الكويت تستعد لانتخابات مجلس الأمة

أعلنت وزارة الداخلية الكويتية، خطتها لتأمين انتخابات مجلس الأمة المقرر عقدها السبت المقبل وسط استعدادات أمنية مشددة لتأمين الانتخابات.

وكانت المحكمة الدستورية بالكويت أنهت أمس الثلاثاء، الجدل حول انتخابات مجلس الأمة المقرر عقدها السبت المقبل لانتخاب أعضاء المجلس البالغ عددهم 50 نائبا، حيث قررت المحكمة فى غرفة مشورة عدم قبول الطعن رقم (11/2016) طعن مباشر دستوري المتعلق بالطعن فى عدم دستورية مرسوم القانون رقم (276/2016) بشأن حل مجلس الأمة ومرسوم دعوة الناخبين لانتخاب أعضاء مجلس الأمة 2016 مع مصادرة الكفالة.

ويذكر أنه سبق أن أصدر الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، فى 16 أكتوبر الماضى مرسوما بحل مجلس الأمة وفقا للمادة 107 من الدستور الكويتى، "نظرا للظروف الإقليمية الدقيقة وما استجد منها من تطورات وما تقتضيه التحديات الأمنية وانعكاساتها المختلفة من ضرورة مواجهتها بقدر ما تحمله من مخاطر ومحاذير الأمر الذى يفرض العودة إلى الشعب مصدر السلطات لاختيار ممثليه للتعبير عن توجهاته وتطلعاته والمساهمة فى مواجهة تلك التحديات".

ووفقا لإدارة العلاقات العامة والإعلام الأمنى فى وزارة الداخلية الكويتية فأنه مع إغلاق إدارة شئون الانتخابات التابعة للإدارة العامة للشئون القانونية فى الوزارة باب الانسحاب، فأن 287 مرشح ومرشحة سيخوضون الانتخابات السبت المقبل على مقاعد مجلس الأمة البالغ عددها 50 مقعدا.

وفي إطار استعدادات الوزارات الكويتية المعنية إجراءات الانتخابات ، حذرت الداخلية الكويتية المواطنين من وضع كتابات وملصقات غير رسمية أو شعارات أو صور على سياراتهم خاصة بالانتخابات، وقال اللواء فهد الشويع وكيل وزارة الداخلية المساعد لشئون المرور المدير العام للإدارة العامة للمرور بالإنابة، أن قطاع المرور يعمل على تأمين سلامة مستخدمي الطرق والحد من الحوادث المرورية وتطبيق القانون على الجميع، داعيا المواطنين إلى اتباع تعليمات رجال المرور وعدم مخالفة قواعد وآداب المرور وعرقلة السير بالوقوف فى الأماكن الممنوعة تحقيقا للمصلحة العامة وتجنبا لتعرضهم للمساءلة القانونية.

وفى إطار عملها لتسهيل مشاركة الناخبين، قررت وزارة الداخلية الكويتية بجانب بث الإعلانات الإرشادية المتنوعة الخاصة بقيد الناخبين وأماكن اللجان الانتخابية، استحداث خدمة جديدة تمثلت فى الاستعلام الآلي عن هذه المعلومات وإتاحتها للمواطنين بسهولة ويسر من خلال إدخال الرقم المدني للناخب فى الأجهزة الإلكترونية التى وفرتها الوزارة فى عدد من المجمعات التجارية، حيث يحصل من خلالها الناخب على المعلومات الخاصة به على بطاقة مطبوعة متضمنة رقم القيد ومواقع اللجان التى سيدلى فيها بصوته.

وقال مدير عام الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمنى بالوزارة العميد عادل الحشاش ، إن الانتخابات سيتم تأمينها بـ15545 ألف عنصر، من بينهم 11524 من رجال الأمن، و4511 من المدنيين العاملين بالوزارة، موضحًا أن الانتخابات سيتم إجراءها فى 100 مدرسة، 50 للرجال و50 للسيدات.

وأضاف الحشاش فى مؤتمر صحفى عقدته وزارة الإعلام الكويتية بالمركز الصحفى للوزارات المعنية بالانتخابات، أن العملية الانتخابية ستسير وفق ما هو مرسوم لها، وتبعاً لخطط الوزارة التأمينية لتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم بكل سلاسة، لافتًا إلى أن الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، أصدر قراراً بتشكيل لجنة عليا بالوزارة تحت إشرافه المباشر، وبرئاسة وكيل الوزارة الفريق سليمان الفهد  القائد العام لانتخابات مجلس الأمة، وعضوية عدد من القيادات الأمنية، فور صدور المرسوم الأميرى بحل مجلس الأمة والدعوة لانتخاب المجلس الجديد، موضحًا أن كل الأجهزة الأمنية عملت خلال الأيام الماضية على تنفيذ الخطط الأمنية، والقيام بعدد من البروفات والخطط التفصيلية والافتراضية لمواجهة أية احتمالات يوم الانتخابات، مشيرًا إلى أنه فى كل دائرة انتخابية تم تعيين مدير أمن برتبة لواء أو عميد، تتبعه كل الوحدات الأمنية بالدائرة.

وأكد الحشاش على وجود تعليمات مشددة لكل الأجهزة الأمنية بالعمل على منع الظواهر السلبية يوم الانتخاب، والتصدى لكل ما من شأنه تعكير صفو عملية التصويت، موضحًا أن رجال الأمن سيتواجدون أمام المقار الانتخابية، وأن عملية نقل الصناديق إلى اللجان ستتم بإشراف من وزارة الداخلية، حيث ستنطلق عملية النقل فى الرابعة فجرًا، لتكون الصناديق موجودة فى كل اللجان فى حدود السادسة صباحًا، وتكون تحت تصرف رئيس اللجنة الانتخابية، التابع لوزارة العدل.

وحرصا من الوزارة على سلامة العملية الديمقراطية ، أشار مدير الإعلام الأمني بالوزارة ، أن الوزارة قدمت العديد من التسهيلات قبل الانتخابات وأثناءها ، من بينها تقديم الرعاية الإنسانية للناخبين لتسهيل عملية التصويت، فضلاً عن أن الإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر ستفتح أبوابها يوم الانتخاب لمن يريد استخراج شهادة أثبات الجنسية، والتى ستكون مخصصة ليوم الانتخاب فقط، وتنتهى صلاحيتها بمجرد تسليمها لرئيس اللجنة الانتخابية.

أوضح الحشاش أن عدد الناخبين ممن يحق لهم التصويت فى الانتخابات 483186 ناخبًا، من بينهم 230430 ذكور، و252756 إناث سيدلون بأصواتهم فى 542 لجنة تصويت، فيما بلغ عدد المرشحين حتى الآن 284 مرشحًا يتنافسون على 50 مقعد، موضحًا أنه تقدم للترشيح منذ إعلان فتح الباب 455 مرشحًا، تنازل منهم 128، وتم شطب 43 .

وأضاف الحشاش أن الوزارة تعمل وفق مهمة رسمية تهدف لتسهيل عمل الإعلاميين فى تغطية الانتخابات، حيث أصدرت الوزارة 2364 تصريح تغطية لوزارة الإعلام الكويتية، من بينهم 1060 تصريح للإعلام الكويتي، و96 تصريحًا للإعلاميين والصحفيين العرب والأجانب، بجانب توفير 10 مراكز إعلامية بعشرة مدارس ذات كثافة انتخابية، وستكون هذه المراكز مجهزة بكل ما يحتاجه الصحفي والإعلامي لتسهيل عمله.

وشدد الحشاش على أن الداخلية ستكون على قدر المسئولية، لافتاً إلى أن وزير الداخلية عقد أمس الثلاثاء اجتماعًا أكد خلاله على أن الخطة الأمنية سيتم تطبيقها بكل تفاصيلها وحيثياتها لإنجاح العملية الانتخابية وإظهار أن الكويت هى الفائزة.

ومن جانبه، أكد وكيل الوزارة المساعد للتغطية الإعلامية والتنمية المعرفية بوزارة الإعلام محمد العواش ، أن الشيخ سلمان الحمود الصباح وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب، شكل لجنة عليا للانتخابات، لافتاً إلى أن الوزارة أكملت الاستعدادات والتجهيزات للعملية الانتخابية، من خلال 5 استوديوهات رئيسية فى الدوائر الانتخابية الخمس، وتدريب 650 مندوب ومراسل فى اللجان الفرعية والرئيسية، وتجهيز 11 سيارة بث مباشر، و20 وحدة بث، وتدريب 400 فنى، وإنشاء مركز إعلامي، فضلاً عن إطلاق حملة توعوية تدعو الناخبين للمشاركة.

شارك فى المؤتمر الصحفى الدكتور عادل الحربى، الوكيل المساعد للخدمات الطبية المساندة بوزارة الصحة، ويوسف النجار الوكيل المساعد للشئون المالية بوزارة التربية، وشفيق السيد عمر وكيل الوزارة المساعد لشئون المنشأت بوزارة الدولة لشئون الشباب، ونبيل الربيعة مستشار مكتب وكيل وزارة العدل.

وأعلن وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب الكويتى الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، أن انتخابات مجلس الأمة  المقرر لها السبت المقبل تمثل مرحلة جديدة بالنسبة للتجربة الديمقراطية الكويتية ودولة المؤسسات.

وأعرب الشيخ سلمان الحمود خلال افتتاحه المركز الإعلامي للانتخابات اليوم الثلاثاء عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة فى ضوء الممارسة الديمقراطية فى الكويت والإيمان الكبير بدولة المؤسسات لمواجهة التحديات المستقبلية، قائلا "نحن نعول أولا وأخيرا على تحقيق مصلحة دولة الكويت قبل أى مصلحة أخرى".

ولفت وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب الكويتى إلى النقلة النوعية والكبيرة التى تشهدها الكويت فى شتى المجالات لاسيما مشاريع البنى التحتية وبناء الإنسان، موضحا أن "كل ذلك مرده إلى الاستقرار السياسى والتعاون الموجود فى دولة المؤسسات فلا مناص من التعاون ومن النظر بإيجابية حتى نحافظ على مبادئنا".

وأردف الحمود أن الدستور الكويتي أعطى صلاحية للرقابة والتشريع البرلماني فى ضوء التحديات الموجودة فى حين تتمثل مسئولية السلطة التنفيذية فى دعم برامج مشاريع التنمية وقبلها الحفاظ على الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن "العمل السياسى هو جزء من العمل أساسا".مضيفا أن وزارة الإعلام اتخذت الإجراءات كافة بشأن العملية الانتخابية وأتمت الاستعدادات الفنية والميدانية كافة لتغطية الانتخابات فى الدوائر الخمس ومواكبتها تحت شعار (صوتى لوطني)، مؤكدا أهمية دور وسائل الإعلام فى بناء المجتمعات وتعزيز التجارب الديمقراطية الحقيقية والوحدة الوطنية.

وعن دور المرأة فى العملية الانتخابية، أوضح وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب الكويتى ، أن الكويت حريصة على منح المرأة حقوقها كافة ومنها الحقوق السياسية ترشحا وانتخابا فى حين يرجع موضوع وصولها إلى مجلس الأمة أو عدمه إلى الناخبين أنفسهم متمنيا أن تصل المرأة إلى المجلس بالنظر إلى أهمية دورها ومساهمتها فى إثراء العملية الديمقراطية".

ومن الملاحظ أن النساء لهن نصيب وافر من اهتمامات المرشحين باعتبار تلك الشريحة تمثل أكثر من نصف عدد الناخبين ، حيث حرص كل مرشح على عقد ندوات انتخابية خاصة بالنساء أو دعوتهن لبعض الندوات التى كانت تمثل مزيجا من الرجال والنساء فضلا عن توجيه بعض المرشحين رسائل خاصة بالنساء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى صعيد دور وزارة الإعلام الكويتية التي تواصل العمل والجهد لانجاح العملية الديمقراطية ، فقد أعلنت الوزارة الانتهاء من استعداداتها لإجراء انتخابات مجلس الأمة التي تُجرى السبت المقبل، لاختيار 50 نائب كويتي هم أعضاء مجلس الأمة، من خلال تجهيز استوديوهات ومركز صحفي وإعلامي وسيارات البث المباشر.