المحتوى الرئيسى

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في لبنان: سوق بقيمة 436 مليون دولار

11/24 11:02

436 مليون دولار هو حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في لبنان عام 2016، بحسب المعطيات التي نشرتها المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان «إيدال»، في معرض بحثها عن فرص الاستثمار في هذا القطاع. أرقام مفاجئة طرحتها المؤسسة عن حجم هذا القطاع في لبنان وتأثيره بالناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى توقعاتها المستقبلية التي قدّرتها بنسبة نمو تصل إلى 9.7% بحلول عام 2019 ليبلغ حجم هذا السوق في لبنان 543.3 مليون دولار!

أعدّت المؤسسة دراسة بعنوان «فرص الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات»، بهدف تشجيع المستثمرين على الاستثمار في هذا القطاع «الواعد»، وتقديم سلة من الحوافز والإعفاءات المالية العامة لهم، مثل الإعفاءات من ضريبة الدخل على الشركات، التي يمكن أن تصل إلى إعفاء بنسبة 100% لمدة 10 سنوات، خفض على رسوم تسجيل الأراضي، تسهيل منح الموظفين تصاريح عمل.

كذلك تحل «إيدال» مكان جميع الإدارات العامة والهيئات والبلديات في منح التصاريح والتراخيص الإدارية باستثناء تلك الممنوحة من قبل مجلس الوزراء. سبق للمؤسسة أن ساعدت 3 شركات في هذا القطاع، هي:Navigate Lebanon، و Waves وMobile Broadband Wireless Access، وآخرها كان منذ 6 سنوات، وبناءً عليه عادت «إيدال» لتؤكد انخراطها في هذا القطاع بعدما تحوّل اهتمام الجميع، من مؤسسات ومصارف وشركات ومستثمرين، نحو هذا الاقتصاد في تسويق مركّز ومتواصل لتصويره على أنه «مستقبل البلد»، لتنجح أخيراً محاولات هذا «اللوبي» في الضغط من أجل إلغاء جزء كبير من الضرائب التي كانت ستشكل فرصة لإدخال المزيد من العائدات إلى خزينة الدولة، عبر سلة حوافز «إيدال». لكن لماذا كل هذا التركيز على هذا القطاع؟

تكشف «إيدال» أن حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في لبنان عام 2016، بلغ 436 مليون دولار، وتتوقع أن يصل نموّها إلى 9.7% بحلول عام 2019 ليبلغ حجم هذه السوق في لبنان 543.3 مليون دولار.

فقد ازدهر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المحلي بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 7% بين عامي 2014 و2016، وأسهم بنسبة 3% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2013. تتوقع «إيدال»، أن يتجاوز تأثير هذا القطاع على الناتج المحلي الإجمالي الـ 6 مليارات دولار عام 2017، وتقدر تأثيره في سوق العمالة بخلق 6000 وظيفة جديدة!

يعمل سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في لبنان عبر 3 مجالات فرعية تتصدرها الأجهزة (hardware) التي سجّلت أعلى نشاط في هذا القطاع، إذ بلغت مبيعاتها 262.2 مليون دولار عام 2016، وهي تشكل 60% من إجمالي حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ومن المتوقع أن ينمو هذا الفرع بمعدل سنوي مركب نسبته 8.3% بين عامي 2016 – 2019. أما الفرع الثاني لهذا القطاع، فهو خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي شكلت 134.2 مليون دولار من حجم السوق عام 2014، أي 31% من إجمالي الإنفاق على هذا القطاع. يتوقع أن ينمو هذا المجال بمعدل سنوي مركب نسبته 12.3% بين عامي 2016-2019.

والفرع الأخير هو تطوير البرمجيات الذي شكّل 40 مليون دولار من حجم السوق عام 2014، أي ما يعادل 9% من حجم سوق هذا القطاع، ويتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركب نسبته 10.1% بين عامي 2016-2019.

تضم هذه السوق وفق إحصاءات «إيدال»، نحو 800 شركة غالبيتها شركات صغيرة ومتوسطة، ومعظمها شركات توزيع وبيع. ترى الدراسة أن هذا القطاع يتجه تدريجاً من أنشطة تجارة الجملة والتجزئة إلى الإبداع وابتكار المحتوى، خاصةً أن حصة الشركات التي تعنى بتقديم الخدمات وتطوير البرمجيات تبلغ 40% من إجمالي الشركات في هذا القطاع، مع العلم أن فرعي الخدمات وتطوير البرمجيات يوظفان نحو 5000 فرد، ويضمان نحو 202 شركة صغيرة ومتوسطة في الغالب.

تعمل هذه الشركات في 3 أنشطة رئيسية هي: تطوير البرمجيات وتحديداً في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والخدمات المصرفية، تطوير المواقع الإلكترونية وبشكل أساسي استضافة المواقع والتصميم والخدمات الإلكترونية، وأخيراً تقديم الخدمات الهاتفية وبناء التطبيقات وبشكل أساسي الألعاب والمصارف والدفع الإلكتروني.

تفيد الدراسة بأن 58.2% من شركات تطوير البرمجيات والخدمات موجودة في بيروت، مقابل 36.3% في جبل لبنان و5% في الشمال و0.5% في الجنوب.

في الواقع، يلعب لبنان دوراً رائداً كمصدّر أساسي للخدمات التكنولوجية وتطوير البرمجيات في المنطقة بعدما بلغت نسبة الصادرات المرتبطة بالخدمات التكنولوجية 23.2% من إجمالي حجم الصادرات عام 2015. كذلك، إن أكثر من 60٪ من شركات البرمجيات موجهة نحو التصدير، بحيث بلغت نسبة تصدير شركات تطوير البرمجيات 76%، شركات تطوير المواقع الإلكترونية 67% و شركات تطوير التطبيقات الهاتفية 66%.

ترى «إيدال» أن انخفاض كلفة العمالة في هذا المجال في لبنان مقارنة بكلفة العمالة في الولايات المتحدة الأميركية، أوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي هو ميزة تنافسية، إذ إن متوسط أجر مهندس البرمجيات أقل بنحو 37% من أجر مهندس البرمجيات في الخليج، وأقل بـ 50% من أجر مهندس البرمجيات في الدول المتقدمة. يبلغ أجر مهندس البرمجيات في لبنان نحو 20 ألف دولار سنوياً، في حين أن أجر مهندس البرمجيات في نيويورك يبلغ 89 ألف دولار سنوياً وفي الامارات العربية المتحدة 32 ألف دولار.

كيف ترى «إيدال» فرص الاستثمار في هذا القطاع؟

تتطلع «إيدال» بنحو رئيسي إلى تلبية احتياجات دول الخليج، تماماً مثل توجه رواد الأعمال اللبنانيين، واستكمالاً لسياسات الدولة القائمة على تلبية متطلبات السوق الخارجية، وبناءً عليه فإن تشجيعها الاستثمار في هذه المجالات يتركز أساساً على دراسة سوق الخليج وحاجاته في السنوات المقبلة، إذ تبيّن أنّ الإنفاق على هذا القطاع في المنطقة بلغ 212.9 مليار دولار هذه السنة، ما يشكل 6.1% من الإنفاق العالمي على هذا القطاع.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل