المحتوى الرئيسى

الشاعر ياسر أنور لـ"محيط" : طلاب السلطة خططوا لصدام "العلمانية والإسلام"

11/24 15:04

الحكم لله .. والحاكمية للشعب بمنطق “الشورى”

هناك من يطبق الشرع بغير محله .. و”عمر” فهم الواقع والنص

لا نعرف “دولة دينية” بإسلامنا .. وممارسة الأفراد لـ”التجريم” كارثة

أقف بصف الدولة الحديثة والجميع يصنفني بنظرة ضيقة

الحضارات ترقى بـالتجاور.. وليس إزاحة الآخر ورميه بالكفر

نخبة الثقافة العربية تعيش بأمراض الشللية وتكرس تخلف الأمة

من قال أن الإبداع لا ينطلق إلا بكسر القيم والشرائع؟!

مصالحة الدولة والإخوان “وفق مباديء” تنهي روح الانقسام

بعد قرون عديدة من الجدل بين أتباع المذاهب المادية والروحانية حول العالم، والتي ما تزال تخلف ثأرات ودماء متدفقة، يعود الكاتب والشاعر المصري محملا برؤية جديدة لمصالحة “الإسلام” و”العلمانية” ؛ بين من يقدمون دينهم كمنهج حضاري متكامل يشمل الحكم وممارسات الحياة بألوانها، وبين من يدعون لترك “ما لقيصر لقيصر وما لله لله “.. يعود وسط أمواج اجتماعية تناقش المصالحة الحتمية بين التيار الديني والسياسي بمصر.

عرفت الشاعر ياسر أنور منذ عقد من الزمان رحلنا وارتحلنا ، اختلفنا واتفقنا عشنا محنا وثورات، رأيته يسبح في عيون الليل والخيل والبيداء . تحولات ياسر أنور الفكرية وصراعاته الأدبية لم تغير أخلاق “ابن البلد” الحقيقي، والتي عززت لديه معان كثيرة.. وفي جلستنا الأخيرة ناقشنا أمورا تشغل موائدنا الثقافية والدينية صباح مساء .. وكانت إجاباته بالسطور التالية كاشفة لرؤى جديدة ..

ما حقيقة صراع العلمانية والإسلام الذي تبادر لفضه ببلادنا ؟

الاشتباك بين العلمانية و الإسلام اشتباك وهمي اختلقه الإسلاميون و العلمانيون معا طمعا في السلطة و لهثا وراء المصلحة .. و أحيانا بدافع غياب الرؤية .. لكن في حقيقة الأمر .. فليس هناك خلاف كبير بين الإسلام المعتدل و العلمانية المعتدلة .. الخلاف ناشئ عن تشوهات معرفية و منهجية لدى العقل العربي الذي تربى على فكرة الثنائيات المتضادة .. إيمان و كفر .. حق وباطل ... صواب و خطأ ... علمانية وإسلام .و هي فثنائيات ترفض التجاور المعرفي و تصر على فكرة الإزاحة . والحقيقة أنه حتى مسألة الإسلام السياسي قد أصبحت قضية عالمية لا  قطرية .. لذلك كان ينبغي أن أشتبك معه باعتباري مسلما يبحث في جذور الأزمة و أسبابها ... و يبحث عن حلول واقعية .

دافعت عن الدولة الدينية والحكم بالشريعة على صفحات جريدة حزب “الاستقلال” ، وتارة تدعو للفصل بين الشريعة وواقع الحياة .. فمن أنت وأين تقف ؟

لم أدافع عن الدولة الدينية في أي مرحلة أو تحول مررت به ... لأنه لا توجد دولة دينية في الأدبيات الإسلامية ... لكنني دافعت عن حق الإسلاميين في خوض في التجربة السياسية ... و بخصوص الصفحة الثقافية لجريدة الشعب .. فقد كانت فرصة لإلقاء الضوء على الإسلام الحضاري لا الإسلام الفقهي .. و حاولت من خلالها فض الاشتباك بين متطرفي الإسلام و العلمانية.

والمرجعية التي أستند إليها في تقديم هذه الأطروحات هي المرجعية الإسلامية .. لكنني أقدم قراءة واقعية تصالحية بين الإسلام و العلمانية .. فالعلمانية ليست مدرسة واحدة ... فقد مرت بكثير من التحولات .. و نستطيع أن نختار من العلمانية ما يتناسب مع الإطار الإسلامي الواقعي و الذي ألخصه في النقاط التالية :

- النص في الشريعة يتبع الواقع .. و ليس الواقع هو الذي يتبع النص .. فنصوص الشريعة لم تنزل اعتباطا .. لكنها كانت مرتبطة بوقائع أنشأتها .. فإذا وجد الواقع المشابه .. يطبق النص .. وإذا اختلف الواقع .. فينبغي عندئذ تنزيه النص عن تطبيقه في غير محله .. فهذا ليس من الشريعة في شيء .. بل هو مضاد للشريعة و للنص .. و لذلك فإن عدم تطبيق الشريعة هو تطبيق لها كما فعل عمر الخطاب في إسقاط حد السرقة و سهم المؤلفة قلوبهم .. و لما سئل في ذلك استند إلى (تغير ) الواقع .. فنص الواقع مقدم على النص النظري.

- الحكم لله نعم، لكن الحاكمية للشعب .. فالشعب أدرى بمصالحه .. و أينما وجدت المصلحة فثم شرع الله .

- هناك فرق كبير بين التحريم و التجريم .. التحريم مسئولية الفرد و التجريم مسئولية الدولة ...و يجب على الفرد أن لا ينازع الدولة في سلطاتها حتى لا تتحول الأمور إلى فوضى فقهية و تشريعية .

- الشورى و الديمقراطية وجهان لعملة واحدة.

هل أنت شخص علماني أم ليبرالي أم ثورجي ؟

أنا شخص مهموم بواقع هذه الأمة .. و أنطلق من قراءة إسلامية مغايرة للفكر الكلاسيكي لدى الإسلاميين .. لذلك فالإسلاميون يصنفونني علمانيا .. و العلمانيون يصنفونني إسلاميا .. و في الواقع فإنني لم أفارق مرجعيتي الإسلامية لحظة .. لكن قراءتي للإسلام السياسي تصل بي إلى نتائج تتفق مع الإطار العلماني المعتدل للدولة الحديثة .

ثنائية الحرية والأدب وعلاقتها بالدين كيف تراها وما هي حدودها ؟

على المستوى الشخصي .. فأنا أعتبر نفسي شاعرا ملتزما .. أحترم الحدود التي رسمها المجتمع .. و أبدع فيها و من خلالها بعيدا عن أوهام كثير من الأدباء فقيري الموهبة .. والذين لا يستطيعون تقديم عمل إبداعي إلا من خلال تجاوز تلك الحدود المجتمعية .. الموهبة الحقيقة تستطيع أن تبدع في أي إطار و سياق ثقافي .

هاجمت جوائز عدة لم تنلها .. هل هي نرجسية أم شعور بالظلم في الوسط الأدبي ؟

ليس هناك شاعر يفوز بكل الجوائز .. هذا أمر طبيعي .. لكن الشللية الأدبية سرطان كارثي و مستفحل بطريقة لا تتصورها .. وهذا ما أدى إلى ظهور بعض الأدباء ضعيفي الموهبة .. و تصدرهم للمشهد الأدبي .. كما أن كثيرا من النقاد تحكمهم الأيدلوجيا و العلاقات الخاصة .. لذلك فالجوائز التي هاجمتها .. تنتمي إلى دول تحكمها أيدلوجيا .. و قد كنت أنا و غيري جديرين بالفوز .. و قد اعترف بعض النقاد بذلك .. لكن النخبة الثقافية لا تمتلك الحد الادنى للانتصار على أمراضها الثقافية .. القضية أكبر من قضية الجوائز .. القضية الآن هي التطرف الفكري الذي أدى إلى انقسام المجتمع .. والسبب الرئيس في ذلك هي النخبة المزيفة التي كرست لتخلف الأمة .

محيط : تختفي بمعاركك الأدبية ولتعود بأخرى فكرية .. ما العلاقة بين الشاعر والمفكر عندك ؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل