المحتوى الرئيسى

موت مفهوم القطب الواحد وفشل دور «شرطي العالم»

11/23 09:56

رغم اللغة التى تحدث بها الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، وبدت ذات نبرة زاعقة، إلا أنه بمجرد توليه مهامه فى البيت الأبيض بحلول العشرين من يناير القادم بل وقبل حلول هدا اليوم قد يبدأ فى إدراك حقيقة مقولة «راحت السكرة وجاءت الفكرة». حيث من المتوقع، إن لم يكن من المؤكد، أن ترامب سيجد عالما بالغ الاختلاف عن ذلك العالم الذى احتل مخيلته وعكسته تصريحاته ومواقفه خلال الحملة الرئاسية. وقد يجد ترامب نفسه فى بيئة مغايرة لتلك التى واجهها الرؤساء الأمريكيون على مدى ربع القرن الأخير، وهى التى اتسمت بتربع الولايات المتحدة على رأس النظام الدولى فيما يعرف باسم «العولمة»، فى وضع جعل البعض يصفه بأنه نظام أحادى القطبية.

فإذا كانت الطبيعة الثنائية هى التى حكمت النظام الدولى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية من خلال دور الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى فى إدارة هذا النظام، فقد حملت رياح التغيير مع بداية حقبة التسعينات تفكك الاتحاد السوفيتى وانهياره ما أتاح المجال لمزيد من الهيمنة الأمريكية وانفرادها بإدارة مقدرات النظام الدولى.

غير أن خبر موت روسيا، على حد ما ذهب اليه الكاتب الأمريكى جورج فريدمان، ربما كان متسرعا باعتبار أن دولة بهذا الحجم الكبير وعلى هذا القدر من الموارد الكثيرة ولها ذلك الموقع الاستراتيجى لا تذوب فى الهواء.

وإذا كانت روسيا الوريثة لتركة الاتحاد السوفيتى قد ظلت مترنحة لأكثر من عشر سنوات، فقد بدا أنها تعمل على استعادة وضعها ونفوذها وهو الأمر الذى دشنه الرئيس الروسى بوتين منذ انتخابه فى عام 2000 محاولا تجاوز ما اعتبره «أكبر كارثة جيوبوليتكية فى القرن» .

ورغم محاولات الغرب للإجهاز على النفوذ الروسى وهو ما بدا بشكل جلى فى توسيع نفوذ الناتو بضم دول البلطيق إلا أن خطط بوتين قوضت بشكل كبير من هذه المخططات وكان من الواضح أن صعود بوتين للسلطة فى روسيا أوجد بلدا مختلفا عن تلك التى كانت موجودة فى عهد يلتسين فى التسعينات.

وحسبما أشار بعض المحللين فقد جاءت نقطة التحول فى العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا فى عام 2004 عندما أقنعت الأحداث الروس بأن الولايات المتحدة تعتزم تدميرهم او على الأقل إحكام السيطرة عليهم. ومع نجاح بوتين فى تحقيق بعض مراميه وفى ظل مناخ دولى موات عملت موسكو على توسيع نطاق تحركاتها والخروج من سياسة رد الفعل إزاء ضربات الغرب وحصارها، فمدت نطاق عملياتها إلى سوريا والتى تحول الصراع فيها إلى صراع دولى بين الولايات المتحدة وروسيا تستخدم فيه الأراضى السورية رغم الدعاوى المختلفة الكاذبة عن محاربة داعش أو غيرها، حيث إن المعركة فى سوريا معركة نفوذ دولى تغلفه أهداف محلية وإقليمية ضيقة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل