الحشد الشعبي يحتجر نازحين بتلعفر ومواجهات بالموصل

واصلت مليشيا الحشد الشعبي قصف مدينة تلعفر واحتجزت عائلات فرت من القصف، في حين تواصلت الاشتباكات شرقي مدينة الموصل التي قال قادة عسكريون عراقيون إن قواتهم طوقتها، وقطعت خطوط إمداد تنظيم الدولة الإسلامية إليها.

وقالت مصادر من داخل مدينة تلعفر (60 كلم تقريبا) غرب الموصل إن عشرات العائلات كانت تحاول الهرب من المدينة وقعت اليوم الأربعاء في قبضة مليشيات تابعة للحشد الشعبي تطوق المنطقة، خاصة من الجهتين الغربية والجنوبية للمدينة، فاقتادتها إلى مكان مجهول.

وأضافت المصادر أن المليشيات اعتقلت أكثر من مئة عائلة أثناء محاولاتها الوصول إلى مدينة سنجار -التي تقع غرب تلعفر وتخضع لسيطرة قوات البشمركة الكردية- باتجاه الحدود السورية.

ويأتي احتجاز هؤلاء بينما أكد سكان وجماعات حقوقية أن قوات عراقية مشاركة في عملية استعادة الموصل أعدمت أشخاصا في سن القتال بعدما فصلتهم عن عائلاتهم، وفق ما أوردته وكالة رويترز.

وقد قالت مصادر للجزيرة إن تعزيزات لمليشيا الحشد الشعبي وصلت إلى أطراف تلعفر، حيث تعرضت لقصف بصواريخ كاتيوشا من قبل تنظيم الدولة ألحق بها خسائر جسيمة. وواصلت المليشيات قصفها الكثيف على تلعفر مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين، معظمهم أطفال ونساء.

وكانت مصادر عسكرية قالت إن مليشيا الحشد (المؤلفة من فصائل مثل كتائب الإمام علي وحزب الله العراقي) هاجمت تلعفر، وإن معارك تشهدها قرية "عين الحصان" غرب المدينة، وأخرى على الطريق بين تلعفر وسنجار، فضلا عن حي الكفاح جنوبي المدينة.

وفي وقت سابق اليوم أفاد مراسل الجزيرة أمير فندي بأن الوضع يزداد سوءا في تلعفر جراء انقطاع الكهرباء والمياه، فضلا عن شح الدواء.

من جهته قال القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد من البشمركة الكردية إن قواتهما التقت في سنجار غرب تلعفر، في مسعى لقطع طريق إمداد تنظيم الدولة عبر الحدود السورية العراقية، وكذلك بين تلعفر والموصل.

وفي الموصل، تواصلت الاشتباكات بين الجيش العراقي وتنظيم الدولة في عدد من الأحياء الشرقية، وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن عنصرا من قوات مكافحة الإرهاب العراقية قتل في مواجهات اليوم.

وقالت مصادر للجزيرة وشهود عيان إن ستة مدنيين قتلوا وجرح أكثر من عشرين -أغلبهم نساء وأطفال- في قصف تنظيم الدولة أحياء سكنية كانت القوات العراقية قد استعادتها شمال شرقي الموصل.

وأضافت المصادر أن أحياء الزهراء والقادسية الثانية والتحرير شهدت اليوم قصفا مدفعيا عنيفا من التنظيم على أماكن القوات العراقية، في حين قال أحد قادتها إنه تم "تطهير" أكثر من 40% من القسم الشرقي للموصل.