المحتوى الرئيسى

أذكى 15 فيلم خيال علمي في تاريخ السينما

11/23 15:24

يعرض فيلم الخيال العلمي Arrival للمخرج دينيس فيلنوف الذي طال انتظاره أخيراً في دور العرض في دبي والعالم العربي في الـ24 من نوفمبر/تشرين الثاني، وهو عمل درامي خيالي يعتبر طفرة ستغير النظرة نحو هذه الأعمال، نظراً لحبكته شديدة الذكاء وإنسانية.

من شاهد الفيلم من النقاد أشادوا بالتصوير السينمائي للعمل، والأداء الريادي للأميركية إيمي آدمز، والحس الترفيهي الخارج عن المألوف، لكنهم يُشيدون خاصة بذكاء الفيلم.

مما جعل موقع Business Insider يتساءل في مقال عدَّد أفضل هذه الأفلام "فيلم خيال علمي أثبت أنه يقع بين أذكى الأفلام الصادرة لهذا العام؟ مَن كان يتخيل ذلك؟"

والإجابة نعم! ينبغي لفيلم مثل Arrival أن يشاد به بسبب تعقيده وقصته المروية بطريقة عبقرية، يجب علينا ألا نندهش بعد الآن من أن نوعية أفلام الخيال العلمي قادرة على إنتاج فيلم ذي مستوى فكري مذهل. في الواقع، ظل الأمر على هذا الحال لسنواتٍ عديدة.

إليك قائمة بأذكى 15 فيلمَ خيال علمي على مرِّ الزمان:

15. Blade Runner - 1982

يجب أن يبدأ أي نقاش يتعلق بذكاء فيلم Blade Runner بالعالم الذي بناه العمل، سواء إذا كان عالم فيلم Blade Runner حقيقياً أم لا من ناحية أنه سوف يحدث في المستقبل، هو أمر غير ذي صلة.

ما يهم هنا هو كيف خلق ريدلي سكوت وطاقم العمل عالماً يبدو متسقاً للغاية. هناك مشاهد خيال علمي في ذلك العالم، لكن كل شيء يبدو بطريقة مبهرة أنه يعيش في ذلك العالم. كل شيء يبدو مألوفاً ومذهلاً في نفس الوقت.

ومع ذلك، تكمن العبقرية الحقيقية للفيلم في موضوعاته، إذ يستمد Blade Runner قصته من روايات بالكتاب المقدس، وأفلام الجريمة، والنظريات العلمية ليجد إجابة لسؤال "ما قيمة حياة آلة واعية في عالم من الرجال؟" وفي معالجته للسؤال، يحاول كذلك حساب قيمة الحياة نفسها.

لا ينفرد الفيلم بطرحه لهذا السؤال، لكنه ينفرد بالطريقة التي يقارب بها تلك القضايا باعتبارها معضلات بدلاً من اعتبارها قضية ذات إجابة بسيطة.

لدى الأفلام المكملة التي تأخرت طويلاً مهام هائلة للقيام بها، وهذا أمر مؤكد. من الجيد أن دينيس فيلنوف مخرج فيلم Arrival يُباشر تلك المهمة، أليس كذلك؟.

14. Under the Skin -2013

تناول فيلم Species الذي أُنتج عام 1995 شخصية فضائية متنكرة في امرأة جذابة تقوم بإغواء الرجال كجزء من مهمتها.

نُظر إليه وقتها باعتباره رخيصاً واستغلالياً، أما فيلم Under the Skin الذي أُنتج عام 2013 فتناول شخصية فضائية متنكرة في امرأة جذابة تقوم بإغواء الرجال كجزء من مهمتها. لكنه عبقري بلا شك. ما الاختلاف بين الفيلمين؟ الإجابة: التنفيذ.

يتسم فيلم Under the Skin بالتعقيد وتشبه وتيرته الطريقة التي يحاول فيها طالب ثانوي أن يسرع الخطى لإكمال ورقة بحثية يحتاج لأن يكمل عدد كلماتها إلى حدٍّ معين. تبدو معظم أحداث الفيلم بلا هدف وعجيبة فقط، من أجل أن تكون عجيبة، إلا أن بعض الإلهامات المعينة المتضمنة في قصة الفيلم تفتح الباب أمام العديد من التفسيرات.

لقى فيلم Under the Skin الإشادة لتناوله قضايا مثل ثقافة الاغتصاب والهجرة ودور المرأة في المجتمع الحديث. من الصعب القول إن أيا من هذه القضايا كان الفيلم يستهدف تناولها بالأساس، لكنه حتى من الأصعب إنكار العبقرية التي استخدم بها فرضية بعيدة من أجل خلق استجابة قوية شعورياً بشأن العديد من القضايا التي تؤثر على عالمنا.

13. The Day the Earth Stood Still - 1951

يُعد The Day the Earth Stood Still المُنتَج عام 1951 فيلم خيال علمي ذكي على نحو فريد. فهو ليس فيلماً مضللاً عن عمد، مليء بالمشاهد البصرية الغريبة، وهو ليس فيلماً يحتاج لأن تعيد مشاهدته مرات عديدة من أجل استيعاب ما يحدث فيه.

إنه فيلم صدر في وقت كان يُنظر إلى الخيال العلمي نمطياً كشيء يصور وحوشاً عملاقة تتسبب في أضرار جانبية هائلة. ومن خلال المقارنة، يتناول الفيلم إمكانية أن يحل على الأرض عرق فضائي في سلام حقيقي.

وحتى في سياق الأفلام الحديثة، يظل الفيلم عملاً فنياً عبقرياً. ما يميز هذا الفيلم هو الطريقة التي عرض بها احتمالية أن يكون البشر أكثر عدائية في حال قدوم الفضائيين، مما سيكون عليه الفضائيون أنفسهم. تناول فيلم The Day the Earth Stood Still مفهوم أن البشر كانوا أكثر احتماليةً لأن يدمروا أنفسهم عبر الخوف وانعدام الثقة من أن يُدمروا بفعل قوة غازية. يبدو هذا المفهوم أكثر أهمية مع كل عام يمر.

ليس Pi من نوعية الأفلام التي نفكر فيها عادة عندما نقول "خيال علمي". فلا توجد مخلوقات فضائية تأتي من بعيد أو اختراعات رائعة لا يمكن إلا للكتاب المبدعين أن يتخيلوا إمكانية وجودها.

بدلاً من ذلك، يدور هذا الفيلم حول رجل ذي تفكير وحشي يُصادف فجأة شفرة رياضية ربما يثبت صحة أنها سر الحياة نفسها. حسناً، يعد ذلك تفسيراً واحداً على الأقل. ستقودك محاولة تحليل التفسيرات العدة لهذا الفيلم على الأرجح إلى الشعور بنفس درجة الجنون التي كان عليها بطل الفيلم.

تكمن الطبيعة الخاصة لذكاء فيلم Pi في طموح الفرضية التي ينطلق منها. يصبح الجميع، من مُضاربي وول ستريت إلى القيادات الدينية، مهووسين بفكرة أن هذا الرجل وجد إجابة الحياة والكون وكل شيء. يُقدم الفيلم وكأنه صراع بين الأيديولوجيات، لكنه في واقع الأمر لديه الكثير ليقوله عن كيف أننا جميعاً متحدون برغبة في الفهم. وتلمّح نهايته المؤلمة إلى أن السعي الحثيث لمثل تلك الإجابات هو الطريق الأكيد لعدم فهم مغزى الحياة.

يُعالج Interstellar مجالاً معقداً للغاية في العلوم، لدرجة أن أذكى العقول في العالم ما زالت تتجادل بشأنه، وهو يقوم بذلك بطريقة ذكية عادة لا توصف أفلام هوليوود بها. أياً كانت الأخطاء التي قد توجد في الجزء العلمي من الفيلم فهي تُعتبر هزيلة مقارنةً ببناء كريستوفر نولان لفيلم مُحكم يدور حول كارثة، ويجعلك بالفعل تأخذ باعتبارك الآثار المترتبة على العلم الذي يُعرض على الشاشة أمامك.

لدى فيلم Moon الكثير من التشابهات مع فيلم آخر سوف نتحدث عنه لاحقاً في هذه القائمة، فهو يلقي الضوء على رجل يعيش في الفضاء الخارجي وعلى وشك أن يُنهي مهمة فردية طويلة.

ورفيقه الوحيد هو صوت صادر عن الكمبيوتر (قام بأداء الدور ببراعة كيفن سبايسي). وفي نهاية المطاف، بدأت شجاعته في التراجع تدريجياً. ومع تدهور حالته بصورة أكبر، يبدأ في التفكير في أمور واقعية تبدو مستحيلة. ويصبح السؤال هو إذا ما كانت تلك الأمور حقيقة أم تدور داخل عقله.

تُضفي العناصر الروائية العجيبة لفيلم Moon، التي تُحكى من منظور رجل تتراجع سيطرته على الواقع، إلا أن الشيء الرائع حقاً في هذا الفيلم يتعلق أكثر بالصورة الواقعية التي رسمها لتأثير الفضاء على الجسد والعقل البشري (أو فترات العزلة الطويلة من أي نوع). يُعتبر Moon فيلم خيال علمي أجمل بكثير مقارنةً بشيء آخر مثل Interstellar، ما سمح للمخرج دونكان جونز لأن يفكر جدياً كيف يمكن لكل جانب صغير من الفيلم أن يُصمم بحيث يوفر رؤية واقعية لموقف مهيب كهذا.

9. The Quiet Earth - 1985

ظهر فيلم The Quiet Earth للنور عام 1985، في وقت كان فيه المشهد السينمائي الأميركي يعلن عن عهد جديد من أفلام الخيال العلمي الموجهة لجمهور يرغب في عمل ترفيهي خالٍ من الملل.

يمكنك تسمية هذه الفترة بانتعاشة ما بعد سلسلة أفلام Star Wars. ومع ذلك، لم يأتِ فيلم The Quiet Earth موافقاً لهذا التوجه. فهو يتتبع عالماً يؤمن بأن إكمال المشروع العملاق الذي كان يعمل عليه أدى إلى نهاية الحياة على الأرض كما نعرفها. والحقيقة ليست بتلك البساطة.

لا شيء بسيط في هذا الفيلم، في حقيقة الأمر. بينما ليست حبكة الفيلم هي الأكثر تعقيداً على الإطلاق، إلا أن قصة فيلم The Quiet Earth تحتاج منك حقاً أن تُعير انتباهك للحظات والمشاهد التي تقع في المنتصف، سواء في الحوار أو الأفعال. وفي هذا الفيلم، يحدث أن تتبدّل حيوات جميع الشخصيات بصورة نهائية جرّاء حدث يُدعى "التأثير". ومن أجل فهم -أو على الأقل تكوين نظرية بشأن- ما يجري، ستحتاج لأن تفكر في نظريات عديدة محتملة تتعلق بطبيعة هذا "التأثير" وكذلك في مصادر تلك النظريات. إنه مثال مذهل لكيف أنه عندما تطلب من جمهورك أن يقوم ببعض التمارين العقلية، يمكن للأمر أن يكون ذا فائدة.

كان لدى المخرج داني بويل مهمة غاية في الوضوح داخل عقله عندما قرر إخراج فيلم Sunshine. لم يرغب في صناعة فيلم يتسم بالفكاهة أو الرومانسية (رغم أن بعض النسخ الأولية لمشروع الفيلم حملت ملامح هذه العناصر).

بدلاً من ذلك، أراد أن يصنع فيلماً عن مجموعة من العلماء يسافرون إلى الشمس من أجل إعادة إطلاقها ومنع وقوع إبادة عالمية. وبشكل أساسي، فقد أراد صناعة فيلم مثل Armageddon يُلهمك التفكير بصورة ذكية بدلاً من جعلك تشعر أنك يائس وتود لو تدفع مفك البراغي في رأسك من أجل إزالة الجزء الذي بداخل عقلك الذي لا يزال يتذكر Aerosmith.

وقد قام بعمل عظيم. من أجل الإنصاف، أحياناً ما يُعاني فيلم Sunshine من لحظات تجاوز الحد. فبعض المشاهد بعينها ثقيلة للغاية من ناحية محاولتها توصيل وأداء سيناريو علمي معقد أو تجاوز الخطوط ببعض الآثار العجيبة المترتبة على الحدث. وفي نهاية المطاف رغم ذلك، فهو فيلم يجعلك تفكر. بل الأفضل أنه يكافئ مشاهديه الذين يفكرون في أحداثه بشبكة معقدة من الاحتمالات تخدم وكأنها سردية أو حكاية الفيلم.

من الممتع الحديث عن فيلم مثل Predestination من حيث محاولة لتجنب الخط الفاصل بين التحليل والمفسدين. لماذا؟ حسناً، حتى ولو أراد أحدهم إفساد فيلم Predestination، بإمكانهم شرح الفيلم لشخصٍ ما لساعات وهذا الشخص سوف يلتقط الأساسيات فقط من تلك المحادثة. وبالحديث عن الأساسيات، ففيلم Predestination يدور حول السفر عبر الزمن، ويتتبع عميلا مؤقتا ينتقل بالزمن للوراء لسبعينات القرن الماضي من أجل منع مجرم ينكشف أنه الآخر يسافر عبر الزمن.

يشبه Predestination أفلام مثل Looper في أنه يتعامل مع توابع السفر عبر الزمن حيثُ يربطها الفيلم بالمسار الزمني لأحد الأفراد. سيكون من السيئ التحدث بالمزيد عن حبكة الفيلم، لكن عليك أن تعلم أن هناك أفلاماً قليلة في تاريخ السينما جرُأت على بناء حكاية معقدة (سيقول البعض ملتفة) كهذه تتضمن قواعد وأخلاقيات تبديل الخط الزمني. كل ذلك، في فيلم خيال علمي هوليوودي رائع.

6. The Fountain - 2006

لطالما اعتُبر، وسوف يظل، فيلم The Fountain مُثيراً للجدل. وهو ليس مثيراً للجدل لأن موضوعه مهم، بل لأنه يبدو أن غالبية الناس إما يُشيدون بالفيلم لعبقريته، أو يهزون رؤوسهم ويتعجبون كيف لهذا الفيلم السينمائي المكون من 96 دقيقة أن يُمثل مادة ترفيهية.

وكلتاهما حجتان منطقيتان. فهذا الفيلم –وهو عن عالم من عصرٍ حديث وغزاة من عصرٍ قديم ورجل فضاء ويبدو أن جميعهم يختبرون سلسلة مماثلة من الناحية الموضوعية من الأحداث عبر ثلاثة مسارات زمنية منفصلة– مُثير للغيظ والاهتمام في نفس الوقت.

مع ذلك، فإن الشيء الوحيد الذي لا يمكنك قوله عن فيلم The Fountain أنه بشكل ما بلا غاية. فهذا ليس فيلماً من صنع مخرج يحاول إظهار كيف أنهم أذكياء، وليس فيلماً يحاول إخفاء التجريب خلف ستار الفن. وقد قارن المخرج دارين أرونوفسكي الفيلم بمكعب روبيك، من ناحية اعتقاده أن هناك دائماً في نهاية المطاف حلا واحدا في نهاية التحولات والانعطافات. من الواضح بالطبع أن فيلم The Fountain يُكافئ هؤلاء الذين يتناولون الزمن في بحثهم عن الإجابات.

5. World on a Wire - 1973

ظل مسعى العديد من أفلام الخيال العلمي لفترة طويلة هو أن تعكس بعض عناصر عالمنا أملاً في أن تُعيد إحياء الحديث عنها. وحدث كثيراً أن رجع الفضل للأفلام في التنبؤ بالمستقبل، لتستعرض بالفعل تطور بعض المفاهيم الحديثة وقتها في صورتها التالية المنطقية. من المحتمل أن هذا الأمر كان الدافع وراء قيام راينر فاسبندر بإخراج فيلم World on a Wire.

يدور الفيلم حول مخرج فني يبدأ في الشك في أن البرنامج الذي يعمل عليه هو مجرد غطاء متقن لواقع مزيف ربما يكون بالفعل بداخله. والسبب في وجود شيء من الغموض بشأن نية فاسبندر ترجع جزئياً لحقيقة أن معظم الناس لا يزالون موهومين بمدى الجمال الذي التُقط به الفيلم. إنه تشتيت يُمكن تفهمه.

مع ذلك، فحتى النظرة العابرة على حبكة الفيلم تكشف عن قصة تخاطب كل من التعريفات الفلسفية للحياة (أنا أفكر، إذا أنا موجود) ومفهوم أن التكنولوجيا سوف يستخدمها البشر في نهاية المطاف للقيام بدور الرب. تخيّل لو أن سلسلة أفلام The Matrix احتوت مزيداً من مشاهد الأزمات الوجودية ومشاهد أقل من المعارك المسلحة بالحركة البطيئة، فسوف تكون على الطريق الصحيح لفهم الأمر.

ساعد إطلاق فيلم A Space Odyssey عام 2001 في التبشير بنهضة مؤقتة في مجال أفلام الخيال العلمي الذكية. (كان ذلك قبل اكتشاف أن أفلام الخيال العلمي يمكن أن تُستخدم في طباعة النقدية حال استخدامها بشكل صحيح) وأثناء هذه الفترة، نظرت مجموعة من صناع الأفلام الموهوبين تجاه النجوم، من أجل إيجاد إجابة لأسئلة طاردتهم بحق. يُعد تبني المخرج أندريه تاركوفسكي لرواية Solaris بمثابة تأمل في الحياة والفقد، يُروى عبر قصة عن عالم أُرسل للتحقيق في لماذا أُصيب أعضاء فريق مهمة بحثية بين النجوم بالجنون.

وبصورة خاصة، يُعد Solaris فيلماً عن القوة الهشة للعقل البشري، وكيف أن فقدان القدرة على التعقُل يمكن أن يشوه بالكامل كل فكرة تقريباً نتشبث بها. وهو يدور حول أشياء أخرى كثيرة، لكن فهم هذا الموضوع أمر حاسم لفهم الفيلم نفسه. يحاول Solaris أن يجعلك تشعر وكأنك أصبحت مجنوناً وكأن عقلك تحطم. يعتبر تبني تلك الفكرة الطريق الوحيد الذي يمكنك من التقاط الأجزاء المتفرقة (وعلى أمل إعادة ترتيبها) لكي تخاطر برؤية العالم بطريقة جديدة.

منذ بداية الفيلم مباشرة، يتناول Gattaca موضوعاً يجعل كثيراً من الناس يشعرون بعدم راحة: فهو يقترح أن هناك بعض الناس مُقدر لهم سلفاً أن يحظوا بحياة أفضل. في عالم Gattaca، ينقسم الناس إلى صالحين وغير صالحين.

ويُنظر للصالحين باعتبارهم الأكثر إشراقاً والأكثر قدرة في هذا العالم. وبذلك، يستطيعون تحمل طيف واسع من الإمكانات. أما غير الصالحين، على الجانب الآخر، فيُعهد إليهم بالأعمال الوضيعة. وتتضمن قصة الفيلم شخصاً غير صالح قرر أن يُقدم نفسه باعتباره صالحاً من أجل السفر إلى الفضاء.

يُعد فيلم Gattaca نوعاً ما عرضاً لقصة Flowers for Algernon القديمة، مع التفافة طفيفة بأن الرجل "الوضيع" في هذه القصة هو في حقيقة الأمر شخص غير متميز يتحتم عليه تخريب النظام من أجل أن يتميز. أو هل هو كذلك؟ هناك مساحة لتفسير ما يحدث بشأن ما إذا كان هذا الشخص غير الصالح (فينسنت، قام بدوره إيثان هاوك) استطاع بالفعل إنجاز أي شيء بناءً على مزاياه الشخصية، أو إذا كانت الجينات التي لجأ لها من أجل الالتفاف على النظام هي المسؤولة عن نجاحه. تأتي كل هذه الأمور مع بعضها لتشكل نظرة أمينة موجعة على الطريقة التي يُثمّن بها مجتمعنا اليقين، حتى وهو يقترن بالأفق التي يدور فيها هذا الرجل في قصتنا.

أطلق على فيلم Primer لقب أكثر الأفلام التي تدور حول السفر عبر الزمن تعقيداً على الإطلاق. من الصعب أن تجادل بشأن هذه المكانة التي تبوأها. لقد وُضعت المخططات والرسوم البيانية وصيغت تفسيرات تستحق أن تُنشر في شكل أطروحات أكاديمية، كل ذلك من أجل محاولة الوصول لفهم أفضل لهذا الفيلم الذي يدور حول مهندسين يؤمنون أنهم اخترعوا جهازاً للتلاعب الزمني، يمكنه أن يضاعف التأثير الذي نربطه بالسفر عبر الزمن. إذا كان من الصعب عليك فهم هذا المشهد من فيلم Back to the Future II عندما رسم دوك براون رسماً بيانياً موضحاً كيف لمسارين زمنين مختلفين أن يتم خلقهما، فإن فيلم Primer قد يحطم عقلك بالفعل بعوالمه التي تبدو غير متناهية.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل