المحتوى الرئيسى

عراقيات يستعنّ بالدكاكين المنزلية للتغلب على مصاعب الحياة

11/23 16:13

 ما إن تفتح بهية محمود نافذة غرفتها التي تطل على زقاق ضيق في حي شعبي ببغداد يضم عدداً من البيوت المتهالكة والقديمة، حتى يندفع الأطفال نحوه وهم يحدّقون بالطاولة التي خلف النافذة وعليها بعض الحلوى.

تقول بهية والارتياح بادٍ على وجهها وهي تشير إلى الأطفال الذين تجمعوا حول نافذتها “هؤلاء زبائن دكاني”.

 تعمل هذه المرأة على بيع الحلويات والبيض بصيغة المفرد وبعض اللوازم المنزلية لأهالي الزقاق الذي تسكن فيه منذ 15 عاماً.

وتقول بهية، 44 عاماً، وهي غير متزوجة وتعيش مع والدها الذي فقد بصره بسبب كبر سنّه وشقيقتها التي انفصلت عن زوجها قبل أعوام وابنها الوحيد، إنّها قررت استغلال غرفتها وتحويلها إلى دكان صغير لتوفير قوت لعائلتها، لأن نافذتها الوحيدة التي تطل على الزقاق.

وبالنسبة لحياتها، فهي تفتتح الدكان في الصباح حتى الظهيرة. يتوزع عملها في المساء ما بين الأعمال المنزلية العادية إلى جانب القيام بصناعة بعض المعجنات والطرشي التي تحاول بيعها أيضا لتوفير بعض المال.

وتقوم شقيقتها، 40 عاماً، ببعض الأعمال التي تدر عليهما ببعض المال، كسمسرة لبيع الحاجيات والأثاث الذي ترغب بعض نساء الحي بالتخلص منه مقابل عمولة نقدية. “نحن نعمل سوياً، لدفع إيجار المنزل”، توضح بهية في حديثها لموقع (إرفع صوتك).

وتشير إلى ابن شقيقتها الذي لم يتجاوز الـ10 من عمره، يحاول مساعدتها أيضا من خلال الوقوف بدلاً عنها في الدكان .

هذه المهنة تحتم على بهية توفير رأس المال المناسب لشراء السلع والبضائع التي تعرضها. ولأنها لا تمتلك رأس المال بدأت بالعمل على التصريف وهو أمر منتشر حالياً في سوق البيع، إذ تعمد بهية إلى تجهيز دكانها بسلع من باعة الجملة بطريقة الدفع المؤجل على أن تسدد ثمنها شهرياً. وتعتقد أنه “أمر جديد كونه يساعد الذين لا يستطيعون توفير رأس المال في إيجاد فرصة للعمل”.

وتضيف أن معظم تجار وباعة السلع بالجملة في سوق الشورجة ببغداد يعملون على تشجيع المرأة ويساندونها في العمل من خلال تجيزها بالسلع حتى إن لم يكن لديها محلاً لغرض بيعها وتسديد ثمنها شهرياً.

نساء – العراق – دكاكين

على بعد بضعة أمتار من بيت بهية، تجلس ازدهار محسن، 49 عاماً، في دكان صغير تبلغ مساحته مترين مربعين، كانت قد اتخذت من باب بيتها مدخلاً له.

تقول ازدهار أرملة وأم لثلاث فتيات صغيرات، لموقع (إرفع صوتك)، إنّ العوز دفعها إلى العمل في بيع الملابس النسائية بعد فقدان زوجها وابنها، بحادث تفجير سيارة مفخخة عام 2013. وقد اختارت أن تستغل مساحة بسيطة في منزلها لأنّها لا تستطيع استئجار دكان في السوق.

عندما فقدت زوجها، بدأت ازدهار فوراً ببيع بعض المصوغات الذهبية التي بحوزتها لتتمكن من توفير رأس المال للمتاجرة بالملابس النسائية. وتشير إلى أنها كانت تشتري كمية محدودة ثم تبيعها. وبذلك تمكنت من جمع عدد لا بأس به من الزبونات، وهي الآن تبيع الملابس وتتمكن من توفير ما تحتاجه أسرتها الصغيرة.

وتضيف لموقع (إرفع صوتك) أنّ المجتمع بدأ يرفض مهنة بيع الملابس النسائية داخل البيوت.

“البعض يطلق عليّ تسمية دلالة ويعتقدون أنني أستغل النساء وأحتال عليهن، لكي أبيعهن السلع بأضعاف سعرها الأصلي، مقابل أن يكون الدفع بالآجل وعلى شكل أقساط أسبوعية أو شهرية”.

وتقول إنها تشعر بقلق بالغ على صغيراتها من نظرة المجتمع هذه، فهي لا تدري كيف ستتمكن من توفير لقمة العيش إذا ما فكرت بترك هذه المهنة كونها لا تملك شهادة دراسية.

“الناس لا يرحمون، ولا يفكرون بمعاناتي والمصاعب التي تواجهني. لذا لا يهمني رأيهم، المهم تربية بناتي وتوفير لقمة العيش المناسبة لهن”.

*الصور: عراقيات يستعنّ بالدكاكين المنزلية للتغلب على مصاعب الحياة/إرفع صوتك

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

بقلم حسن عبّاس: عام 1995، اعتمد مؤتمر الأمم المتحدة العالمي الرابع حول المرأة منهاج عمل...المزيد

مصر – بقلم الجندي داع الإنصاف: تعيش صابرين محمد، الشهيرة بـ”الحاجة فرنسا”، بحي روض الفرج الشعبي...المزيد

متابعة علي عبد الأمير: في مخيم الخازر للنازحين والكائن على الطريق بين الموصل وأربيل شمال العراق،...المزيد

الجزائر – بقلم أميل عمراوي: من امرأة لم تكن تعرف في الحياة إلا خدمة زوجها وأطفالها الثلاثة،...المزيد

صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي: لا تزال رجاء ناصر في الـ14 من العمر، لكنها لم تعد اليوم...المزيد

حلقة يوم الأحد،27 تشرين الثاني / نوفمبر: هل تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحات صراع...المزيد

بقلم محمد الدليمي: “أخطر شيء الآن هو أنّ الجيل الحالي يفضل أن يموت غرقاً”، هكذا يصف الكاتب...تابع القراءة

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل