلومة يمكن أن نقدمها له حتى اللغة العربية استطاع خبراء في المجال أن يستخرجوا طريقة لتعليمها بصورة مبسطة.

انتي شايفة المشكلة في تعاملنا مع الطفل فين؟

المشكلة أن الأم و الكبار عموماً يضعوا انطباعات مسبقة بأن الطفل لن هيسمع الكلام وعنيد ولا يضع الأشياء في مكانها بترتيب، وهذا غير صحيح.

إذا درسنا كيفية حدوث طريقة التعلم، سنعلم أن كل طفل له فترات حساسة لابد أن نراعيها، وخلالها بيكون الطفل لديه شغف لتعليم شئ معين، فلابد أن نحافظ على تلك الفترة بتعليم الطفل النظام والترتيب، وأجعل كل شئ بمكانه وبذلك بدعم احساسه بالأمان.

وبخلاف ذلك لابد أن أهتم بأثاث غرفته والمنزل، وكل الأدوات التي يستخدمها لتكون في مستواه الجسماني لتكون سهلة الاستخدام وبذلك سيكون الموضوع اكتسبه واصبح جزء منه لأن ربنا خلقه كده.