المحتوى الرئيسى

عمدة منشأة البداري: أكثر ما يواجهني "الفلسفة اللي ملهاش طعم" | أسايطة

11/23 19:59

الرئيسيه » بين الناس » - حوارات » عمدة منشأة البداري: أكثر ما يواجهني “الفلسفة اللي ملهاش طعم”

يرى عبدالوهاب أحمد، عمدة منشأة البدارى بمركز البدارى بأسيوط، أن هيبة منصب العمدة نابعة من قوة شخصيته وحكمته في التعامل مع المشكلات، ويشكو عدم إنجاز بعض المسؤولين في حل المشكلات الخدمية…”ولاد البلد” أجرت معه الحوار التالي لمناقشة أوضاع العُمدية قديما وحديثا.

توليك للمنصب كان بالوراثة أم بالتعيين؟

بالوراثة ففي البداية جدي ثم أبى ثم أخي ثم أنا، وتوليته منذ عشرة أعوام مضت.

وما هي القرى التي تقع داخل نطاق دائرة عملك؟

منشأة البداري وعرب مطير وبسناو والزرق والرفيع والعرب القديمة.

لو تحدثت عن مهام عمل العملة فماذا ستقول؟

العمدة لابد أن يكون الأقرب إلى الأهالي وأن يتفاعل مع مشكلاتهم ويجد حلول لها وأن تكون لديه القدرة على السيطرة على المشكلة بعد وقوعها بل ويحاول منعها قبل أن تقع بحكمته وخبرته وحسن تصرفه، كما أن من حقه التحقق من أي غريب يدخل قريته من باب الأمان والحماية وأن يكون على دراية بكل ما يحدث حوله وأن يسيطر على زمام الأمور، فالقرية ومن بها مسؤولية وأمانة وعلى العمدة أن يحميهم ويتخذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذه الحماية.

عاصرت العُمدية منذ طفولتك فكيف ترى العمدة قديما وحديثا؟

“زمان كان في قيم وأخلاق ولو عدى عليكي راجل كبير تحترميه”،  وحينما يمر العمدة في شوارع القرى يجد ترحابا مختلفا من نوع خاص، ولا يُتخذ أي قرار أو إجراء إلا  بعلمه وكانت كلمته نافذة على الجميع لأنهم يرونه كبير القرية الذي له تقديره ويثقون في رجاحة رأيه، والوضع قديما أفضل من الوضع الحالي فلقد كانوا يفتخرون بالعمدة وله مكانته الخاصة، أما حاليا “كلها بقت رؤوس”، ولكن الموضوع يحكمه وضع الشخص وشخصيته، فالعمدة الذي يتحلى بالحكمة والشخصية القوية ويحكم بالحق وبما يُرضى الله تكون له السيطرة على زمام الأمور، ففي هذا الزمن العمدة بشخصيته.

وهل مازال كرسي العُمدية يحتفظ بهيبته السابقة؟

العمدة بشخصيته كما أن وضع العائلة يؤثر، فالشخصية هي التي تخلق للكرسي هيبته، ولابد أن يكون لدى العمدة القدرة على إقناع من أمامه عند الحديث في أي مشكلة.

وهل اختلفت طبائع المواطنين عن الماضي؟

“في الأول كان العمدة يقول الكلمة تمشى إنما دلوقت لأ كله جدل”، والسبب في التغيير هو اختلاف الحياة قديما عن حديثا، فقديما كان المواطن متقوقع لا يخرج من القرية ولكن حاليا كثيرون خرجوا وسافروا إلى خارج مصر، إضافة إلى أن الجيل الحالي هو جيل الإنترنت ومنفتح على الحياة، كما أن الأحوال المادية بدأت تتغير وصار الأغلبية متساوين ماديا، والانفتاح خلق التغيير والتغيير خلق الجدل.

وهل قلصت وزارة الداخلية مهام العمدة أم مازالت كما هي؟

حاليا الوضع حينما تدخل لضباط الداخلية كبار الرتب تجد الاحترام والتقدير، أما الضباط الشباب لا يتعاملون مع العمدة بنفس الطريقة ولا يعطونه قدره “يقولوله العمدة فلان بره يقولهم خليه يستني شوية”، فقيمة المنصب اندثرت بين بعض الضباط الصغار في الرتبة.

وماذا عن الصعوبات التي تواجهك؟

لا تقابلني صعوبات نهائيا “لأن أنا منى لدماغي” أنا أعي وأدرك ما المطلوب منى وكيف أتعامل مع المشكلة وكيف أحلها، وحين يتطلب الأمر التواصل مع القيادات يتم فعلا التواصل لحل المشكلة، فمن المهم التواصل مع المجتمع المحيط والاقتراب من الأهالي.

وكيف ينظر الجيل الحالي للعمدة؟

“العُمدية كانت ومازالت عمدية برضو”، لها قيمتها مهما كانت طبيعة المجتمع واختلاف الأفكار فيه ولن تهتز أبدا، فمازال الجميع يقدر العمدة، وطالما العمدة له شخصيته فلن يهتز منصبه.

وما هي أكبر المشكلات التي تصادفك في التعامل مع المواطنين؟

أكبر مشكلة هي الفلسفة العامة “اللى ملهاش طعم” من الناس والشباب، فالمشكلة التي كانت تستغرق ساعتين في حلها حاليا تستغرق يوما كاملا لكثرة الجدل، والشرطة أحيانا لا تُعطى اهتماما أثناء عرض المشكلة عليها إلا إذا أوضحت لهم أن المشكلة كارثية وسينجم عنها حوادث قتل.

وماذا عن دوركم تجاه المشكلات عامة والخصومات الثأرية خاصة؟

لنا دور كبير في إنهاء المشاحنات العادية وفضها، وحتى المشكلات الأسرية والزوجية نتدخل لحلها بشكل شبه يومي، ولا نترك كبيرة أو صغيرة إلا وكان للعمدة دور في حلها، ولكن في الخصومات الثأرية نتدخل أيضا وبقوة ولكن بعد المساواة بين العائلتين، أما في القتل خطأ فنتدخل منذ البداية للسيطرة على الموقف.

وما الذي تتمناه؟، وهل هناك مشكلات خدمية بالقرية؟

“نفسي الناس تفهم إن المشاكل مش وراها إلا الدمار”، وهناك الكثير من المشكلات منها مثلا هناك سلك كهربائي على وشك السقوط وتحدثنا مع الكهرباء للإصلاح ولا أحد يسأل، وكذلك المياه سيئة جدا وزائدة الملوحة وشكونا كثيرا بلا جدوى، فلا يوجد قيادة تسأل “إلا بعد الخراب والدمار”، كل ما نأخذه مجرد وعود بحلول “كله بكرة بكرة ومش بنشوف بكرة ده”.

وإن كانت لديك رسائل تريد أن توجهها فلمن؟

رسالتي الأولى إلى المسؤولين فلابد أن يكون هناك رقابة على جميع السلع وضبط للأسعار، فلا نترك الأمر لمقولة السوق الحر لأن التجار سيُغالون في الأسعار فلابد من وضع تسعيرة محددة والسيطرة على السوق ففي النهاية سيُلقى المواطن باللوم على الحكومة ظنا منه أنه أنت ترفع الأسعار وليس جشع التجار.

ورسالتي الثانية إلى الآباء فعليهم أن يُحكموا العقل في التعامل مع مشكلات أبنائهم الزوجية وألا يكون الطلاق هو أول الحلول التي يُبادرون إليها وألا يتركون آذانهم للمشكلات التي يسمعونها منهم، فعليهم التروي حفاظا على بيوت كاملة من الدمار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل