المحتوى الرئيسى

اعتقالات بالسودان تستهدف معارضي الإجراءات الاقتصادية

11/23 10:55

أثارت اعتقالات نفذتها الأجهزة الأمنية في السودان بحق سياسيين وطلاب ونشطاء موجة من الاستغراب خاصة وأن توصيات صدرت من مؤتمر الحوار الوطني الذي امتد لعامين طالبت بإطلاق الحريات العامة في البلاد. 

وبرغم موافقة الحكومة على تلك التوصيات، فإن اعتراض بعض قوى المعارضة -على الإجراءات الاقتصادية الأخيرة بتحرير أسعار الدواء ورفع الدعم عن السلع- كشف أن التوافق السياسي بين الحكومة والمعارضة ما يزال بعيدا، وفق متابعين. 

فقد أعلنت لجنة التضامن مع المعتقلين في السودان عن ارتفاع عدد المعتقلين السياسيين في البلاد إلى أكثر من أربعين شخصا خلال أسبوعين فقط، ووجود عشرات المعتقلين بسجون في ولايات دارفور دون حصر لعددهم. 

وقال رئيس اللجنة صديق يوسف إن قائمة المعتقلين تشمل طلابا وسياسيين وأطباء، أبرزهم رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير وأعضاء هيئته التنفيذية. 

وطالب يوسف -في تصريح للجزيرة نت- الحكومة بإطلاق جميع المعتقلين أو تقديمهم لمحاكمة علنية عادلة، داعيا المجتمع القانوني الدولي والمحلي للتحرك لوضع حد لمعاناة السجناء والمعتقلين بالسودان، مشيرا إلى عدم وجود مبرر للاعتقالات ومحاصرة العمل السياسي. 

غير أن الحكومة ممثلة في وزير الإعلام الناطق الرسمي باسمها، أحمد بلال عثمان، بررت الاعتقالات بضلوع من طالتهم في تحريض المواطنين على التظاهر ضد الحكومة عقب الزيادات الأخيرة التي تمت في إطار جملة من الإصلاحات الاقتصادية بالبلاد. 

وأكد عثمان في تعليقات صحفية أن من يثبت تورطه من المتهمين المعتقلين في التحريض سيحال إلى القضاء "أما من تثبت براءته فسيتم إطلاق سراحه فورا" مقللا في الوقت نفسه من تأثير تلك الاعتقالات على الحوار الوطني الذي تطرحه حكومته. 

وكان الأمن السوداني اعتقل مؤخرا عددا من قادة الأحزاب السياسية وناشطين وأطباء وطلابا على خلفية مناهضتهم لقرار زيادة أسعار الوقود وتحرير أسعار الدواء وغالب السلع في البلاد. 

كما أخضع جهاز الأمن أمس الثلاثاء أربعة من قادة تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض للتحقيق بعد استدعائهم صباح ذات اليوم دون ذكر أسباب. 

ووفق نشرة صحفية فإن الاستدعاء شمل كلا من سكرتير اللجنة السياسية للتجمع صديق يوسف إبراهيم، وسكرتير لجنة الإعلام محمد ضياء الدين، وعضوي السكرتارية طارق عبد المجيد ومنذر أبو المعالي عبد الرحمن. 

وفي خطوة تنم عن تحدٍ واضح، أعلن حزب المؤتمر السوداني المعارض أنه قرر التصعيد بوجه الحكومة وحث الشعب على مقاومة الإجراءات الاقتصادية التي اعتبرها كارثية. 

وقال -في نشرة دورية تلقت الجزيرة نت نسخة منها- إنه لن يتوقف عن عمله " إلى أن تتحقق غايته في المعارضة السلمية لحين إصلاح الأوضاع في البلاد".  

ومن جهته أعلن حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي عن اعتقال مجموعة من أعضائه بالعاصمة الخرطوم وبعض الولايات، واصفا الاعتقالات التي تمت بحق الناشطين بـ"حملة اختطاف". 

وقال الحزب في بيان إن ذلك "يمثل اعتداء صريحا على الحقوق والحريات، وإعلانا عن طبيعة النظام الاستبدادية وحربه على الشعب، والتي تجلّت في استمرار الحرب وإفقار الشعب وقتل المتظاهرين واعتقال السياسيين وممارسة القهر والحصار على المواطنين". 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل