المحتوى الرئيسى

"أم فريدة"..دعوة لحب الحياة والاستمتاع بـ"المتاعب"!

11/24 11:41

“البيت رايق..صوت سكوت..كل فازة في مكانها بالمللي..التليفزيون شغال على الأفلام والمسلسلات مش على الكارتون..مفيش ولا منبه مضبوط على الموبايل..سلة الغسيل فاضية..المفارش مفرودة على الترابيزات بالضبط..الريسبشن رايق جدا وكراسي الصالون في مكاتها بالسنتي..مفيش لِعب متحدفة في طُرق البيت..مفيش طبيخ ولا مواعين كتير

..مفيش تمارين ولا مدارس ولا مذاكرة ولا واجبات..مفيش صداع..مفيش عياط وزن وصراخ.. ولا دكاترة وحقن والمضاد الحيوي أبو فراولة..مفيش عجلة محطوطة في الريسبشن..فيه نوم..فيه هدوء..مفيش ضغوط ولا مسئوليات ..فيه وقت بس مفيش حياة..ده شكل الحياة بعد ما ولادك اللي تاعبينك يكبروا ويتجوزوا..حلو؟!”.

هكذا تبدأ الكاتبة بسمة السباعي، كتابها “أم فريدة” الصادر حديثاً عن دار نهضة مصر للنشر، وتطرح سؤال: “هل يشعر الوالدين بالراحة والسعادة والهدوء بعد مغادرة الأولاد للمنزل فى طريقهم لبناء حياتهم المستقلة؟”.

تقول السباعي في تصريحات خاصة لـ”محيط” عن كتابها: “نهاية الحياة مش معناها الموت.. فيه ناس كتير عايشة بس حياتها انتهت..علشان كده نصيحتي اللي بأهديها لكل الناس من خلال كتاب “أم فريدة” هي أشبع من مكانك وحياتك أوي قبل ما تسلمهم لغيرك.. أوعى حياتك تخلص قبل ما تبتديها”.

وتواصل: آفة عصرنا الآن هو “الجري” دائماُ نحاول سباق الزمن وإنجاز المهمات، المرأة أصبحت في صراع دائم مع الوقت يشغلها عن الاستمتاع باللحظات الجميلة، حتى وهي في أماكن التنزه أو الشواطئ لا تشعر بالسعادة الكاملة لأن دائماً هناك مهمات تحاول إنجازها، والكتاب يحكي عن “عاليا” وهي أم “فريدة” التي اكتشفت أن حياتها انتهت وأنها عاشتها فقط لفريدة وحين تزوجت ابنتها وجدت نفسها وحيدة، الفراغ يقتلها والحياة تخنقها.

عاليا أم فريدة كما تصفها بسمة تترك المتاح وتفتكر الماضى وتتندم عليه، ترى حياتها مع ابنتها فريدة وتقارنها بحياتها مع أمها، حين خُطبت ابتنها فريدة بكت، وحين طمأنتها ابنتها أنها معها ولن تتركها، تذكرت ما كانت تقوله لأمها من قبل، لكن ما جعلها تبكي هو معرفتها بأن ابنتها ستنشغل بحياتها، كما فعلت هي من قبل.

“عاليا ابتسمت لأنها عارفة ايه اللي ها يحصل..لأنها كتبته كتبت مستقبلا مع بنتها كأم بقلم حبر ماضيها مع أمها كبنت”.عاليا كانت كل ما تبص لفريدة تفتكر أيام ما كانت فريدة صغيرة وتندم على الأيام اللي ضاعت وهي بعيد عن حضنها.

تواصل الكاتبة بسمة السباعي حديثها لـ”محيط” وتقول: أحيانا اللحظات التي نراها متعبة وخانقة تكون حلماً لأناس آخرين، لذلك علينا أن نحب حياتنا ونستمتع بلحظاتها، لذلك أدعو من خلال الكتاب إلى الاستمتاع بالوقت في كل لحظة يمر بها الإنسان، أردت لفت الانتباه إلى ضرورة الاستفادة من الوقت دون استعجال، وان تستمتع الأم بكل لحظة تقضيها مع أطفالها قبل أن ينشغلوا بحياتهم ويمضوا بعيداً، وأن تعتاد كل زوجة أن يكون هناك مساحة من الحوار مع زوجها ولا يقتصر النقاش على المهام اليومية الخاصة بالأولاد، هذه المساحة المحاطة بالود ستجعل للحياة طعماً عندما يكبر الانسان ويمر العمر، فلا “تضيع حياتك هباءً .. وتذوق السعادة في كل لحظة”.

وتقول في الكتاب: ” اشبع من مكانك و حياتك قوي قبل ما تسلمهم لغيرك ..اوعي حياتك تخلص قبل ما تبتديها ..اوعي النهاية تيجي قبل البداية”.

وجود ولادنا بيملا فراغ الشقوق اللي في روحنا ونفسنا..بيودي الزعل وبيجيب ابتسامة..هم سر وجودنا بس احنا مشغولين ومش واخدين بالنا.

احنا الأمهات تعبانين بجد يومنا كله جري في جري..منقعدش غير لما النوم يخطفنا من اللي ورانا..من ساعة ما خلفنا ويومنا بيبتدي وما بيخلصش من ساندوتشات ولانش بوكس المدرسة لتوصيل المدرسة لطبيخ الغدا وترويق البيت ..تجيبي الولاد من المدارس وتغديهم وتحميهم ومنها للواجب لتمرين السباحة ومنها ترجع البيت ومنها العشا ومنها لكوباية اللبن اللي بتفضل كل أم تشربها لابنها أو بنتها في أربع ساعات!.

وآخر اليوم وبعد عدك تقدير زوجك لمعاناتك وبعد ما تكتشفي ان وقت النوم ها يكون فقط 3 ساعات! هنا ها تسمعي صوت الناس اللي كانوا بيقولوا لك “مش ناوية تفرحينا بيكي؟”، وهاتحسبني عليهم واحد واحد!.

كلنا بنتمنى البيت يفضل رايق ونضيف..كلنا بنحب نستمتع بلحظات الهدوء..بس احنا مفكرناش لو اللحظات دي بقت أسابيع هانعمل اي! طب لو بقت شهور أو سنين أو على طول.

لو كل حاجة في البيت فضلت متروقة وفي مكانها بس انت لوحدك ها تعملي ايه؟ لو الحيطان اللي كانت شايلة شخبطتهم نضفت تماماً والطرق بقت فاضية من صوت لعبهم للكرة وبقيتي عايشة لنفسك..هترتاحي؟ هتكوني مبسوطة؟! .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل