المحتوى الرئيسى

"إعصار الانسحابات" يضرب اجتماعات العرب خلال 12 عامًا

11/23 18:17

ما بين قمم عربية، وأخرى إفريقية وثالثة إسلامية، يجتمع ممثلي الوطن العربي على طاولة المباحثات كل فترة، للتناقش في أزمات وقضايا ساخنة، أو بحث أمور طارئة مستجدة وهامة، يكون عنوانها التعاون والمحبة، إلا أن الفرقة سرعان ما تضربها، وتطيح بآواصرها بالانسحابات المتكررة.

5 دول عربية، انسحبت تباعًا من القمة العربية الإفريقية الرابعة، صباح اليوم، الذي كان من المقرر فيه بدء اجتماعات المجلس المشترك (وزراء الخارجية) في عاصمة غينيا الاستوائية "ملابو".

وسرعان ما أعلنت وفد "المغرب، والسعودية، والإمارات، والبحرين، وعمان" انسحابها، اعتراضًا على مشاركة الجمهورية الصحراوية التى أعلنتها جبهة "البوليساريو" من جانب واحد عام 1977، وبسبب إصرار الاتحاد الأفريقى على مشاركة وفد "الصحراء".

الأمر الذي أدى إلى تأجيل الاجتماع إلى موعد غير محدد، بسبب غضب المغرب، وتضامن عدة دول عربية معها، وقد اقترح الاتحاد الأفريقي رفع علم "الصحراء" من على طاولة الدول المشاركة، حتى يتم التوافق على حل لمواصلة الاجتماعات، مؤكدًا أن غينيا لم تقدم دعوة لها.

الضعف والانسحاب ليس جديدًا على قمم العرب، سواء في إفريقيا أو داخل جامعة الدول العربية أيضًا، ففي أغسطس الماضي، عقدت قمة عربية وصفها كثيرون "بلا قيمة"، وسخر منها آخرون بإنها "بلا رؤوس"، بعدما رفضت المغرب استضافتها، وتمت في موريتانيا وغاب عنها الرؤساء العرب، بالرغم أنها قامت تحت مسمى "قمة الأمل".

كان من الدول التي لم تشارك في القمة واكتفت بإرسال ممثلين عن رؤسائها فقط سواء رؤساء حكومة أو وزراء خارجية: "مصر، السعودية، العراق، البحرين، وفلسطين، المغرب، تونس، سوريا، عمان، الجزائر، ولبنان".

وحضرت قطر إلا أنها انسحبت خلال القمة، حيث شوهد الأمير القطري "تميم بن حمد" هو يغادر القاعة بشكل مفاجىء متجهًا إلى المطار للعودة، وأرجعه كثيرون إلى امتعاضه من عدم حضور الرئيس الموريتاني "محمد ولد عبدالعزيز" إلى المطار شخصيًا لاستقباله.

وحين عقدت الجامعة العربية، قمة للدول العربية خلال مارس الماضي، إبان اجتماعات الدورة 145 لمجلس الجامعة، انسحب الوفد السعودي المشارك بطريقة مفاجئة، في فيديو شهير له تم تداوله على نطاق واسع وقتها.

انسحاب السعودية، جاء احتجاجًا على تأييد وزير الخارجية العراقي "إبراهيم الجعفري" لـ"الحشد الشعبي" و"حزب الله" اللبناني، قائلًا: "الحشد الشعبي وحزب الله حفظا كرامة العرب، ومن يتهمهما بالإرهاب هم الإرهابيون".

الأمر آثار حفيظة الوفد السعودي برئاسة سفير المملكة ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير "أحمد القطان"، وذلك بسبب أن الرياض تصنف "حزب الله" منظمة إرهابية، ولها مواقف متحفظة من "الحشد الشعبي".

ولم تخل قمة شرم الشيخ التي عقدت في مصر خلال عام 2015، تحت "سبعون عامًا من العمل لاعربي المشترك" من الانسحابات، التي وقعت على يد الأردن في تلك المرة، فعقب حضور ملكها على رأس وفد دبلوماسي رفيع انسحبوا سريعًا.

جاء الانسحاب على يد الملك الأردني عبدالله الثاني بشكل مفاجيء من القمة وغادر مصر عائدًا إلى بلاده، بدعوى إتفاقه مع المسؤولين على أن يكون حضوره للقمة شرفيًا، دون إلقاء كلمة، لاسيما في وجود وزير الخارجية "ناصر جودة".

وكان الرئيس الليبي الراحل "معمر القذافي"، أحد مثيري الجدل داخل القمم العربية، وعنوانًا للانسحابات بها، ففي القمة التي عقدت بمدينة سرت الليبية عام 2010، انسحب الوفد الفلسطيني برئاسة محمود عباس.

جاء الانسحاب بعد سويعات من بدء القمة، وذهب "عباس" ادراجه إلى المطار، وتبين أن الانحساب سببه تعمد الرئيس الليبي عدم استقبال الرئيس الفلسطيني، إلا أنه تدارك الموقف وعاد قبل انتهاء القمة مع الرئيس الفلطسيني والاعتذار منه.

وشهدت القمة انسحاب ثان، على يد وزير الخارجية العراقي "هوشيار زيباري" بسبب استقبال الرئيس الليبي لوفد من المعارضين، الذين تربطهم صلة بحزب البعث وقياداته، ثم تراجع عن القرار.

وكانت القمة العربية التي عقدت في قطر عام 2009، أكثر سخونة على يد "القذافي"، الذي قام بمهاجمة العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز، قائلًا: "السعودية جلبت القوات الأمريكية خلال الحرب العراقية- الكويتية، لكون المنطقة هي مصدر هام للطاقة، وقد تعهدت الولايات المتحدة بحمايتها".

ليصدح العاهل السعودي خلال القمة قائلًا: "المملكة السعودية عربية، وأن كلامك مردود عليك، لكون المملكة ليست مملوكة للاستعمار، فلا تتحدث بأشياء لا تعرفها"، ولم يستمع إلى رده حيث انسحب سريعًا بعد أن وجه كلمته لـ"القذافي".

وعاد "القذافي" للجدل من جديد داخل القمم العربية خلال عام 2004، حين عقدت القمة في تونس، وبدا الرئيس الليبي غريبًا بعض الشيء، حيث كان يدور بكرسيه ويتنقل بنظراته بين السقف الفسيح في قصر المؤتمرات.

وفوجىء الجمع العربي بانسحابه، خلال كلمة "عمرو موسى" الأمين العام للجامعة العربية آنذاك،‏ وسط ذهول القادة العرب وارتباك مرافقيه‏ن وحاولت الوفود العربية ثنيه عن ذلك إلا أنه رحل في النهاية.

Comments

عاجل