المحتوى الرئيسى

''بركة يقابل بركة''.. أن يكون المنفى وطنك (ريفيو)

11/22 09:03

يشعر أغلب الشباب في المجتمعات العربية بأنه مكبل بالقيود، العادات والتقاليد ونظرةالمجتمع، التي تجبره أحيانا على التصرف بطريقة قد لا تتناسب مع فكرة أو نظرته للأمور، إلا أن الوضع في السعودية مختلفا، بالقيود لا تأتي من البشر ولكن من نظام حاكم نشأ منذ سنوات طويلة، وقضى على أشياء يعتبرها أهلها أجمل، وهذا ما يعرضه الفيلم السعودي "بركة يقابل بركة"، المعروض في مسابقة "آفاق السينما العربية" بالدورة الثامنة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي، والممثل لبلاده في القائمة الأولية لجوائز الأوسكار.

يفتتح الشاب بركة "هشام فقيه"، حوالي 30 عام، الفيلم بجلبابه الناصع البياض، ليعرف المشاهدون أنه موظف حكومي في البلدية، يغلق المحلات والمقاهي ويفرض المزيد من القيود على المجتمع الذي اختنق من كثرة المعوقات، بالرغم من عدم اقتناعه بها، حتى يلتقى بفتاة "فاطمة البنوي" تأسره بجمالها الآخاذ، وحريتها وجرأتها غير المعهودة في المجتمع السعودي، فهي نجمة على وسائل التواصل الاجتماعي،

وخاصة الانستجرام، ولديها حسابا عليه يتابعها فيه مئات الآلاف، ولكنها لا تستطيع عرض وجهها بالكامل، وتكتفي بإظهار فمها وجزء من أنفها، ومن هنا تبدأ المشاكل، فكلاهما يجد في الآخر شيء ينقصه إلا أنهما لا يستطيعان الالتقاء أو التحدث في العلن، إلا في المحلات التجارية، والأسواق الموجودة بأحياء الأجانب والجاليات.

اختار محمود الصباغ، مخرج ومؤلف الفيلم القالب الكوميدي الاجتماعي لعرض فكرته الدسمة عن الفضائل العامة، والمشاكل المجتمع السعودي، ويعاني منها شبابها، ربما ليكون لديه مساحة أكبر للسخرية، أو لأنه وجد في الكوميديا وسيلة لعرض فكرته بطريقة محببة وبسيطة، وقد نجح في اختياره للقالب فتعالت ضحكات وابتسامات حاضري الفيلم في دار الأوبرا المصرية وسينما.

واعتمد الصباغ على المقارنة بين المجتمع السعودي بنفسه، فعرض مجموعة من الصور التي توضح كيف كانت المجتمعات قديما وحديثا، في طريقة اللبس والاحتفال بالأفراح، والأعياد، والغناء والموسيقي، وحتى شكل الحرم الذي أصبح مكتظا إلى حد الجنون.

كل عناصر الفيلم كانت تصب في نفس البوتقة تقريبا، امتلأ العمل بالعديد من الجمل الحوارية، والتي كانت أحيانا مباشرة أكثر من اللازم، وكان أغلبها على لسان "بركة"، مثل قوله لصديقه "الشاب كان بيقول كلام زين وحلو، وما فيه أي مشكلة، بس اضطريت اقفله القهوة، وكأني مبرمج"، وجمل قالها خلال حواره مع والده مثل " جيلكم عاش بالطول وبالعرض، هو سلم بس لما كبر خرب على جيلنا"، وتأكيده خلال أكثر من مشهد أنه وباقي شباب جيله يعيشوا في المنفى.

وكان للموسيقى التصويرية تأثيرا كبيرا، واستخدم آلات الدق والدرامز، والتي عبرت عن مشاعر واحاسيس أبطاله، خلال لقاءاتهما السرية الممنوعة، ورغباتهما المكبوتة.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل