المحتوى الرئيسى

"رجل العطر".. يلبي نداء "أم العواجز" رغم فقدان ساقيه

11/24 14:57

"باحس إنها كل يوم الصبح بتنادي عليا، ببقى عايز ألبي الندا وأجي هنا على طول لا أروح يمين ولا شمال؛ عشان فعلًا برتاح نفسيًا".. رجل ستيني يُدعى مسعد عثمان يستقبلك بابتسامته المبهجة بمجرد أن تدخل إلى ساحة مسجد السيدة زينب.

اتخذ الرجل إحدى زاويا مسجد السيدة زينب وتحديدًا البقعة أسفل شباك "سيدنا العتريس" -الذي اعتكف على خدمة مقام السيدة زينب- مستقرًا له.

اعتاد الرجل الذي وُلد في شارع الجمهورية برمسيس أن يزور ضريح السيدة كل فترة، لكن منذ 5 سنوات فقط أصبح يلبي نداءها كل يوم، فينزل من منزله بمنطقة "بين السرايات" في الجيزة الساعة الـ 10 صباحًا ليقضي يومه كاملًا في المسجد. 

"باجي هنا الساعة 11 صباحًا بالفيسبا بتاعتي، أدخل عند المقام اقرأ الفاتحة عند شباك سيدنا العتريس، واقرأ عدد من السورالقرآنية على روح أمي؛ لأنها لسة متوفية من أسبوعين، واستنى نداء كل صلاة لحد العشا".

يحمل الرجل ذو البشرة السمراء، زجاجة عطرٍ صغيرة في يديه، يعقب ابتسامته الأولى إشارة إلى المارين من بوابة المسجد، فيقتربون منه ويطلب منهم أن يعطرهم، رافضًا أن يتلقى أي أموال تحت مسمى "النفحة" رغم أن عددًا كبيرًا من الموجودين بالمسجد يفعلون هذا "العطر ماينفعش نفرضه على حد لازم نستأذن الناس الأول، وما ينفعش نستنى فلوس منه، أنا بعطر الناس لله، وأكتر دعوة بتفرحني: ربنا يديك الصحة ويكفيك شر المرض". 

يتنهد الرجل، وبعينين تجيدان كتمان الدموع يتذكر أمرًا قد مضى عليه سنوات، يتمالك نفسه، ثم يشدد بصوت واضح "أنا الحمد لله راضي.. ربنا خد مني حاجة بتاعته"، يتحدث هو عن قدميه المبتورتين بعد إصابته بمرض السكري الذي أدى إلى بتر ساق واحدة في البداية ثم هاجمه المرض مرة أخرى لتبتر الساق الثانية، ليصبح غير قادر على العمل".

اقرأ أيضًا: ملف| "دولة المجاذيب"..فالغرامُ لَهُ أهْل

كان الرجل الذي يحمل شهادة دبلوم التجارة، يعمل بأحد محلات الأقمشة بوسط البلد، وبعد فقدان ساقيه لم يعد باستطاعته العمل والحركة كسابق عهده،  فطلب منه صاحب العمل أن يستريح وألا يقلق فمرتب كل شهر سيصله إلى المنزل.

"بدعي لصاحب المحل ربنا يكرمه، لحد دلوقتي بيساعدني ومش المرتب بس لما أطلب منه أي حاجة بلاقيه موجود، هو السبب في الخير اللي أنا فيه بعد ربنا طبعًا". 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل