المحتوى الرئيسى

الرستن تتلقى لأول مرة منذ أشهر مساعدات إنسانية

11/23 10:36

تمكنت قافلة تابعة للأمم المتحدة تحمل الماء والغذاء والدواء، من اجتياز خطوط الجبهة في سوريا، لإدخال تلك المساعدات إلى مدينة الرستن التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة مساء أمس الثلاثاء (22 نوفمبر/تشرين الثاني 2016).

ووصلت القافلة، التي نظمتها وكالات الأمم المتحدة بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، إلى مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، بعد أن جهدت في الحصول على موافقة جميع الأطراف المتحاربين على دخولها. وستتيح هذه القافلة تقديم المساعدة لـ107500 شخص في الرستن والقرى المحيطة. ولم تتلق هذه المنطقة، التي يعتبر الدخول إليها صعبا، أي مساعدة منذ تموز/يوليو.

في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.

إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.

كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).

ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.

يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.

الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.

هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.

يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.

بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك "هذه أول قافلة مشتركة بين الوكالات (الأممية) تعبر خطوط (الجبهة) في تشرين الثاني/نوفمبر، والرابعة فقط منذ بداية العام".  لكنه أضاف أن الأمم المتحدة لم تستطع حتى الآن تقديم المساعدة سوى لـ"عدد قليل من المحتاجين".

ويعيش زهاء ستة ملايين سوري في مناطق نائية، وتشير أحدث إحصاءات للأمم المتحدة إلى أن نحو مليون منهم محاصرون من جانب قوات النظام أو فصائل المعارضة المسلحة في كل أنحاء البلاد.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل