المحتوى الرئيسى

نصائح أبي التى غيرت حياتي.. لهذا أتمنى أن أصبح مثله

11/23 02:05

عندما كنت في الحادية عشرة من عمري، كنت بارعاً في الرقص -أو هكذا كنت أظن وقتها- ربحت جائزة برنامج المواهب في الصف السادس، التي كانت عبارةً عن رحلة إلى جزيرة هايلينغ، ما زلت أحتفظ بشهادة البرنامج إلى اليوم.

ها أنا الآن أرقص على نغمات المذياع وحدي في المطبخ، وألمح انعكاس صورتي في النافذة، وتتزاحم الذكريات في عقلي حول طفولتي ووالديّ، أصبحت نسخة من أبي، أصبحت أشبهه عندما رقصنا معاً في أحد نوادي عربات الكارافان عام 1997 تتمايل أردافي وذراعايّ جنباً إلى جنبٍ مع فرقة بي جيز، استحضرت رقصة أبي ولم أعُد أستطيع التحكم في أطرافي.

إنه أمر لا مفر منه

قريباً سأجدني في الخامسة صباحاً أحكّ طلاء صحن حبوب القمح الخاص بي محاولاً اغتراف آخر ما تبقى من الحليب، أو أجدني أصنع خمسةً وعشرين كوباً من الشاي في اليوم، سأكون محظوظاً جداً إذا أصبحت شبيهاً بوالدي في كل أفعالي.

لقد تربيت بين والدين ينتميان بجنون إلى الجناح اليميني للحركة الليبرالية آنذاك، ونشأت في مدينة بولسوفر، وهي مدينة تعدينية صغيرة شمال شرق مقاطعة ديربيشاير، وعلى عكس مدينة نيويورك، كانت أساليب اللهو غير المشروعة محدودة للغاية بمدينتنا.

كنا مستقلين معظم الوقت أثناء فترة المراهقة، كانت هناك حدود بالطبع، ولكن الأمر كان سهلاً إلى حد كبير، لم تكن هناك تداعيات جسيمة، ولا حالات طوارئ أو تدخلات الرعاية الاجتماعية، كنا نذهب إلى الأماكن الأثرية والقلاع، ونقضي الإجازات العائلية في ديفون وسكاربورو، لم نكن بلا أخطاء ولكن ما وصلنا إليه كان نجاحاً باهراً بالنسبة إلى العائلات المعاصرة، والأهم من ذلك أننا كنا مهذبين وذوي أخلاق حميدة، وتلقينا الدعم في كل شيء قمنا به، باختصارٍ: لقد تربينا بشكل جيد.

اليوم آرتشي هنا، لقد جعلني أعود بالزمن إلى الوراء وأتأمل تلك الذكريات وأفكر كيف ينبغي أن نربيه، هل علينا أن نفسح له المجال وندعه يفعل ما تمليه عليه إرادته الحرة؟ أم أن نجعله فاشلاً اجتماعياً لدرجة تجعل إرشادنا وتدخلنا وتوجيهنا ليس أمراً مقدراً فحسب، وإنما تكون جزءاً لا يتجزأ من قراراته.

إنه بعامه الأول الآن، ولكنني وجدت نفسي منذ عدة أيام أجلس بجانبه وأفكر في كل هذا، بينما كنت أنظر إليه خطر لي خاطرٌ عن النصائح التي سوف أقدمها له عندما يصبح قادراً على الفهم، فصنعت قائمةً كتبتها على ظهر أحد كتالوجات "كاري" فأصبحت كالآتي:

- لاتصدق أبداً أن هناك شيئاً لا يمكن القيام به، يمكنك وستفعل.

- سافر بين الحين والآخر.

- كن ذا رأي، ولكن لا تنتظر من الناس أن تشاركك إياه.

- كن لطيفاً مع الناس دوماً.

- عانق أجدادك فهم نبع أحضانٍ وحلوى لا ينضب.

- لا تثق أبداً في سمسار عقارات.

- تعلم الطهو، فالفتيات يعجبهن ذلك، إضافة إلى أن هذا يعني أنك لن تعيش على الشطائر المقرمشة.

- الشطائر المقرمشة وجبة لا بأس بها.

- ابتسم.. ما لم يمنعك من ذلك مرض عقلي، لقد تربيت في مدينة لطيفة من قِبل والدين محبين، بمدد لا نهاية له من الدفء والغذاء.. فكن ممتناً.

- كلنا سواسية، إلا إذا شجعت فريق ديربي كاونتي.

- أنت مشجع لفريق نوتينغهام فورست، وآسف لأن أقول لك: "ليس لديك خيار آخر".

- الكبر هو أسوأ الصفات الإنسانية على الإطلاق.

- وثانيها في السوء هو أن تكون مخادعاً.

- كن مهذباً عند الهزيمة، ومتواضعاً وقت الانتصار.

- كوّن صداقات مع أشخاص من مختلف أنحاء العالم، فذلك سيجعل أفقك أوسع، وسيتيح لك إقامة مجانية إذا كنت لطيفاً معهم. (راجع النقطة الرابعة)

- هناك شخصان فقط على وجه الأرض يستحقان مكانةً قدسية: برايان كلوف وديفيد بوي، تعلم عنهما جيداً.

- في منتصف فترة المراهقة ستصبح خجولاً ذات فجأةً، اعلم عندها أنك لست قبيحاً ولا بديناً ولا نحيفاً للغاية، ليس لديك بثور كثيرة، وأنت لست غبياً أو ذكياً أكثر مما ينبغي، أنت فريد كما أنت وهذا ما يجعلك رائعاً، ذكّر نفسك بهذا في لحظات الشك ثم انطلق. معظم من يظهرون الآن بمظهرٍ جذابٍ وشعبيةٍ في المدرسة، سيمر الوقت وسينتهي بهم الأمر يعملون في شركة المقامرة لادبروكس.

- الأموال والممتلكات والأشياء كلها دعائم في حياتك، وليست هي الحياة ذاتها.

- أبوك يفكر كثيراً وأمك لا يمكنها اتخاذ قرارات، لا نفع لو كنا منفردين، لكن كوننا معاً هو ما أتى بك، وهذا يجعلنا رائعين.

- سيكون عليك أن تتخذ القرارات التي تلائمك أنت لا نحن، نحن هنا لإرشادك فقط؛ لذا إذا أردت أن تكون بنّاءً أو ساقياً أو طبيباً أو راميَ سهامٍ محترفاً، فاسعَ خلف ما تريد، سنقوم فقط بدفعك لتقدم أفضل ما يمكنك في أي شيء تختار أن تكونه.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل