المحتوى الرئيسى

ثعابين الإرهاب تغير جلودها.. أرض الفيروز في مرمى التنظيمات المتطرفة.. "ولاية سيناء" تتمخض من رحم "بيت المقدس".. "الرايات السوداء" الأخطر في شبه الجزيرة.. وخبراء يكشفون لغز تعددهم

11/21 21:40

تتعدد التنظيمات وتختلف الأسماء، إلا أن جميعها ترادف هدفًا واحدًا وتعكس أيدولوجية مشتركة من خلال اعتناقها فكرًا متطابقًا متشبع بالتطرف، واتباعها أسلوبًا موحدًا، فعلى الرغم من ولادة عدد كبير من الجماعات الإرهابية المتطرفة في قلب سيناء، إلا أنها تمخضت من رحم واحد لا ينجب سوى براعم الإرهاب بمختلف مسمياته.

وفي أكبر قضايا الإرهاب الغادر، تم إحالة 292 متهمًا إلى القضاء العسكرى، بعد موافقة المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام، لتكوينهم 22 خلية إرهابية تابعة لتنظيم "ولاية سيناء"، وتم ضبط 158 متهما وتم إخلاء سبيل 7 منهم.

ويعد تنظيم "ولاية سيناء" أحد أفرع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتخذ من سيناء محل نشاطه، وتم تشكيل الولاية وتنظيمها في 13 نوفمبر عام 2014 بقيادة أنصار بيت المقدس التي أعلنت البيعة للدولة الإسلامية، وفي السطور التالية تستعرض "الدستور" أبرز التنظيمات الإرهابية التي استوطنت أرض الفيروز خلف ستار الدماء.

تأسست هذه الجماعة عام 2002 على يد الطبيب خالد مساعد، وتعتنق فكرًا جهاديًا قائمًا على التوسع في عملية التكفير، وقامت عناصر هذا التنظيم بعدة عمليات إرهابية بين عامي (2004- 2006)، استهدفت من خلالها بعض المناطق السياحية بمنطقة جنوب سيناء، خاصة التي يتردد عليها السياح من إسرائيل مثل؛ طابا، شرم الشيخ، ودهب، ومن أشهر قادة عناصر هذا التنظيم حمادة أبو شتية.

وفي 18 يناير 2014، أعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، العقيد أحمد علي، مقتل قائد الجناح العسكري لجماعة التوحيد والجهاد بسيناء، خلال حملات المداهمة التي يشنها الجيش لتمشيط المحافظة.

وعقب عزل محمد مرسي من الحكم، ذاع صيت "أنصار بيت المقدس" في سيناء من خلال عمليات تفجير ومهاجمة أهداف ومنشآت عسكرية وشرطية، وبدأت الجماعة نشاطها الإرهابي من خلال تفجير العديد من الخطوط التى تحمل الغاز بين مصر وإسرائيل، وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات والاغتيالات التي وقعت بعد ثورة 30 يونيو.

كما أعلنت مسؤوليتها رسميًا عن تفجير مديرية أمن الدقهلية التي أودى بحياة 15 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين، إلاأنها غيرت اسمها رسميًا إلى ولاية سيناء منذ إعلانها مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي الرابع من أغسطس الماضي، أعلنت القوات المسلحة القضاء على زعيم تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي في سيناء المدعو "أبو دعاء الأنصاري"، وعدد من مساعديه.

وعلى الرغم من أن هذه الجماعة نشأت من داخل السجون, إلا أنها انتشرت في محافظات مصر وكثر أتباعها في الصعيد وبين طلاب الجامعات, وتقوم أفكار الجماعة علي تكفير كل من يرتكب أي ذنب, سواء كان كبيرا أو صغيرا, وتكفير الحكام بحجة أنهم لا يحكمون بشرع الله.

وفي أواخر أكتوبر عام 2013، ألقت القوات المسلحة القبض على أمين تنظيم جماعة "التكفير والهجرة" عبدالفتاح حسن سالم في شمال سيناء، وتمكنت عناصر من الجيش الثاني الميداني، من القبض على سالم ومعه أحد مساعديه في منطقة الخروبة شمال سيناء، وذلك في إطار ما وصفته بـالضربات الأمنية الناجحة لاقتلاع جذور الإرهاب من سيناء.

السلفية الجهادية هي مجموعة جهادية تنتهج الفكر القطبي القائم على التكفير، كما أنها على صلة بالتنظيم الأم في غزة بقيادة أبو الوليد المقدسي (هشام السعدني)، والذي لقي مصرعة مؤخرًا إثر إستهدافه من قبل قوات الاحتلال، وأعلنت تلك الجماعة عن نفسها في أعقاب وفاة 6 من عناصرها في مواجهة مع القوات المسلحة القائمة على تنفيذ العملية "نسر".

ويأتي تنظيم "الرايات السوداء" بوصفه أخطر الجماعات المسلحة ويتمركز في مدينة الشيخ زويد، حيث تلقى أعضاؤه تدريبات قتالية خارج مصر في غزة ودير البلح، وعادوا وتمركزوا في الشيخ زويد ورفح والعريش، وأقاموا قواعد عسكرية في جبال سيناء الوعرة.

وفي أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011، أعلن تنظيم "الرايات السوداء" عن تحويل سيناء لإمارة إسلامية، ثم انضم إليها جماعة "جند الإسلام"، التي تحمل الأفكار التكفيرية المتشددة، وتتمركز بمدينة الشيخ زويد، وتضم من 500 إلى 1000 عنصر جهادي.

ومن بين التنظيمات الجهادية، يتمركز ما يقرب من 500 عنصر من تنظيم "مجلس شورى المجاهدين" داخل سيناء، و1500 عنصر في غزة ويضم عددًا من التنظيمات الإسلامية، بحيث يمثل كل تنظيم بأمير داخل المجلس، بهدف توحيد المجاهدين من ناحية والتنسيق عسكرياً في العمليات، وترتيب الأولويات من ناحية أخرى، ونشأت بداية التنظيم بعد ثورة يناير 2011، عندما أتيحت له مساحة أكبر من الحرية والعمل ورفع الضغط الأمني عنه.

الدكتور هشام النجار الباحث في شئون الجامعات الإسلامية، أكد أن أسباب تعدد هذه الجماعات، يرجع أولًا إلى الإجراءات الأمنية المشددة في سيناء، وشن الحرب على هذه الجماعات ما يضطرها إلى تغيير اسمها والعمل تحت قيادات مستقلة، فضلًا عن التغيرات الإقليمية الطارئة في المنطقة.

وأضاف "النجار"، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن تنظيم "بيت المقدس" على سبيل المثال، كان تابعًا في بدايته لتنظيم القاعدة، حيث قام بجمع عناصر ورموز من الجماعات التكفيرية وأعضاء آخرون من السلفية الجهادية، ولكن بعد أن أحرز تنظيم داعش انتصارات عديدة في عامي 2014/2015، وفي ظل ضربات الجيش المصري للتنظيم في سيناء، اضطر تنظيم "بيت المقدس" إلى إعلان ولائه لتنظيم "داعش" بدلًا من "تنظيم القاعدة"، وأصبح فيما بعد تنظيم "ولاية سيناء".

وأوضح أنه بعد تراجع تنظيم "داعش" وتعرضه لخسائر كبيرة في سوريا والعراق، وأصبح على وشك خسارة أهم معاقله في الرقة والموصل، دارت مناقشات لإرجاع ولاء التنظيم إلى "القاعدة" وترك "داعش"، لافتًا إلى أن بعض القيادات داخل "بيت المقدس" قاموا بإطلاق مثل هذه الدعوات، ومنهم على سبيل المثال هشام عشماوي المنشق عن تنظيم "ولاية سيناء"، واذي أنشئ تنظيمصا آخر بعنوان "المرابطون" تابعًا لتنظيم القاعدة.

وشدد، على أن المستجدات الإقليمية في الحرب على الإرهاب هي التي تجعل هذه التنظيمات تتشكل وتتلون في أسماء متعددة، إلا أنها في النهاية تحمل أهدافًا واحدة، مشيرًا إلى أنه في حالة سيطرة هذه التنظيمات على أي مكان، سوف يتصارعون فيما بينهم على حق السيطرة لأي منهم، وهو ماحدث بالفعل في سوريا.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل