المحتوى الرئيسى

9 أفلام في مسيرة 40 عامًا.. هُنا عالم «المخرج الفيلسوف» داوود عبد السيد

11/23 09:42

تمثل الرؤية الإخراجية العمود الفقري لنجاح أي فيلم سينمائي، حيث يتمكن المخرج "المثقف" صاحب العمق الفكري، في إبراز جوانب أخرى لموضوع قد يبدو تقليديًا في المجتمع من وجهة نظر البعض، وهنا تفرز السينما تصنيفات المخرجين بين مخرج مبدع وآخر تقليدي مُلم بأساسيات العمل السينمائي كما درسها في المعهد دون إضفاء لمسة السحر للفن السابع.

دفعة 1967 في معهد السينما أخرجت جيلًا ذهبيًا من المخرجين، مثل علي بدرخان، وخيري بشارة، وعاطف الطيب، وانطلق كل منهم في عالم الإخراج السينمائي للأفلام الروائية الطويلة، بعد فترة ليست بالبعيدة من تاريخ التخرج في ظروف "نكسة 67"، فأخرج "بدرخان" أول أفلامه "الحب الذي كان" في عام 1973، ولحق به زملاؤه، إلا واحدًا ساعدت سنوات انتظاره على طرح ثمار ناضجة، لم تُقطف إلا في عام 1985، من خلال فيلم "الصعاليك"، أحد نماذج سينما الانفتاح الذي كان الطابع المميز لتلك الفترة.

إنه المخرج والسيناريست والصحفي السابق داوود عبد السيد، الذي بدأ حياته الفنية كمساعد مخرج ليوسف شاهين، في أحد أهم أفلام السينما المصرية وهو "الأرض" الذي أنتج عام 1970، لكنه لم يحب تلك المهنة المتعبة، التي تتطلب تركيزًا قويًا عجز على توفيره آنذاك، فأخذ كاميرته وانطلق في شوارع المحروسة، لصناعة الأفلام التسجيلية الاجتماعية، التي ساهمت بشكل كبير في لصق اسمه بعد ذلك بالسينما الواقعية، وأخرج داوود أول أفلامه التسجيلية القصيرة "وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم" عام 1976، والذي أهداه لعميد الأدبي العربي طه حسين، ثم أعقبهما بفيلمي "العمل في الحقل" 1979، و"عن الناس والأنبياء والفنانين" 1980، وخلال الأفلام الثلاثة حرص "المخرج الفيلسوف" على البحث العميق في العلاقة بين الإنسان والواقع والإبداع، وهو البحث الذي امتد في كل أفلام داوود الرواية بعد ذلك.

حلّق عبد السيد بجناحيه في عالم الأفلام الروائية الطويلة من خلال فيلم "الصعاليك" عامم 1985، أي بعد 18 عامًا من تخرجه في معهد السينما، عكف خلالهم على تكوين فلسفته الخاصة، والتي جعلت منه أسطورة في عالم السينما، رغم أن عدد الأفلام الروائية الطويلة التي أخرجها لم يتجاوز التسعة أفلام حتى الآن.

3 أفلام أخرجها داوود عبد السيد احتلت 3 مراكز مختلفة في قائمة أهم 100 فيلم عربي، إذ احتل "الكيت كات" المرتبة الثامنة، بينما احتل "أرض الخوف" المرتبة 48، و"رسائل البحر" المرتبة 83، وفق ما ذكرته "سي إن إن العربية"، وهذا يؤكد أهمية الـ 18 عامًا التي تخلف بسببها داوود عن ركب زملائه المخرجين، حيث دفعته بعد ذلك إلى مصاف نجوم الإخراج في العالم العربي.

أما باقي الأفلام الست فقد حصدت جوائز فنية عديدة، لكن الأعظم من الجوائز، هي تلك الشخصيات السينمائية التي خلّد بها داوود عبد السيد اسمه في عالم الإخراج، ومنها شخصية "الشيخ حسني" التي جسدها الراحل محمود عبد العزيز في فيلم "الكيت كات"، والذي تناول خلاله الحياة في حي الكيت كات داخل إطار درامي كوميدي، استوحاه من رواية "مالك الحزين" للروائي إبراهيم أصلان.

انقطع عبد السيد عن الإخراج لمدة 9 أعوام، ليعود بقوة في فيلم "رسائل البحر" عام 2010، والذي قام ببطولته آسر ياسين وبسمة، ثم فيلم "قدرات غير عادية" في عام 2015، بطولة خالد أبو النجا، ونجلاء بدر، وفيه حاول داوود البحث عن قدرات غير عادية داخل الشعب المصري، وأظهر بأسلوبه الفلسفي كيف يمكن للإنسان أن يمتلك قدرات غير عادية بأسلوب إنساني وليس علمي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل