المحتوى الرئيسى

موصليات يخلعن سواد داعش: وجدنا أرواحنا مرة أخرى

11/22 18:43

في مخيم الخازر للنازحين والكائن على الطريق بين الموصل وأربيل شمال العراق، تتحدث إيمان، 21 عاما، بأسى عن عملها السابق من أجل تأمين دخل إضافي لأسرتها، وهو صالون تجميل العرائس في مدينتها الموصل التي هربت منها مؤخرا.

قصة إيمان تكاد توثق الحياة الثقيلة الظالمة التي تعنيها أحكام داعش القائمة على القهر تحت غطاء إسلامي متشدد، فبعد أن سيطر التنظيم الإرهابي على الموصل في شهر حزيران/يونيو 2014، عثر عناصر “الشرطة الدينية” على محلها الخاص بتزيين العرائس، وصادروا معداتها واحتجزوها مع شقيقها، حتى وقعت على تعهد تقرّ فيه أنها لن تعيد فتح الصالون، وخلاف ذلك سيكون نهاية لحياة شقيقها.

هكذا ترسم قصة صحافية نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، ملامح الفتاة الموصلية التي كانت ترتجف خوفا أثناء حديثها مع المراسلة مارغريتا ستانكاتي، مؤكدة أنها لم ترغب أبدا بعد التهديد الداعشي في مغادرة بيتها مرة أخرى.

إيمان مثل نساء أخريات “نعيش كسجينات في منازلنا لأكثر من عامين” في ظل النظام الذي عتّم على وجودهن وجعلهن بعيدات عن مشاهد الحياة اليومية، فهو لم يسمح للنساء بالخروج إلا للضرورة وبمصاحبة محرم، مما أدى هذا إلى انسحاب معظم النساء العاملات من الوظائف وترك معظم الطالبات لمدارسهن.

وأجبر داعش الفتيات منذ التاسعة على الامتثال الصارم لقواعد اللباس الأسود في كل شيء: العباءة التي تغطي الجسد من الرأس إلى أخمص القدمين، مع القفازات السميكة وطبقتين من غطاء الوجه، احداها تترك فتحة للعينين، والثانية خفيفة تترك مجالا بسيطا للرؤية، فيما المخالفات يمكن أن يغرّمن بحوالي 40 دولار أميركي أو يواجه أقاربهن الذكور عقوبة الجلد 40 جلدة أو أكثر.

وبحسب قصة الصحيفة الأميركية فقد كان الإجبار على ارتداء الملابس السوداء والنقاب من رموز الظلم الذي تعرض له كثير من النساء، والتي عادة ما يتخلى عنها معظم النازحات منذ لحظة وصولهن سالمات في إعلان عن استعادة حريتهن، وهو ما شهدته حافلة تقل مدنيين هربوا من مناطق سيطرة داعش إلى مخيمات النازحين، ضمت العديد من النساء اللواتي رمين النقاب في اللحظات الأولى لوصولهن.

وتنقل “وول ستريت جورنال” عن فوزية ذياب قولها إن “عناصر داعش كانوا يرون المرأة على أنها عار، ويجب أن لا ينظر الناس إليها”، تضيف السيدة التي كانت مع ابنتيها مؤكدة “لقد وجدنا أرواحنا مرة أخرى”.

وتلفت الصحيفة إلى أن القواعد الصارمة على المدنيين في الموصل، والنساء على وجه الخصوص، فرضها مسلحو داعش الذين قابلهم الكثير من سكان المدينة بالترحاب قبل أكثر من عامين.

“عندما وصلوا إلى الموصل، تصرفوا بشكل جيد، وكانوا لطيفين مع الشعب”، تقول أزهار، وهي أم لخمسة أطفال، في مخيم بالقرب من قرية حسن الشامي، حيث تكدست عباءات وقفازات سود خارج بوابة المخيم بعد أن تخلصت النسوة منها، مضيفة “حين أدركوا أنهم فرضوا السيطرة الكاملة بدأوا بفرض قواعدهم القاسية”.

وتتحدث موصليات عن نتائج ما تركه عليهن النقاب فقد تعثرن وسقطن على الأرض عدة مرات مع حجب النقاب قدرتهن على الرؤية.

كما كان الموت رجما وسط الناس عقوبة شائعة للنساء المتهمات بالزنا (ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج).

الموقف من الجنس مع الصغيرات؟

وفي الوقت نفسه، قام مقاتلو داعش باغتصاب النساء السبايا وأعلنوهن رقيقا في صورة أقرب لـ(الاستعباد الجنسي)، ضمن نهج منظم عبر كتيب لشرح استعباد المرأة عثر عليه في بلدة قرب الموصل كانت تحت سيطرة المتطرفين حتى وقت قريب، وفيه “يجوز (لعنصر التنظيم) شراء و بيع السبية أو أن يهبها هدية، هي له، ويمكنك أن تفعل بها ما تريد”، فيما يقدم الكتيب، إجابات على أسئلة مثل: “هل يمكنني ممارسة الجنس مع السبية التي لم تبلغ بعد؟”.

*الصورة: موصليات باعدت بينهن قسوة داعش يلتقين بعد غياب في مخيم الخازر بين أربيل والموصل/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

علي عبد الأمير، محرر في موقع (إرفع صوتك) التابع لشبكة الشرق الأوسط للإرسال MBN. كاتب وناقد وصحافي عراقي عمل سابقا مدير تحرير للأخبار العراقية في قناة "الحرة" واشنطن 2004-2010 ومعد ومقدم برنامج "سبعة ايام" عبر "الحرة" 2005-2010. عمل عبد الأمير أيضا مراسلا للشؤون العراقية في عدد من كبريات الصحف العربية 1998-2004. له عدد من الأفلام والبرامج الوثائقية. رئيس تحرير ومؤسس موقعي "اسواق العراق" و"ساحات التحرير". كاتب في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية العراقية والعربية. له عدد من المؤلفات في الشعر ونقد الموسيقى والمكان البغدادي.

الجزائر – بقلم أميل عمراوي: من امرأة لم تكن تعرف في الحياة إلا خدمة زوجها وأطفالها الثلاثة،...المزيد

صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي: لا تزال رجاء ناصر في الـ14 من العمر، لكنها لم تعد اليوم...المزيد

بغداد – بقلم دعاء يوسف: تحني سعاد خليل، 46 عاماً، رأسها على ماكنة الخياطة وهي تتحدّث...المزيد

بقلم إلسي مِلكونيان: ثوب زفاف مزيّن بالدانتيل والتطريزات الناعمة، ارتدته الشابة السورية رندة في حفل...المزيد

المغرب – بقلم زينون عبد العلي: “تساعدنا الأستاذة رجاء في محاربة الجهل والأمية، وبفضلها فتحت...المزيد

بقلم علي قيس: ما زالت حتّى أيامنا هذه تصدر آراء وجدالات في بعض الدول العربية حول...المزيد

بقلم محمد الدليمي: “أخطر شيء الآن هو أنّ الجيل الحالي يفضل أن يموت غرقاً”، هكذا يصف الكاتب...تابع القراءة

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل